سباق مع الزمن..

أسرى نفق الحرية: انتزعوا حريتهم عُنوة.. فجابوا العالم بسهولة دون قيود..!!

الساعة 11:42 م|06 سبتمبر 2023

فلسطين اليوم

لم يكن هذا العمل الفني المتكامل مجرد دراما سينمائية، بل فتح لنا نافذة على طريق عالم التحدي والنضال، وتحطيم قيود السجان "الإسرائيلي"، حيث التقى التاريخ بالفن، فوّلد الإبداع والتأثير العميق، هكذا كانت قصة نجاح المسلسل بشكل باهر والذي حمل اسم "شارة نصر جلبوع"، ليتألق في سماء شاشات القنوات العربية والإسلامية، ويروي لنا قصة لأبطالٍ حقيقيين، رسموا خارطة الحرية بمعلقة طعام وإصرار نحو "نفق الحرية".

بهذا المسلسل الملحمي، نجحت قصة "نفق الحرية في سجن جلبوع" في إيصال رسالتها إلى العالم بشكل لا يُمكن تجاهله، ويصبح مصدر إلهام وتأمل للكثيرين، لا سيما صناعته بأسلوب أدبي راقٍ وإبداعي، ويفرض نفسه في ذكرى دائمة "أن الإصرار والإيمان بقضيتك يمكنهما تحقيق المعجزات وشقّ مسارك نحو الحرية".

وفي صباح اليوم الــ6 من شهر سبتمبر عام 2021م، تابع الفلسطينيون وجموع الملايين حول العالم ما أطلق عليه الاحتلال "الإسرائيلي" (الهروب العظيم)، إذ نفذ ستة أسرى فلسطينيين هروباً تاريخياً من سجن "جلبوع" الإسرائيلي، والذي كان يعرف بمستوى حراسة وتحصين عال، ليتحول هذا الانتصار الفلسطيني إلى مسلسل يحاكي تفاصيل الحادثة ومعاناة الأسرى خلف قضبان الاحتلال.

نفق الحرية

الشرارة الأولى

أحد كُتّاب سيناريو "شارة نصر جلبوع" زكريا أبو غالي، يقول: إن المسلسل لقى نجاحًا كبيرًا بإيصال رسالته في لفت أنظار العالم إلى قضية الأسرى في سجون الاحتلال، رغم قلة الإمكانات مقارنة بالمدة الزمنية منذ بداية الشرارة الأولى لإنتاج المسلسل، وحتى لحظة الانتهاء من الإخراج، مشيرًا إلى أنه عُرض في أكثر من 25 دولة عربية وإسلامية.

ويضيف أبو غالي لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن قصة "نفق الحرية في سجن جلبوع" استحوذت على عقول وقلوب الكثيرين حول العالم، ووصلت إلى الشاشات الصغيرة من خلال مسلسل "شارة النصر"، الذي وثق الأحداث الملحمية والواقعية التي جرت مع الأسرى الأبطال، بعيدًا عن محاولات التشويه "الإسرائيلية" التي رافقت الحادثة.

25 قناة عربية وإسلامية

ومن بين الدول العربية التي عرضت مسلسل "شارة نصر جلبوع" (الأردن، سوريا، تركيا، مصر، لبنان، العراق، إيران، موريتانيا)، ومن بين القنوات الفضائية العربية: "قناة المنار، قناة الرافدين- قناة بلادي- قناة اليمن- قناة وطن".

إلى جانب ذلك، انتشرت مقاطع مسلسل "شارة نصر جلبوع" عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، وعبر منصة اليوتيوب والمنصات الإلكترونية المختلفة بمشاركة واسعة من المشجعين والمعجبين، مما أضفى على هذا العمل الفني تداولًا أوسع، وجعله محط اهتمام كبير من قبل الجمهور العربي والدولي. وفق أبو غالي.

أبطال نفق الحرية.jpeg

سباق مع الزمن

وفي تفاصيل صناعة المسلسل يردف: "منذ بداية حدوث هذه المعجزة شرعنا بمتابعة كافة الأخبار التي تصدر عن الإعلام العبري والمحلي، إلى جانب متابعة عوائل الأسرى ومحاميهم والفصائل، وصولًا إلى إعادة اعتقال الأبطال ودخولهم إلى السجن مرة أخرى، فضلًا عن المتابعة الدورية على مدار الساعة لأي معلومة جديدة.

ويتابع أبو غالي: "هنا أصبح في جعبتنا معلومات إلى جانب مقاطع الفيديو والتحليلات حول هذا الموضوع، لتبدأ الخطة الحقيقية وقولبتها في عمل درامي يخرج إلى الشاشة، ويوثق هذه الحالة النادرة في تاريخ شعبنا الفلسطيني".

ويشير كاتب السيناريو إلى أن "طاقم المسلسل كان في سباق مع الزمن لإخراج هذا العمل إلى النور، مبينًا أن الأسرى هربوا في بداية شهر 9، إلى أن أعيد اعتقالهم في نهاية الشهر، وفي مطلع شهر أكتوبر كانت لا تزال المعلومات شحيحة، والأسرى رهن الاعتقال والتحقيق، ورغم المعلومات البسيطة التي حصلنا عليها، اتخذنا القرار بالشروع في كتابة هذا المسلسل".

البصمة الأولى

وفي هذا السياق، استحضر أبو غالي، روح الشهيد القائد الكبير خليل البهتيني الذي كان له الدور الأكبر والبصمة الأولى في إعطاء فضائية القدس اليوم القرار لإنتاج مسلسل شارة نصر جلبوع، لينزل إلى أرض الميدان فريق الديكور، لاختيار سطح مسجد واسع المساحة، وإنشاء مبنى يوازي مبنى سجن جلبوع الحقيقي ومشابه للألوان في مساحة الفورة، وغرفة التحقيق في السجن.

عملية محاكاة بالكامل جرى تنفيذها في أرض الميدان لكافة أقسام سجن جلبوع، ليكون التركيز الأكبر على ساحة الفورة ودورة المياه في داخل السجن.

وللتثبت من تفاصيل وديكور السجن، يقول أبو غالي: "التقينا ببعض الأسرى المحررين من سجن جلبوع، لينقلوا لنا التجربة ونعيش معهم كافة تفاصيل الحياة في السجن، كما نزلوا إلى مكان التصوير، للتأكد من مواكبته ومحاكاته لسجن جلبوع الحقيقي".

نفق الحرية.jpg

معجزة سينمائية

وما بين جمع المعلومات وتجهيز مكان التصوير "اللوكيشن"، كان ذلك هو العامل الذي ساهم في تزويد فريق العمل ببعض الوقت، فكتابة المسلسل مع جمع المعلومات وإتقان النص وكتابته بالشكل النهائي، والانتهاء من الديكور والتمثيل والإخراج في مدة قدرها 5 شهور، فهذا يعد معجزة سينمائية وفنية في قطاع غزة". حسب أبو غالي

ويشير إلى أن "التضحيات في الوقت والعمل ومضاعفة الجهد، كان لشعورنا بأهمية الرسالة التي يجب أن تصل لجمهورنا الفلسطيني والعربي والمحلي الإقليمي والعالمي، من خلال إعادة تمثيله على أرض الواقع وعرضه على الشاشة، ولتبقى حقيقة قضية الأسرى حية ومتداولة".

وسلط مسلسل شارة نصر جلبوع على العديد من القضايا الأخرى، كالإهمال الطبي، والنطف المهربة، والتعذيب، واقتحام غرف الأسرى، والحرمان من الزيارات في سجون الاحتلال.

وتحدث الإعلام العبري في تقرير متلفز، عن قوة مسلسل شارة نصر جلبوع، وأشار إلى تفاجئهم من قدرة الـجهاد الإسلامي، وطاقم العمل لإنتاجه بتلك القوة والوقت القياسي.

نفق الحرية

صدمة "إسرائيلية"

وحول ردة الفعل الأولى للإعلام "الإسرائيلي" على برومو المسلسل، وصفها أبو غالي  بالصدمة، فتساءل الإعلام العبري: "متى أنتجوا هذا العمل، ومتى قاموا بتصويره، متى كتبوا النص، وأين جرى تصوير هذه المشاهد المشابهة لسجن جلبوع، كما تساءل عن سرعة العمل في المسلسل رغم قلة الإمكانات".

إضافة إلى ذلك، ركّز الإعلام العبري على القدرة الفنية في توصيل رسالة المسلسل، في الوقت الذي اهتم الاحتلال بإظهار خسارة الأسرى بعد الاعتقال وإظهار فخره في إلقاء القبض عليهم، ليخرج لهم مسلسل "شارة نصر جلبوع" ويحولهم إلى نموذج بطولي وأيقونة وطنية منتصرة، لتغلق شارة المسلسل بتحرير المقاومة الفلسطينية للأسرى من سجون الاحتلال.

وكشفت مصادر عبرية، آنذاك، النقاب عن استياء كبير وانزعاج في أوساط "الإسرائيليين" من مسلسل شارة نصر جلبوع.وعرضت قناة القدس اليوم المسلسل الدرامي الفلسطيني "شارة نصر "جلبوع" والمقتبسة أحداثه من عملية انتزاع الحرية التي قام بها الأبطال الستة: (محمود عبد الله عارضة "مهندس العملية"، محمد قاسم عارضة، أيهم فؤاد كممجي، زكريا الزبيدي، يعقوب محمود قادري، مناضل يعقوب نفعيات) بالهروب من سجن جلبوع.

ويحل علينا يوم غد الأربعاء، الذكرى السنوية الثانية، لنجاح 6 أسرى فلسطينيين من انتزاع حريتهم من أعتى سجون الاحتلال أمنًا وحراسة "جلبوع" عبر نفق حفروه من تحت الأرض، ليتنفس هؤلاء الأبطال هواء فلسطين المحتلة في مرج ابن عامر بطلاقة وحرية، قبل أن يستنفر جيش الاحتلال بكامل منظومته ويعيد اعتقالهم ومحاكمتهم مرة أخرى.

كلمات دلالية