عشية ذكراها الثانية

"نفق الحرية".. يُشعل النار في وجه "إسرائيل" من بوابة "كتيبة جنين"

الساعة 11:37 م|04 سبتمبر 2023

فلسطين اليوم

لم يكن صباح السادس من سبتمبر عام 2021، حيث انتزع ستة من أسرى الجهاد الإسلامي وشهداء الأقصى حريتهم عبر نفق حفروه بدمائهم، حدثاً عابراً في تاريخ المقاومة الفلسطينية والقضية، فقد كان لصفحات التاريخ بأن " لن يتكرر"، وفي قاموس القضية الفلسطينية "نفقاً للحرية".

فالأسرى الستة التي جاءت (مدينة جنين) مسقط راسهم، كان اختراقهم لمنظومة الاحتلال الأمنية، عبر أسوار سجن "جلبوع" الأكثر تحصينا وحراسة من بين السجون "الإسرائيلية"، صاعق تفجير للعمل المقاوم في الضفة الفلسطينية، من بوابة "كتيبة جنين" التي أعلن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة تأسيسها في سبتمبر/ أيلول 2021.

فـ"كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس والتي جاء تأسيسها تأسيا بأبطال عملية "نفق الحرية"، اشعلت انطلاقتها فتيل العمل المقاوم في الضفة الفلسطينية منذ انطلاقها، فكانت تجربتها العسكرية الناجحة نقطة لانتشار كتائب سرايا القدس وفصائل المقاومة في معظم مدن الضفة.

"نفق الحرية" البداية..!

الكاتب والمحلل السياسي أحمد عبد الرحمن، رأى أن عملية "نفق الحرية" كانت دافع وصاعق تفجير للعمل الفدائي المقاوم في وجه الاحتلال "الإسرائيلي" في الضفة الفلسطينية المحتلة، خاصة بعد 17 عاماً، سعى فيها الاحتلال بكافة وسائله القضاء على فكرة المقاومة وعناصرها، وكي الوعي الفلسطيني المقاوم، والترويج لفكرة التعايش والسلام.

وبين عبد الرحمن خلال حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن عملية نفق الحريّة ونجاح الأسرى الستة (محمود العارضة، محمد العارضة، مناضل نفيعات، وزكريا الزبيدي، ويعقوب قادري، وأيهم كممجي) في انتزاع حريتهم من سجن جلبوع، كان محط إلهام لتصعيد العمل المقاوم بعد سنوات من الهدوء شهدته الضفة بفعل كماشة التنسيق الأمني مع الاحتلال من جهة والاعتقالات والاغتيالات لقادة المقاومة من جهة أخرى.

وأشار إلى أن عملية جلبوع التي وصفها العالم بحدث العام 2021 إنذاك، نقلت العمل العسكري في الضفة نقلة نوعية بدأت بكتيبة جنين التابعة لسرايا القدس وليس انتهاءا بكتائب نابلس وطوباس وطولكرم وعقبة جبر، والتي أصبح وجودها يشكل معضلة للكيان الصهيوني.

ونجح ستة من الأسرى من انتزاع حريتهم من سجن جلبوع عبر نفق حفروه، تمكن الاحتلال بعد ذلك من اعتقالهم جميعاً، وصفت وسائل الإعلام "الإسرائيلية" العملية إنذاك بـ صدمة "الهروب العظيم".

نفق الحرية.jpg
 

انطلاق "كتيبة جنين"

ولفت الكاتب عبد الرحمن إلى أن انطلاقة كتيبة جنين ونقل تجربتها إلى مدن الضفة لم يأتي عن عبث، قد سبق كل ذلك عوامل جعلت من انطلاقتها أمرا ضروريا في هذه المرحلة التي ظن الاحتلال أن فرص إحياء المقاومة في الضفة لم تعد موجودة.

وبين أن أبرز العوامل التى دفعت الجهاد الإسلامي وخاصة أمينها العام القائد زياد النخالة، للإعلان عن انطلاق كتيبة جنين، هو الحالة الملهمة التى أحدثتها عملية نفق الحرية في الشارع الفلسطيني ولدى الشباب الفلسطيني، بأن مقاومة الاحتلال ليست بالضرورة تحتاج لإمكانيات كبيرة، بالإضافة لذلك هو حالة الإحباط الشعبي الذي ولده التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال.

وأشار إلى أن استثمار عملية" نفق الحرية"، ثم تشكيل كتائب مسلحة مع ميل الحالة الشعبي تجاه خيار المقاومة، راكم إنجازات كبيرة استطاعت من خلالها تغير المشهد وقلب الطاولة على راس العدو الذي كان يعتقد أن حسم المسائلة(المقاومة) في الضفة أمراً سهلاً.

ورأى المحلل عبد الرحمن أن حالة المقاومة في الضفة وصلت لمرحلة متجذرة، وإمكانية القضاء عليها أو كسرها أصبح من الماضي، وهذا باعتراف قادة العدو بأن الهجوم المباشر والفعل المباشر ضد كتائب المقاومة في الضفة لم يعد يؤثر على عملها، وعدوان جنين مؤخرا لدليل واضح على الفشل "الإسرائيلي" الذريع أمام عشرات المقاتلين في مساحة لم تتجاوز النصف كيلو متر مربع.

ونجحت حركة الجهاد الإسلامي، في تصاعد المقاومة وإشعالها  في الضفة الفلسطينية من جديد بعد سنوات عجاف في مقارعة العدو الصهيوني، كانت دماء قادتها (جميل العموري مؤسس كتيبة جنين وليس انتهاءاً بالشيخ القائد خضر عدنان الذي قاوم السجان بامعائه الخاوية) وقوداً لذلك.

كتيبة جنين.PNG
 

وحول أسباب ربط انطلاقة "كتيبة جنين" بعملية الأسرى الستة "نفق الحرية"، أوضح أن قضية الأسرى هي قضية اجماع وطني فلسطيني، وتأتي على راس أولوية المقاومة، وتمس عصب الشعب الفلسطيني، لذلك جاء ربط عملية الأسرى بكتيبة جنين العسكرية التي أعلن عنها أمين عام الجهاد القائد زياد النخالة لإيمانه بقضية الأسرى وهؤلاء الأسرى تحديداً بأن يتم تكريمهم، فأطلق على الأسرى الستة (محمود العارضة، محمد العارضة، مناضل نفيعات، وزكريا الزبيدي، ويعقوب قادري، وأيهم كممجي) اسم كتيبة جنين، لتصبح فيما بعد عنواناً يغزو المواقع والصحف العالمية بفضل فعاليتها العسكرية أمام العدو الصهيوني.

كلمات دلالية