تقرير "إسرائيلي": المنظومة الأمنية للاحتلال.. لسنا قريبين من نهاية موجة التصعيد

الساعة 02:51 م|08 سبتمبر 2023

فلسطين اليوم

قبل أسبوع واحد فقط من بداية العام العبري الجديد، يبدو الواقع أكثر تشاؤماً من أي وقت مضى، بعد مرور عام ونصف على اندلاع موجة الهجمات الحالية، تدرك جميع الأطراف في الضفة الغربية بشكل خاص، وفي الكيان بشكل عام، أننا لسنا قريبين من نهاية موجة العمليات النضالية.

إن التصعيد المتزايد في الضفة الغربية يجعل المنطقة هي الساحة الأكثر إثارة للقلق في الفترة المقبلة، ووفقاً لبيانات المنظومة الأمنية للعدو فقد وقع منذ بداية عام 2023 ما لا يقل عن 190 عملية كبيرة على شكل إطلاق نار وطعن ودهس، أكثر مما كان عليه في عام 2022 بأكمله (الذي تم خلالها الإبلاغ عن حوالي 180 عملية كبيرة). إذا أضفت إلى ذلك إحباط أكثر من 500 هجوم من قبل الشاباك و”جيش العدو الإسرائيلي” في الأشهر التسعة الماضية (مقارنة بـ 472 عملية في عام 2022 بأكمله)، فإن الأرقام تبدو مفزعة.

حماس كالعادة تحرض

يحذر “الجيش الإسرائيلي” من فترة أعياد أكثر تحدياً من المعتاد، ويعرفها على أنها فترة اختبار، حيث سيتعين عليهم تجاوز أنفسهم من أجل إيقاف المقاومين الذين يسعون إلى تنفيذ مآربهم.

تعتبر الأعياد فترة عرضة للمشاكل والأزمات بسبب التحريض الشديد الذي يرافقها من الجانب الفلسطيني والرغبة في تنفيذ هجمات فدائية، وكدليل على ذلك، وقعت خلال هذه الفترة من العام الماضي أربع هجمات خطيرة.

الفرق هو أن “إسرائيل” في وضع غير مؤاتٍ حالياً بسبب سلسلة عمليات القاتلة الأخيرة، والتي قد تكون بمثابة مصدر إلهام لمنفذي العمليات، إن الهجوم الذي وقع في مستوطنة “معاليه أدوميم” والذي أصيب فيه ستة مستوطنين، والهجوم الذي وقع في مستوطنة “بيت” حجاي والذي قُتلت فيه مستوطنة والهجوم الذي وقع في القدس هذا الأسبوع وأصيب فيه مستوطن بجروح خطيرة، كلها حافز وإشارة هامة للمقاومين بإنه يمكن تنفيذ هجمات مماثلة، ولهذا السبب، تعمل المنظومة الأمنية بشكل مكثف في الوقت الحالي على اعتقال الناشطين البارزين وإيقاف الهجمات التي قد تشن.

لكن حتى المنظومة الأمنية تدرك جيداً أنه ليس من الممكن اعتقال كل المهاجمين، وأنه مقابل كل 100 أو 200 عملية اعتقال ناجحة، سيكون هناك مهاجم واحد سينجح في الوصول إلى هدفه.

حوالي 200 إنذار يومياً

يعترف “جيش العدو الإسرائيلي” بتزايد هائل في محاولات التحريض القادمة من حماس، ويقومون بتجنيد الشبان وإرسالهم لتنفيذ العمليات، ولأول مرة منذ سنوات، لا توجد زيادة كبيرة في الإنذارات خلال الأعياد القادمة، وهي مستقرة إلى حد ما عند حوالي 200 إنذار يومياً، على مختلف المستويات، لكن هذه ليست أخباراً جيدة، لأن السبب وراء ذلك هو أننا منذ فترة طويلة ونحن في مستوى إنذارات مرتفع للغاية.

لا يستبعد “جيش العدو الإسرائيلي” و”الشاباك” و”الشرطة” احتمال امتداد التصعيد الأمني ​​إلى ساحات أخرى، هناك إنذارات حول عمليات في الضفة الغربية ومن عمليات في داخل الخط الأخضر – في المدن الكبرى، وكما نذكر، في فترة عيد الفصح الذي تزامن هذا العام مع شهر رمضان، كان على “إسرائيل” أن تتعامل مع هجمات في الضفة الغربية وفي الداخل أراضي 48، وكذلك إطلاق نار من غزة وحتى إطلاق 28 صاروخاً من لبنان.

ومع ذلك، فإن “جيش العدو الإسرائيلي” مصمم على إقامة الأحداث والمناسبات الكبرى في الأسابيع المقبلة في الضفة الغربية كما هو مقرر، ويقوم بتعزيز جميع المناطق بسرايا إضافية لحماية المستوطنين، الهدف المعلن هو أن يكون هناك روتين بجانب التوتر، وبالتالي فإن كل حدث أو مناسبة كان من المفترض أن تقام، ستقام كما هو مخطط، استخلص “الجيش الإسرائيلي” استنتاجات من فترة الأعياد السابقة، التي قُتل فيها جندي كتيبة استطلاع جفعاتي “عيدو باروخ”، من أجل حماية أفضل للمدنيين والجنود، وسينشطون في الميدان للقيام بذلك بأفضل طريقة ممكنة.

الساحة الرئيسية التي تتعامل معها قوات الجيش حاليا هي منطقة شمال الضفة الغربية، والتي خرج منها عدد كبير من المقاومين في العام الماضي.

هذا الأسبوع، ولأول مرة منذ عملية “بيت وحديقة” قام “جيش العدو الإسرائيلي” بعمليات في مخيم جنين للاجئين، وفي الوقت نفسه نفذت عمليات مكثفة في مخيم نور الشمس للاجئين في طولكرم، بما في ذلك هدم الطرق المعبدة التي زرع تحتها المقاومون عبوات ناسفة، هذا النشاط ليس صدفة، قبيل الأعياد وبعد أيام قليلة فقط من وصول فتاة من جنين إلى البلدة القديمة في مدينة القدس ومحاولتها قتل جندي من حرس الحدود، يشير “جيش العدو الإسرائيلي” إلى المسلحين بأنهم مستمرون في العمل في مخيم اللاجئين، لكن في مناطق أخرى هناك أيضاً محاولات للنهوض من جديد وتنفيذ هجمات وبالتالي النشاطات تنفذ في كافة الضفة الغربية.

استنفار معزز

صحيح أن رأس السنة العبرية ستبدأ في نهاية الأسبوع المقبل، إلا أنه من الآن يتم اتخاذ إجراءات لحماية “الإسرائيليين” ضمن الاستعدادات للأعياد القادمة، لأن بعض مناسبات وأحداث الأعياد قد بدأت من اليوم، في كل يوم من أيام الأسبوع المقبل، من المتوقع أن يأتي عدة آلاف إلى حائط البراق بمناسبة “عيد الغفران”، وسيقام تجمع كبير بمشاركة عشرات الآلاف يوم الخميس القادم.

جيش العدو يجري أنشطة مكثفة لمنع وقوع عمليات نضالية في القدس

من المتوقع أن يمر عشرات الآلاف من المستوطنين في شوارع البلدة القديمة هذا الأسبوع، وتعمل الشرطة وقوات حرس الحدود بقوات متزايدة لمنع الهجمات في المنطقة، وتعمل قوات حرس الحدود معززة في شارع “هغي” وفي الشوارع الأخرى، من البلدة القديمة في القدس للسماح بالوصول السريع والمريح والآمن للمستوطنين الذين يرغبون في الوصول إلى حائط البراق.

وفي الوقت نفسه، نظمت الإدارة المدنية للعدو، بالتعاون مع مجالس المستوطنات وما يسمى “المركز الوطني لتطوير الأماكن المقدسة”، فعاليات لـ “عيد الغفران” في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، الحرم الإبراهيمي، ومبنى قبر النبي “صموئيل”، بل إن الإدارة المدنية وزعت منشوراً دعت فيه المستوطنين للحضور والمشاركة في الأنشطة المختلفة في المواقع في الضفة الغربية.

كلمات دلالية