الفصائل عن "نفق الحرية": نقلة نوعية للصراع والمعركة المقبلة عنوانها الأسرى

الساعة 09:22 ص|06 سبتمبر 2023

فلسطين اليوم

أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم الأربعاء 6/9/2023، أن سجون الاحتلال "الإسرائيلي" هي أهم ساحات الصراع مع العدو الصهيوني، وأن المعركة المقبلة معه سيكون عنوانها الأسرى، مشددةً على أن عملية نفق الحرية حدثٌ فريدٌ له ما بعده.

يأتي ذلك، في ذكرى مرور عامين على عملية نفق الحرية، وهي عملية التحرر البطولية من سجن "جلبوع" الإسرائيلي، والتي قادها ثلّة من الأسرى الفلسطينيين الأبطال.

 

حركة الجهاد

وأكد مسؤول مكتب الأسرى في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ومدير مؤسسة "مهجة القدس"، جميل عليان، أنّ انتزاع الحرية في عملية "نفق الحرية" لـ6 من مجاهدي حركة الجهاد الإسلامي، شكّل "حدثاً ونقلةً فريدين ونوعيين في الصراع بين العدو الصهيوني، عبر كل أجهزته الأمنية والسياسية، وبين الحركة الفلسطينية الأسيرة".

وأوضح القيادي في الجهاد الإسلامي أنّ الحدث كان كبيراً جداً في تأثيراته، وخصوصاً "بشأن عمل كتائب المقاومة المسلّحة وانتشارها في الضفة الغربية، والتي بدأ تشكيلها قبل الحدث"، مُشيراً إلى أنّ عملية التحرّر أدّت إلى "توسّع كتائب المقاومة المُسلّحة وانتشارها في كل الضفة الغربية".

وأكّد عليان أنّ عملية نفق الحرية مثّلت "نقلةً نوعية"، بحيث تأكّد تدشين الفلسطيني "مرحلةً جديدة" من خلال هذا الانتصار، وذلك مُراكمةً للانتصار في معركة "سيف القدس"، وما تلاها من انتصاراتٍ في "وحدة الساحات" و"ثأر الأحرار".

وأشار القيادي في الجهاد الإسلامي إلى أَسر المقاومة أربعةَ جنودٍ صهاينة، مؤكّداً أنّها "ستتمكن في الفترة المقبلة أيضاً من زيادة عدد هؤلاء الأسرى، بسبب امتلاكها الإرادة والقرار من أجل تحرير الأسرى".

وأكّد عليان للميادين نت قدرة المقاومة وصدقيتها، مُضيفاً أنّها "عندما تقول إنّ الأسرى الـ6 سيكونون في رأس القائمة في أي صفقة تبادل أسرى، فعلى العالم أن يثق بهذا القرار"، مخاطباً قيادة الاحتلال الإسرائيلي بأن تتوقع إصراراً فلسطينياً على أن يشمل التبادل  "الأبطال الـ6، بالإضافة إلى قيادات فلسطينية كثيرة في السجون".

ولفت القيادي في حركة الجهاد إلى أنّ الحركة تؤكّد، في كلِّ وقتٍ، أنّ "الأسرى أو ساحة السجون هي الساحة الأهم في ساحات الصراع"، مُذكّراً برفعها شعار "وحدة الساحات" دوماً، وأنّ أسرى السجون يتصدّرون هذه الساحات.

وجدّد عليان التزام الجهاد الإسلامي الدفاع عن كل الأسرى، لافتاً إلى أنّ بن غفير "لن ينجح مع الأسرى، أو تهويد القدس والأقصى، أو في الضفة الغربية".

 

وأوضح القيادي في الجهاد الإسلامي أنّ حركة الجهاد "تترقب وتترصد، وتحقّق معادلات مع قوى المقاومة في فلسطين والمنطقة كلها"، وأنّ الشعب الفلسطيني اليوم هو "بمعية قوى المقاومة في المنطقة"، وأنّ المقاومين في الساحة الفلسطينية قادرون على جعل بن غفير "آخر النبوءات وآخر النداءات الصهيونية، قبل رحيل هذا الكيان".

وفي السياق ذاته، أكّد عليان للميادين نت أن الأسرى هم من سيفجرون الواقع في فلسطين والمنطقة بأكملها، بحيث "سيتجاوز هذا التفجير أقبية السجون، ويمتد إلى خارج الضفة الغربية، ثمّ إلى خارج فلسطين"، لافتاً إلى إدراك الاحتلال تحضير محور المقاومة "حرباً شاملة".

حركة حماس

من جهته، أكّد مسؤول مكتب الشهداء والأسرى والجرحى في حركة حماس، زاهر جبّارين، أنّ تحرّر أَسر نفق الحرية مِن سجن "جلبوع" مثّل حدثاً فريداً واستثنائياً، مُشيراً إلى أنّ "6 أسرى أبطال عُزّل، لا يملكون إلّا الإرادة وأدواتٍ محدودة، تتمثّل بملعقة طعامٍ ومسمارٍ صغير، استطاعوا أن ينتزعوا حريتهم عنوةً رغماً عن السجان وحكومة الاحتلال".

وفي ضوء ذكرى التحرّر، شدّد جبّارين على أنّ كيان الاحتلال "هشٌّ أجوف، وأوهن من بيت العنكبوت، ويقف عاجزاً، وتنهار خيوطه عندما يواجَه بصورة فعلية وجدية"، لافتاً إلى أنّ العِبرة مِن حدث التحرّر هي "أّن هذا الوهم الكبير، هزيمته قاب قوسين أو أدنى، وسيسقط و سيختفي عند أي مواجهةٍ حقيقية".

ووجّه المسؤول في حماس حديثه إلى الأسرى، عبر الميادين نت قائلاً: "نقف اليوم أمام تحدٍّ كبير في مسألة الدفاع عنكم"، واصفاً حديث حماس والمتحدث الرسمي باسم كتائب القسّام، أبي عبيدة، في هذا الصدد، بـ"الواضح والصريح"، وخصوصاً أن أبا عبيدة قال، بعد أيامٍ من الحدث، إنّ "أيّ صفقة تبادُلٍ لن تتمّ إلّا إن شملت الأسرى المحرَّرين من سجن جلبوع".

وأوضح جبّارين أنّ "فرض معادلاتٍ جديدة في التعامل مع الملف واردٌ بكلِّ قوّة"، مؤكّداً أنّ قضية الأسرى لدى حماس "خطّ أحمر، ومن المقدسات، وتحريرهم من المسلّمات".

وأشار المسؤول في حماس إلى أنّ حركة حماس وعدت بتحرير الأسرى منذ انطلاقتها، ونفّذت عشرات العمليات من أجل أسر جنودٍ صهاينة في سبيل تحرير الأسرى، وتوّجتها بعملية "الوهم المتبدّد"، وأَسر الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، من داخل دبابته.

وعام 2011، أنجزت صفقة "وفاء الأحرار"، لتستطيع كتائب القسام في معركة "العصف المأكول"، عام 2014، أسر جنودٍ صهاينة، مرّ على أسرهم أكثر من 9 أعوام، مؤكّداً أنّ المقاومة على موقفها الواضح والثابت في ذلك.

وشدّد المسؤول في حركة حماس على أنّ تهرّب الاحتلال من دفع استحقاق صفقة التبادل "يدفع في اتجاه عمليات أسٍر جديدة"، مضيفاً أنّ "معركتنا المقبلة مع الاحتلال عنوانها الأسرى"، لافتاً إلى أنّ ذلك يأتي مع تغوّل حكومة الاحتلال، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ضدّ الأسرى وحقوقهم.

وبشأن معركة الإضراب المفتوح عن الطعام، والمُرتَقب في 14 أيلول/سبتمبر الجاري، أشار جبّارين إلى أنّ الأسرى على أبواب هذا المعركة.

وأوضح المسؤول في حماس للميادين نت أنّه، قبل أسابيع قليلة، عندما تمّ الاعتداء على الأسرى، وخصوصاً في سجن النقب، "وُجِّهت رسائل ميدانية بالوسائل الخشنة"، مُشيراً إلى أنّ هذه هي اللغة التي يفهمها الاحتلال، و"هي حاضرة وتنتظر الوقت الملائم".

لجان المقاومة الشعبية

وتحدّثت الميادين نت أيضاً إلى مسؤول الإعلام في لجان المقاومة الشعبية، محمد البريم (أبي مجاهد)، الذي أكّد، مِن جهته، أنّ عملية التحرّر أكّدت أن "العدو هشٌ وضعيف، ويمكن إلحاق الهزيمة به، بأقل الإمكانات".

وانطلاقاً مِن مسؤوليته في لجان المقاومة، وهو المتحدث الإعلامي باسم الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، شدّد على أنّ المقاومة في قطاع غزة "تمتلك عدداً من أوراق القوة" لتحرير الأسرى من سجون العدو، موضحاً أنّ الاحتلال يتهرب من دفع ثمن هذا الاستحقاق، ويحاول خداع جمهوره.

وأصرّ البريم، في حديثه إلى الميادين نت، على أنّه "لن تكون هناك صفقة تبادل أسرى مِن دون تحرير أبطال عملية نفق الحرية، مهما طال الزمن".

ووجّه أبو مجاهد رسالةً إلى وزير الأمن القومي الإسرائيلي، قائلاً إنّ الأسرى هم "صاعق تفجير برميل البارود تحت قدمَي العدو الصهيوني، جنوداً ومستوطنين وقادة مجرمين"، مؤكّداً أنّ معركتهم توحّد الشعب الفلسطيني خلفها، وأن قضيتهم خطّ أحمر.

أمّا في رسالته إلى الأسرى، فقال البريم إنّ الأسرى الـ6 "عناوين النصر، وأيقونات المقاومة"، مناشداً إياهم الصبرَ، وأنّ موعدهم الحريةَ والنصر، اللذين باتا قريبين.

الجبهة الشعبية

بدوره، قال مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، هيثم عبده، للميادين نت، إنّ عملية التحرّر البطولية مثّلت "إخفاقاً أمنياً كبيراً" لكيان الاحتلال، مُذكّراً بتبعاتها الكبيرة، سياسياً وأمنياً.

وأشار عبده إلى أنّ فِعل الأسرى الـ6 يعكس قوة الإرادة والعزيمة، اللتين يتمتع بهما الشعب الفلسطيني، مُشيراً إلى أنّها "لن تكون الأخيرة في سياق البحث عن الحرية".

 

وأكد المسؤول في الجبهة الشعبية، عبر الميادين نت، عهد المقاومة للأسرى الستة بالحرية، مُشدّداً على أنّهم "سوف يكونون في رأس أول صفقة تبادل"، ومشيراً إلى أنّ المقاومة مستمرة في عملها ضد كيان الاحتلال، وأنّها "سوف تزيد في عملها المقاوم، وخصوصاً في الضفة والقدس"، ولن تبخل بأي جهدٍ من أجل "تنفيذ عمليات خطفٍ تهدف إلى إطلاق سراح كل الأسرى".

وحمّل عبده الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، وحذّره مِن "ردّ موجع على أي حماقةٍ تُرتكب بحقهم"، مُذكِّراً بن غفير بأن "يأخذ العبرة ممن سبق، وخصوصاً ما حدث لوزير السياحة الإسرائيلي المتطرف، رحبعام زئيفي"، الذي تمّ اغتياله على يد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

كلمات دلالية