"نفق الحرية" فتحت فوَّهة البركان في وجه أسرى "الجهاد الإسلامي"...!

فلسطين اليوم

فتح الحدث الكبير الذي هز كيان الاحتلال "الإسرائيلي" وهو عملية "نفق الحرية" التي نفذها ستة أسرى من حركة الجهاد الإسلامي من خلال انتزاع حريتهم من "سجن جلبوع"، النار على أسرى "الجهاد الإسلامي" في سجون الاحتلال من خلال قيام "إدارة السجون" باتخاذ العديد من الإجراءات بحق هؤلاء الأسرى الأبطال وغيرهم من أسرى "الجهاد" في السجون.

هذه الإجراءات بحق أسرى "النفق" وهم: محمود ومحمد العارضة، وأيهم كممجي، ويعقوب قادري، وزكريا الزبيدي، ومناضل انفيعات، تدرجت من العزل إلى النقل من الأقسام إلى العديد من الإجراءات الانتقامية بحقهم.

المختص في شؤون الأسرى، رامز الحلبي، أكد أنه بمجرد أن نفذ الأسرى الستة عملية انتزاع حريتهم من السجن بدأت إجراءات الاحتلال بالتنكيل بحق أسرى حركة الجهاد الإسلامي على وجه التحديد.

عزل وتنكيل

وقال الحلبي في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" :"إن تسلسل الإجراءات العقابية بحق أسرى حركة الجهاد الإسلامي بدأت أولاً بعزل الهيئة القيادية العليا لأسرى "الجهاد" لمدة شهر كامل، ونقلهم إلى أماكن مجهولة وفي ظروف اعتقالية صعبة جداً؛ في محاولة لفصل رأس "التنظيم" عن جسده".

وأضاف الحلبي: "إن ثاني إجراءات الاحتلال التنكيلية بحق "أسرى الجهاد" هي حل "تنظيم الجهاد الإسلامي" في السجون، موضحاً أنه تم إبلاغ فصائل الحركة الأسيرة داخل السجون بهذا القرار".

نقل الأسرى

وأوضح أنه بعد ذلك شرع الاحتلال في نقل أسرى "الجهاد الإسلامي" وتوزيعهم على السجون المختلفة، مبيناً أن إدارة السجون قامت بوضع كل اثنين من "أسرى الجهاد" في كل غرفة من غرف السجون، كما قامت بتوزيع كافة أسرى التنظيم على غرف أسرى "حماس" و"الجبهة الشعبية".

وتابع الحلبي قائلاً: "على خلفية هذه الإجراءات العقابية رفض أسرى الجهاد الإسلامي الخروج من الغرف إلى "الفورة"، وهددوا بحرق الغرف كإجراء احتجاجي، مشيراً أنه على إثر ذلك قامت مصلحة السجون بتقييد "أسرى الجهاد" من أيديهم عند دخول السجانين لهذه الغرف".

كما ذكر أنه قامت "إدارة سجون الاحتلال" بمنع زيارات المحامي لأسرى "الجهاد الإسلامي" في العزل، بالإضافة لمنع زيارات الأهل، وفرض غرامات باهظة تقدر بملايين الشواكل على هؤلاء الأسرى لعدم استجابتهم لقرارات السجان.

وأضاف: "أمام كل تلك الإجراءات العقابية بحقهم أعلن أسرى "الجهاد الإسلامي" حالة الاستنفار القصوى في السجون من خلال ارتداء الزي الخاص "الشاباص"، وارتداء الأحذية وهي علامة من علامات توجه الأسرى باتجاه الاشتباك مع السجان".

اختيار قيادة من رحم المعاناة

وتابع الحلبي: "ومن ضمن المواجهة التي خاضها "أسرى الجهاد" مع الاحتلال، أن الحركة قامت باختيار قيادة جديدة لها في سجون الاحتلال وعلى رأسها الأسير القائد سامح الشوبكي، والأسير القائد بهاء الشبراوي، مشيراً إلى أن من أكثر ما أزعج "إدارة السجون" تهديد الأسير الشبراوي بأن رد الجهاد الإسلامي سيكون من خلال الأسرى و"سرايا القدس".

وبين أنه على خلفية تصاعد الأمور أعلن أسرى الجهاد الإضراب المفتوح عن الطعام، كما رفضوا تلقي العلاج، وتم الإعلان عن أن سجاني الاحتلال سيعتبرون أهدافاً لأسرى "الجهاد الإسلامي"، لافتاً إلى أنه أمام صمود وعناد الأسرى تراجعت "إدارة السجون" عن قراراتها ومن أهمها: "إلغاء حل التنظيم، وعودة المعزولين على مراحل متباعدة من العزل للأقسام، وإلغاء الضرائب الباهظة، والسماح "للجهاد الإسلامي" بغرفة واحدة بالقسم".

الإجراءات العقابية بحق أسرى "النفق"

وبخصوص الإجراءات التي طالت أسرى "نفق الحرية"، أشار الحلبي إلى أن من بين الإجراءات التي طالت محمود العارضة ورفاقه، فور اعتقالهم مرة ثانية كان أولها: قرار الاحتلال بزيادة أحكامهم 20 سنة إضافية، وثانياً: تم وضعهم في زنازين انفرادية ضيقة، وثالثاً: ملازمة القيود والأصفاد بأيديهم طوال اليوم والليل، ورابعاً: التنقلات الدائمة من سجن لآخر ومن زنزانة لأخرى لمنع الاستقرار لديهم.

ولفت إلى أنه إضافة إلى هذه الإجراءات قام الاحتلال  بضرب بعض أسرى النفق والاعتداء عليهم، كما منعهم من زيارة ذويهم لفترة طويلة جداً ومستمرة حتى اليوم، وحرمهم من التعليم وحيازة الكتب وصلاة الجماعة و"إدخال الكنتينة"، ومنع العلاج أيضاً بحق أسرى النفق.

وعلى إثر ذلك خاض أسرى نفق الحرية عدة إضرابات عن الطعام في لعدة أيام، مبيناً أنه بالرغم من كل هذه الإجراءات إلى أن إرادة هؤلاء الأسرى لم تتزعزع كما ظهر لدى العديد من أسرى خلال محاكمتهم ومنهم : محمود العارضة الذي هتف: "أنتم تقاتلون وحشاً من غبار".

وكان قد تمكن ستة أسرى فلسطينيون من الهروب من سجن جلبوع في صباح يوم 6 سبتمبر 2021، بينهم أربعة محكوم عليهم بالسجن المؤبد ومن بينهم زكريا الزبيدي ومحمود العارضة، حيث استطاعوا الهرب من خلال نفق حُفر في زنزانة السجن.