5 مخيمات فلسطينية في الضفة الغربية بمرمى عمليات جيش الاحتلال

الساعة 09:11 م|08 سبتمبر 2023

فلسطين اليوم- وكالات

في 5 سبتمبر/ أيلول الجاري نفذ جيش الاحتلال عملية واسعة في مخيم "نور شمس" للاجئين الفلسطينيين بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، خلفت شهيداً ومصابا، ودمارا في البنية التحتية والمنازل والمركبات.

وتأتي العملية ضمن سلسلة من العمليات التي بدأها جيش الاحتلال منذ مطلع العام الجاري، تركزت في مخيمات الضفة الغربية، أبرزها مخيم جنين وبلاطة قرب نابلس وعقبة جبر قرب أريحا ونور شمس.

وعادة ما تندلع مواجهات غير متكافئة عسكريا مع مقاومين من فصائل فلسطينية، تستخدم "إسرائيل" فيها مروحيات ومسيرات ومدرعات وجرافات عسكرية، فيما يستخدم المقاومون بنادق وعبوات متفجرة وقنابل يدوية محلية الصنع، وفق شهود عيان وتقارير إعلامية.

ومن المخيمات الأكثر سخونة بالضفة:

جنين (شمال)

يتربع مخيم جنين على عرش المخيمات الأكثر سخونة في الضفة الغربية، وتعتبره "إسرائيل" بأنه مصدر "قلق دائم"، ونفذت فيه عدة عمليات منذ بداية عام 2023، قتلت خلالها نحو 73 فلسطينيا، غالبيتهم من داخل المخيم.

وكانت أبرز العمليات تلك التي شهدها المخيم مطلع يوليو/ تموز، حين نفذ جيش الاحتلال عملية عسكرية استغرقت 48 ساعة، استخدم خلالها طائرات مروحية، إضافة إلى قصف أهداف بمسيرات وطائرات انتحارية.

كما فجر جيش الاحتلال خلال العملية، منازل ومحال، وخلف دمارا في البنية التحتية.

وبحسب مصادر فلسطينية، فإن 80 بالمئة من منازل مخيم جنين تضررت بشكل جزئي أو كامل، في العملية الإسرائيلية التي وقعت في يوليو الماضي.

وينشط في مخيم جنين عدة فصائل مسلحة أبرزها "كتيبة جنين" التابعة لـ"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، و"كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، و"كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة "فتح".

ويعرف مخيم جنين بصلابته في مواجهة جيش الاحتلال، حيث خاض مقاومون معركة ضارية في أبريل/ نيسان 2002، أسفرت عن استشهاد 52 فلسطينيا وتدمير غالبية مساكن المخيم، وفق تقرير للأمم المتحدة.

5 مخيمات فلسطينية في الضفة الغربية بمرمى عمليات جيش الاحتلال

وأسست وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأممية "أونروا" مخيم جنين عام 1953، ضمن حدود بلدية مدينة جنين، لإيواء لاجئين ينحدرون من منطقة الكرمل في حيفا، ويسكنه حاليا نحو 12 ألف نسمة.

نور شمس

تبدو الصورة في مخيم نور شمس قريبة إلى حد كبير من مخيم جنين، حيث أن سكان المخيمين ينحدرون من منطقة حيفا بأراضي الداخل (التي احتلت عام 1948).

وسكن أهالي المخيمين عقب النكبة منطقة جنزور قرب جنين حتى عام 1951، ثم انقسموا بين جنين ونور شمس، لذلك هناك قرابة بين العائلات، وعلاقات نسب وتكامل في المقاومة بين مخيمي جنين ونور شمس.

ويسكن نور شمس الواقع إلى الشرق من مدينة طولكرم نحو 7 آلاف نسمة، يعيشون في مساحة لا تتعدى 232 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع).

ومنذ بداية العام الجاري، قتل جيش الاحتلال 5 فلسطينيين في المخيم، ونفذت 3 عمليات عسكرية كبيرة، كان آخرها الثلاثاء الماضي.

وصنفت العملية التي نفذت في 5 سبتمبر/ أيلول الجاري، بـ"الأعنف"، حيث فجرت محال تجارية ومراكز، ودمرت البنية التحتية في المخيم، وفق تقارير متعددة.

وينشط في المخيم عدد من الفصائل الفلسطينية، أبرزها كتيبة نور شمس التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

طولكرم

ليس ببعيد عن نور شمس وبصورة أقل وطأة، يشهد مخيم طولكرم عمليات إسرائيلية مشابهة.

وفي 11 أغسطس/ آب، لاحق جيش الاحتلال مقاومين فلسطينيين داخل المخيم، في عملية أسفرت عن استشهاد شخص على الأفل.

ويقع المخيم داخل مدينة طولكرم، وتأسس في العام 1950، ويسكنه نحو 10 آلاف مواطن.

عقبة جبر

شهد مخيم عقبة جبر قرب مدينة أريحا شرق الضفة، أكثر من 10 عمليات عسكرية منذ مطلع العام، استهدفت خلالها القوات الإسرائيلية مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم "كتيبة عقبة جبر".

واستشهد 11 فلسطينيا خلال العمليات في مخيم عقبة جبر منذ مطلع العام، فيما اعتقل عدد آخر.

وتأسس عقبة جبر في العام 1948، ويسكن اليوم نحو 10 آلاف فلسطيني.

مخيم بلاطة

ويعد مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين الأكبر بين المخيمات الواقعة في الضفة، حيث يسكنه نحو 16 ألف فلسطيني.

ويقع المخيم شرق مدينة نابلس وعلى مقربة من قبر يوسف، ويعد نقطة ساخنة على الدوام، حيث يقتحم الجيش الإسرائيلي محيطه لتأمين دخول المستوطنين للقبر وأداء طقوسا دينية.

وقتل جيش الاحتلال 13 فلسطينيا في مخيم بلاطة، خلال عمليات ملاحقة مسلحين، ومواجهات مع مواطنين منذ بداية العام.

5 مخيمات فلسطينية في الضفة الغربية بمرمى عمليات جيش الاحتلال

وفي السياق، قال مدير مركز يبوس للدارسات، سليمان بشارات، إن المخيمات "لا تعرف السكون، وإنها في حالة مقاومة منذ النكبة عام 1948".

وأفاد أن التوترات داخل المخيمات تعود إلى عدة محددات، أبرزها رمزية "صورة المخيم في الذهن الفلسطيني" التي تدل على الحرمان واللجوء والطرد من المنزل.

وأوضح بشارات أن المحدد الثاني يعتمد على "طبيعة التركيب السكاني في المخيم".

وأضاف: "ظلت المخيمات منغلقة، لم تتأثر بالتغيرات المجتمعية كالمدن والريف، من بداخلها يحافظون على هويتهم الوطنية المتمثلة بالمقاومة والمواجهة، إلى جانب عمق وقوة الروابط المجتمعية".

ولفت مدير المركز الفلسطيني إلى أن المخيمات "باتت تشكل حاضنة شعبية للمقاومة".

وأردف: "الجميع يدافع ويقاوم لحماية شخص أو مجموعة، وعلى مدار السنوات ومنذ تأسيسها أخرجت المخيمات قيادات في العمل الوطني من كافة الفصائل".

المصدر: وكالة الأناضول

كلمات دلالية