والده يكشف أصعب ما مر به…هكذا تلقى الأسد خبر استشهاد أخيه شأس...!

الساعة 08:46 ص|06 سبتمبر 2023

فلسطين اليوم

تقرير: نداء عابد

" الحمدلله رب العالمين الذي اصطفى أحداً من عائلتنا"... كنت أحاول طوال عمري أن أنال  الشهادة؛ ولكن وشأس أخدها مني... "هنيئاً لك ومبارك عليك يا والدي" بهذه الكلمات كشف والد الأسير أيهم كممجي عن ردة فعل الأسير أيهم على نبأ استشهاد شقيقه شأس بعد عملية نفق الحرية التي سطر فيها أيهم ورفاق دربه إنجازاً عظيماً يُسجل في سجل انتصارات الشعب الفلسطيني ضد عدوه الإسرائيلي المتعجرف.

وقال فؤاد كممجي والد الأسير أيهم لوكالة "فلسطين اليوم": عن أصعب اللحظات للأسير أيهم بالقول" في الزيارة الأولى بعد استشهاد سأش طول الطريق كنت أفكر ماذا سأتحدث معه؛ لكن ردة فعله صدمتني، وكنت مبسوطاً وفرحاناً باستشهاد شقيقه، مضيفاً منذ لحظة تلقى أيهم الخبر من المحققين قام بالسجود وبكى فرحاً لاصطفاء سأش".

الابن البار والملتزم

السادس من يونيو عام 1986 كان ميلاد الأسير أيهم كممجي في قرية كفر زان من مدينة جنين المحتلة، وهو الأكبر لأسرته المكونة من ستة أشقاء.

وقال والده في وصفه" أسد شامخ شاعر فلسطين، منذ أن كان عمره 5 سنوات كان ملتزماً بالصلاة في المسجد وخصوصاً صلاة، تربى على الدين وعلى محبة الجميع وحب الوطن"

جرائم الاحتلال شاهدة في قلبه وغرفته

مشاهد الإجرام والتوغل بأبناء الشعب الفلسطيني من قبل المحتل التي عايشها الأسير أيهم كممجي في الانتفاضة الأولى، الثانية واجتياح مخيم جنين والدمار الذي حل بالحجر والشجر والصغار والكبار، جعل من أيهم مقاوماً منذ الصغر.

وقال فؤاد:" جعل من غرفته مقبرة للشهداء، عندما نذهب لبيت العزاء نصطحب صورة الشهيد ويقوم أيهم بتعليق الصور على حيطان غرفته تخليداً وتعظيماً لهؤلاء الشهداء."

شبلٌ بقلب أسد 

أيهم الشامخ، كان شبلاً بقلب أسد، وفتى بهمة رجل من الأشداء، حداثة سنه لم تحُل بينه وبين وعي سبَقَ لأقرانه، وانتماء إلى خيار العظماء الذين يقاتلون من أجل الوطن.

قال فؤاد: "وهو بعمر السابع عشر وأثناء تقديمه للامتحانات النهائية توجه لعمل عملية تفجير سيارة وفي اللحظة الأخيرة حدث عطب بالسيارة فحالت بينه وبين تنفيذ العملية مما أدى إلى اعتقاله من قبل السلطة الفلسطينية في سجون أريحا، فقام بالهروب من السجن بعد عام ونصف، وعاد إلى مدينة جنين كي يستمر بعمله المقاوم، ثم قام بعملية خطف جندي وقتله مما جعل الاحتلال يكثف عمله لاعتقاله ومن ثم بدأت رحلة في غَيابَةِ السجن منذ 2008"

وتابع فؤاد حديثه:" فكرة الهروب كانت تراوده منذ أن وطأت أقدامه سجون الاحتلال، ففي عام 2014 في سجن شطة قام بحفر نفق بطول يصل 2 متر وانكشف النفق وتمت معاقبته بنقله من سجن لآخر وحرمان والدته وشقيقه من الزيارة لمدة سنتين وعلى إثر المنع من الزيارة تمت إصابة والدته بجلطة أدت إلى وفاتها.

نفق الحرية

وعن خبر تلقيه نبأ عملية نفق الحرية، قال فؤاد:" تلقينا الخبر بفرحة عارمة وخوف على حياة أيهم الذي أخيراً استطاع أن يخرج لاستنشاق هواء الوطن بنفسه؛ لكن أنا أب كنت خائفاً عليه جداً وخصوصاً بعد وفاة أمه فأصبحت أنا الأم والأب"

وأضاف:" خلال الهروب من عملية السجن لمدة 13 يوماً، كنا نتوقع استشهاده بأي لحظة وكنت أتوقع أي اتصال لإخباري باستشهاده، كنت أخشى عليه من الاحتلال ومن ركضه ليلاً أن يصيبه أي مكروه"

وتابع فؤاد حديثه بصوت حزين " تفاجأت بتلفون في ساعات الفجر عند محاصرة الاحتلال لابني وهو يقول: أنا موجود في جنين وعلى بعد عدة أمتار ولمدة أسبوعين كان بقربي ولم أستطع رؤيته"

وعن زيارة الأسير أيهم بعد عملية نفق الحرية، قال فؤاد:" تم سحب جميع التصاريح في شهر 1/2022 ذهبت للزيارة بعد إكمالي لكافة الإجراءات القانونية؛ لكن منعوني على الحاجز وتم منع الزيارة، تقدمت بشكوى لمكتب الشكاوي في مدينة القدس وفي شهر 3/2022 تم إبلاغي بالسماح بالزيارة فكانت أول زيارة بشهر إبريل تم عرقلة بشكل كبير وبعد أول زيارة، عند كل زيارة تقوم قوات الاحتلال بنقلهم من السجن وعرقلة الزيارات فكل 3 أشهر يقوم الاحتلال بنقلهم من عزل لعزل آخر خشية تكرار عملية حفر النفق"

وعن ظروف العزل قال فؤاد:" يقوم الاحتلال بالتعنت وحرمان الأسرى من أدنى حقوقهم، فمنع إدخال مستلزمات الأسير من ملابس وطعام نحضره له بالإضافة إلى تقليص الكنتينة"

وأضاف فؤاد "تعرض أيهم للتعذيب فظهر على عينيه ويده بعض الكدمات والجروح، موضحاً للمحامي الذي يزوره كل أسبوعين ونقوم بالاطمئنان على صحته"

وطالب فؤاد المؤسسات الحقوقية والدولية التحرك العاجل لحماية الأسرى وإنقاذهم من العزل والتعذيب وتقديم كافة العلاج لهم

حافظ لكتاب الله

وعن استغلال أيهم للوقت في الأسر، قال فؤاد "أيهم حافظ للقرآن الكريم، حصل على درجة بكالوريوس من جامعة الأقصى وأيضا حصل على درجة بكالوريوس من جامعة القدس المفتوحة بالإضافة إلى حصوله على درجة الماجستير من جامعة القاهرة، وأبدع أيهم في كتابة الشعر والقصائد"

وفي ختام حديثه وجه فؤاد كممجي رسالة للمقاومة وقال:" نشد على أيديكم فأنتم أملنا الوحيد بعد الله أناديكم من قلب أب وأم وأخ افعلوا قدر المستطاع حتى تخرجوا الأسرى " الشهداء مع وقف التنفيذ" فوضعهم داخل السجون سيء جداً.

وفي صباح السادس من سبتمبر 2021، خرج ستة أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي إلى الحرية بعد حفرهم نفقا من زنزانتهم بواسطة أدوات معدنية بسيطة.

 

 

 

كلمات دلالية