خلال لقاء خاص بعائلة المهندس محمود العارضة

بعد أن حفر نفقاً بأنامله لرؤيتها.. هذه الكلمات الأولى التي نطق بها مهندس عملية نفق الحرية فور خروجه!

الساعة 09:57 ص|05 سبتمبر 2023

فلسطين اليوم

والدة الاسير محمود العارضة.jpeg
 

تقرير : نداء عابد 

مرفوضة من الزيارة والسبب لا يوجد صلة قرابة !!! أكذوبة أخترعها الاحتلال ليمنع أم الأسير محمود العارضة من زيارة فلذة كبدها الذي يقبع خلف قضبان الاحتلال منذ عام 1996، فعادت عليه هذه الأكذوبة بكسر لهيمنته الأمنية واختراقاً لأقوى سجون العالم " الخزنة الحديدية" ليحقق مهندس عملية نفق الحرية وقائده محمود العارضة ورفاقه انتصاراً على عدوه بمعلقة وأدوات بسيطة بحفر نفق من سجن جلبوع يصل طريقه إلى الحرية وإلى القدس في السادس من سبتمبر 2021.

في حوار خاص لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، مع عائلة الأسير محمود العارضة في الذكرى الثانية لعملية نفق الحرية قالت باسمة العارضة شقيقة الأسير محمود:" تعتمد الاحتلال عقاب محمود من حرمانه لزيارة والدتي وكل مرة يقول له "هي مش أمك ... ما في صلة قرابة بينكم" وهو يعلم جيداً إنها والدته، هذا ما دفع محمود بعد حرمانها أكثر من عشرة أعوام وتدهور حالتها الصحية للتخطيط لعملية الهروب لرؤية والدته".

وبصوت يملؤه الفخر قال محمد شقيق الأسير محمود: "أمي عمرها 87 سنة مرفوضة أمنيناً ولا تستطيع زيارة محمود... هي إلي بتخلف محمود العارضة بدهم يخلوها تزوره".

 وعن تلقيهم نبأ عملية الهروب من السجن، قالت باسمة:" تلقينا خبر عملية الهروب بمشاعر مختلطة ما بين فرح وفخر واعتزاز ومشاعر القلق والخوف على حياته".

 بينما قال محمد:" بالبداية كنا نشعر بالخوف وبعد التأكد من خروجهم كان هناك فرحة عارمة على مستوى عرابة والضفة المحتلة والعالم أجمعه وتأملنا أن يصل محمود لوالدتي".

وأضاف محمد "تخوفنا بعد عملية الهروب والبحث عن الأسرى من استشهادهم لكن بعد تهديدات المقاومة بأي مساس بالأسرى سيكون هناك رد فوري، مما جعلنا أن نطمئن على حياتهم".

عاش مطارَداً ومطارِداً للاحتلال

ولد الأسير القائد محمود عبد الله العارضة، في بلدة عرابه قضاء جنين، واعتقل لأول مرة بتهمة قتل جندي إسرائيلي ثم تم إطلاق سراحه بعد اتفاقيات أوسلو، وأمضى حوالي 8 شهور حراً ثم تم اعتقاله من جديد بذات العام 1996، وهو محكوم بالسجن المؤبد بالإضافة إلى خمسة عشر عاماً، بتهمة الانتماء والعضوية في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والمشاركة في عمليات للمقاومة أدت لمقتل جنود صهاينة.

 وقال محمد لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم": "محمود مثقف وحاصل على عدة شهادات كان من الطلاب المتفوقين والجميع يشهد له بالأخلاق الحميدة".

 وأضاف محمد: "محمود الثالث بين إخوانه، تميز بالحنان والعطف على الكبير والصغير، وكان محبوباً من الجميع، مضيفاً منذ الصغر تحلى محمود بالشجاعة ومقارعة الاحتلال فقتل وهو بعمر 17 عام جنود إسرائيليين وسُجن على هذه الخلفية وعندما جاءت السلطة تم الافراج عنه لكنه لم يتنازل عن حقه المشروع في المقاومة فأصبح  كل وقته  يطارد الاحتلال ولا نراه".

دقيقة حرية تمسح 29 عاماً من الأسر

وعن الرد الأول الذي قاله محمود بعد خروجه من النفق: "لما طلع رأسي من النفق أثناء الهروب نسيت 29 سنة الي كنت محبوسهم، لما شفت السماء والأرض والشجر نسيت كل سنواتي بالسجن، 5 أيام من الحرية أعادتني إلى الحياة مجدداً"

وأضاف محمود ساخراً على الحكم الإضافي بسبب عملية الهروب " 6سنوات لواحد محكوم 120سنة شو يعني؟؟ المهم نلنا حريتنا غصب عنهم". وفقاً لشقيقه محمد.

رغم المراقبة الشديدة كسر هيبة المنظومة الأمنية

وقال محمد: "الاحتلال كان يضع محمود تحت المراقبة الشديدة لأنه يصنف من الأسرى الخطيرين على الاحتلال، فعدم اكتشاف النفق خلال 9 أشهر رغم المراقبة الشديدة كانت زلزال بالنسبة للاحتلال، فهو انجاز فلسطيني عظيم وكسر للمنظومة الأمنية الإسرائيلية وتحطيم للعنفوان والهيمنة الصهيونية".

توشح بالعنفوان والعزيمة القوية

قال محمد: "محمود رجل قل مثيله توشح بالعنفوان والعزيمة القوية رغم التحقيق دائم والشبح المتواصل وتعذيب الوحشي الذي لا يعرف للإنسانية طريق، رغم ذلك معنوياته عالية".

وأضاف: "التركيز على محمود لأنه صاحب الفكرة لكنه صامد وجبل ما يهزه أي ريح ومعنوياته عالية جدا جدا، والاحتلال مستغرب من إرادة محمود وصموده".

وعن زيارة الأسير محمود بعد عملية الهروب، قالت باسمة: "تم منعنا وسحب جميع التصاريح منذ وقوع العملية وحتى شهر إبريل 2022 حتى سمح لنا الاحتلال بالزيارة".

وأضافت: "نواجه الصعوبات في زيارة محمود من خلال تفتيش مشدد، وانتظار لوقت طويل عبر الحواجز، وزيارته بالعزل شيء مقلق".

وتابعت باسمة حديثها: "في بعض المرات أثناء الزيارات وبعد معاناة كبيرة ووقت طويل حتى نصل للسجن يتم منعنا من الزيارة على بوابة السجن، مضيفةً  رفض الاحتلال زيارة شقيقي" شداد"  في آخر زيارتين والسبب أنه إبن قضيته".

وخلال حديثه في الزيارات بعد عملية النفق قالت باسمة :" كان يظهر بعزيمة قوية ومعنوياته في عنان السماء ويوزع على الدنيا كلها واحنا نستمد معنوياتنا منه".

وأضافت باسمة:" كان يطمئن على صحة الجميع والأهل والأوضاع في مخيم جنين، مضيفةً لم نتحدث بتفاصيل العملية لأن الاحتلال يراقب جيداً جميع الزيارة".

وعن الظروف التي يعايشها الأسير داخل العزل، قالت باسمة: "يتم تنقله كل 3 أشهر من عزل سجن لآخر خشية تكرار عملية الهروب، مضيفةً الظروف داخل العزل سيئة جداً، بالإضافة إلى إنه يعاني من ألم في القدمين ويطالب الأسير الطبيب برؤيته للعلاج".

وأضافت: "عنده ساعة فورة فقط باليوم مقسمة لنصفين صباحاً ومساءً، ويقضي وقته في قراءة الكتب، والدراسة وحفظ قران والأحاديث".

وفي رسالة أهالي الأسرى، طالب محمد المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والصليب الأحمر بالتدخل العاجل لأنقاذ الأسرى، حيث وضع الأسرى داخل السجون سيء جداً".

ودعا محمد العارضة جميع الشعوب وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني بالتحرك العاجل لمناصرة قضية الأسرى.

وختم محمد العارضة حديثه بتوجيه رسالة إلى المقاومة " أنتم أملنا الوحيد، في إنجاح عملية تبادل الأسرى بأسرع وقت وتبيض السجون الإسرائيلية.

وقد تمكن ستة أسرى فلسطينيون من الهروب من سجن جلبوع في صباح يوم 6 سبتمبر 2021، بينهم أربعة محكوم عليهم بالسجن المؤبد ومن بينهم زكريا الزبيدي ومحمود العارضة، حيث استطاعوا الهرب من خلال نفق حُفر في زنزانة السجن.

  وقد أعلن في مساء 10 سبتمبر2021 عن الإمساك باثنين من الأسرى هم: يعقوب قادري ومحمود عارضة، وفي ساعات الفجر الأولى من تاريخ 11 سبتمبر 2021، أعلنت قوة الاحتلال عن إعادة اعتقال زكريا الزبيدي ومحمد عارضة.

بينما أعلن جيش الاحتلال في لحظات الفجر الأولى من تاريخ 19 سبتمبر 2021، عن إعادة اعتقال مناضل نفيعات وأيهم كممجي في مدينة جنين.

كلمات دلالية