تحليل لقاء محور المقاومة: رسالة واضحة للعدو أن الرد على أي حماقة "موحد" والمعركة المقبلة "حاسمة"

الساعة 04:20 م|02 سبتمبر 2023

فلسطين اليوم

وسط التهديدات "الإسرائيلية" بالعودة لسياسة الاغتيالات، وفي ظل أزمات العمق الصهيوني المتعددة، يخرج قادة محور المقاومة في لقاء هام جمع الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، والأمين العام لحركة ‏الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي ‏لحركة حماس الشيخ صالح العاروري.

هذا الاجتماع الذي ضم قادة محور المقاومة، ناقش الوضع في الضفة ‏المحتلة، وتصاعد المقاومة، وكذلك التهديدات "الإسرائيلية" الأخيرة، لم يخلُ من ‏التأكيد على الموقف الثابت والراسخ لكلّ قوى محور المقاومة في مواجهة العدو ‏الصهيوني واحتلاله وغطرسته وأهمية التنسيق والتواصل اليومي والدائم بين حركات ‏المقاومة، خصوصًا في فلسطين ولبنان لمتابعة كلّ المستجدات السياسية والأمنية ‏والعسكرية واتخاذ القرار المناسب. ‏

جاء الاجتماع في وقت هدد فيه رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في جلسة لحكومة الاحتلال، بملاحقة قادة المقاومة في "غزة والضفة وفي كل مكان آخر"، ليشكل الاجتماع أهمية كبرى لها ما بعدها.

وتشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة تنامي وتيرة عمليات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، وتغوّلاً غير مسبوق من حكومة نتنياهو العنصرية الفاشية وحربها المتواصلة ضد الأرض والإنسان والمقدسات الفلسطينية.

رسالة واضحة للعدو

حسن عبدو المحلل السياسي والمختص في شؤون الشرق الأوسط، أكد أن اللقاء الذي جمع القادة حسن نصر الله وزياد النخالة وصالح العاروري، رسالة واضحة للاحتلال أن محور المقاومة يعمل بالتنسيق المشترك، ولا معنى للتهديدات التي أطلقها الاحتلال "الإسرائيلي".

واعتبر عبدو في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن اللقاء الثلاثي رسالة أن التحدي لا يرد إلا بالتحدي، وأن الصورة التي تصدرها الإعلام وتجمع القادة الثلاثة تأكيد على استمرار التحدي والمقاومة في الضفة المحتلة وكافة محور المقاومة جاهز لمواجهة الاحتلال وفي حال نفذت أجهزة أمن "إسرائيل" أي عملية اغتيال فإن محور المقاومة جاهز للرد على الاحتلال.

جاهزة للرد

وأكد عبدو، أن محور المقاومة جاهز للدفاع من خلال الدعم وتقديم الخبرات دائماً، لكن الاعتداء على المسجد الأقصى واغتيال شخصية كالعاروري، يمكن أن يفتح جبهات واسعة، ويجعلها شاملة من ناحية جغرافية المواجهة.

وعن المواجهة الشاملة، شدد عبدو على أن المواجهة الشاملة أصعب سيناريو يمكن أن تواجهه "إسرائيل"، فهي غير جاهزة لها، وقد عبر عن ذلك أكثر من مسؤول، وعندما ناقشت "إسرائيل" السيناريوهات، وقالت أنها غير قادرة على مواجهة أي مواجهة شاملة على كافة الجبهات، وهو مأزق كبير لجيش الاحتلال نتيجتها ستكون هزيمة كبيرة للاحتلال، ولا يوجد استراتيجية للخروج، ولن تحقق أي نصر فيها.

وأشار عبدو إلى أنه في حال ارتكب الاحتلال أي حماقة فإن "إسرائيل" سترتكب أكبر خطأ في تاريخها، وستدفع ثمن كبير.

حرب شاملة الأركان

وقد وافقه في الرأي الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، الذي أكد على أن الاجتماع يأتي في ظل التهديدات "الاسرائيلية" بالمساس بالعاروري والنخالة وحزب الله في وقت سابق، وهو  الأمر الذي يتطلب أن يكون هناك تشاور وتنسيق على أعلى مستوى، للرد على الاحتلال وأن يكون هناك فعل للمقاومة في حال أي عدوان على أي بقعة.

كما رأى الدجني، في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن للجم الاحتلال في حال أي عدوان، وتحريك الوسطاء الذين يرون أي  حرب شاملة في المنطقة بحق المقاومة والشعب الفلسطيني، قد تؤسس لإفشال أي حراك دبلوماسي وصفقة الولايات المتحدة.

ونوه إلى أن المؤشرات عالية بالحرب الشاملة مع حزب الله ، وسيساند الحزب الفصائل في قطاع غزة، في حال ارتكب الاحتلال أي حماقة في غزة، وفي كل مكان هناك  تداعيات مهمة في إطار الصراع مع العدو، فهي تشكل كي وعي، وهو يتضح من خلال هجرة عكسية من "اسرائيل" للخارج بسبب اجراءات الاحتلال.

ونوه الدجني إلى أن الحرب المقبلة ستكون هجمة شرسة، خاصةً مع دخول كل الجبهات في المعركة، لبنان وحزب الله وغزة والضفة وكذلك الأراضي المحتلة عام 48، خاصةً في حال كان هناك تنسيق عالي المستوى.

وبين أن "إسرائيل" تلوح بالحرب لتحريك الوسطاء خاصةً في ظل أزمات العمق الصهيوني التي يعاني منها، وأن أي حرب مقبلة ستؤدي لمعركة استنزاف.

دلالات التوقيت

وفي قراءة في لقاء قادة المقاومة، اعتبر المحلل السياسي ياسر عرفات الخواجا، أن اللقاء التقييمى جاء فى الضاحية ليمثل عملية تقييم مستفيضة لكل نواحي المشهد والتطورات الميدانية والأمنية التى تتعلق بالكيان الصهيونى من قبل محور المقاومة وعلى أعلى المستويات.

وقال:" تمثلت أهميته بحضور الأمين العام لحزب الله، والأمين العام للجهاد الإسلامي، ونائب رئيس المكتب السياسى لحماس. "

وأما عن توقيت هذا اللقاء، فأكد الخواجا أنه هذا الاجتماع بهذا المستوى من  قادة المقاومة وفى هذا التوقيت جاء ليلقى بظلاله على المشهد العام ويدلل على حالة كبيرة من الجهوزية والاستعداد، ويأتي في إطار الرد على سلسلة التقييمات الأمنية  لقيادة الاحتلال فى "الكرياه" وزارة الحرب الصهيونية ،"والكابينت" المجلس الأمنى المصغر.

وأوضح، أن الأمر الآخر المثير للاهتمام هو أن هذا اللقاء يظهر مدى الانسجام العالي من الحضور، ويظهر مستوى الترابط والتوافق  بين قادة المقاومة حول رؤية المواجهة، حيث  ينظر  العدو إلى ذلك بحالة كبيرة من القلق والريبة والتوجس.

ورأى أن هذا الأمر سيعقد المشهد ويصعب على العدو خياراته  فى المواجهة والرد أمام هذه الجهوزية وهذا الاستعداد المبني على الثقة العالية والتوازن الكبير لدى قادة المقاومة على عكس الاحتلال الذى تختل لديه رؤية المواجهة، وتتسارع لديه حالة الارتباك، وتتراكم لديه الإخفاقات مع كل عملية فدائية، الأمر الذى من الممكن ان يفقد العدو مسارات التقييم والجهوزية واستلام زمام المبادرة.

وعن رسائل اللقاء، أكد الخواجا أن اللقاء يؤكد أن كل التهديدات الموجهة من قبل قيادة الاحتلال للمقاومة لن ترهبنا ونحن جاهزون للمواجهة، وأن لدينا قناعة تامة بحالة الترهل والعجز وتآكل الردع الذى يمر به كيان الاحتلال نتيجة العمل المقاوم والمتسارع فى الضفة ونتيجة حالة الانفراط السياسى والتفكك الداخلى للمجتمع الصهيونى، والذى سينعكس بالضرورة على كل نواحي المجتمع الصهيوني.

كما يقول اللقاء :نحن مستعدين لخوض المواجهة فى حال حدثت، ونحن على ثقة كبيرة من الانتصار وهزيمة الكيان كما تمت هزيمته بالسابق، ولكن الهزيمة المرتقبة ستكون أكبر  بحجم المواجهة

واستخلص الخواجا، أن قادة محور المقاومة لديهم قراءة واضحة للعقلية الإسرائيلية، وهذا الأمر بالإضافة الى عوامل أخرى ساعد فى إرباك حسابات العدو وتسجيل نقاط قوة لصالح محور المقاومة.

ورأي أن صورة ثلاثي قيادة المقاومة جاءت لترسل من خلالها رسائل تحدٍ للاحتلال ورداً على تهديداته المستمرة بحق قادة المقاومة، و تظهر حالة التوافق والترابط بين كل مكونات محور المقاومة، وأيضا تمثل حالة من الحضور المقاوم الذى يغيظ العدو، والذى يعيش المنسوب الأعلى والأكثر ارتفاعاً من فقدان الأمن، وعدم القدرة على التحكم والسيطرة على مجريات الأحداث فى الضفة الغربية نتيجة لحالة التصاعد غير المسبوقة منذ سنوات طويلة فى مسيرة العمل المقاوم.

 

 

كلمات دلالية