خبر صحيفة عبرية تكشف أسرار عمل معابر القطاع والمصالح الشخصية للتجار

الساعة 08:34 م|13 يونيو 2009

صحيفة عبرية تكشف أسرار عمل معابر القطاع والمصالح الشخصية للتجار

فلسطين اليوم- غزة

أوضحت صحيفة هآرتس العبرية أن المصالح الشخصية للمزارعين ولمجموعات الضغط من التجار تؤثر بشكل كبير على سياسة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة, بل أنها تطغى أحيانا على الاعتبارات الأمنية الإنسانية التي تدعيها وزارة الجيش الإسرائيلية في سياستها على المعابر التجارية.

واستندت الصحيفة فيما تدعيه إلى مستندات داخلية وشهادات أشخاص لهم صلة بالأمر, ونقلت عن أحد الضباط الذين عملوا في وحدة التنسيق والارتباط التي تعمل في المناطق الفلسطينية خلال فترة الحصار قوله "لو رجعنا إلى الوراء قليلا وتحديدا قبل سنتين من الآن لوجدنا أن الأمر بمثابة حماقة كبيرة".

وأضاف "لقد كانت سياسة المعابر متخبطة وغير واضحة وتتأثر بمصالح جماعات مختلفة, وهناك مجموعة قوية ومجموعة غير قوية, فعلى سبيل المثال هناك مجموعة مزارعي الفواكه كانوا يدخلون إلى غزة حوالي 25 شاحنة من الفواكه, فلو سألت أحد المواطنين من غزة حتما سيجيبك أنا لست بحاجة إلى هذه الكمية من هذا النوع, ولذلك نرى أن المصلحة الإسرائيلية تغلبت على احتياجات السكان هناك".

بدوره اعترض أشلوم هرتسوك وهو مزارع معروف ويجد أذنا صاغية عند وزير الزراعة الإسرائيلي شالوم سمحون ونائب وزير الجيش متان فلنائي, على سياسة إدخال البضائع إلى غزة, وقال "لماذا السوق في غزة مهم وذو مغزى؟ لأنه ليس سوقا حقيقيا وإنما سوق يعمل تحت سيطرة وزارة الجيش وقراراتها". مضيفا "جميع القرارات التي تصدر من خلال نائب وزير الجيش بخصوص إدخال البضائع تأتي بالتنسيق مع مصلحة السوق الإسرائيلي ولاسيما في مجال الزراعة".

ونقلت هآرتس عن مصادر فلسطينية مطلعة تأكيدها بأن التجار الإسرائيليين يعملون من خلال سياسة ابتزاز التجار الفلسطينيين, حيث يدخلون أحيانا بضائع ممنوعة حسب قرارات وزارة الجيش مقابل آلاف الشواكل.

وأشارت الصحيفة إلى أحد –الحيتان- الإسرائيليين الذين يحظون بمرابح كبيرة جراء عملهم في المعبر ويدعى نسيم جان وهو مسئول عن الرافعات في معبر البضائع, ويعتبر من الشخصيات المركزية في المعبر وله علاقات جيدة مع أفراد السلطة الفلسطينية ولن يتحرك ساكن ولا يسكن متحرك إلا بإذنه وهو على إطلاع على كل صغيرة وكبيرة في المعبر, وهو من المقربين من مسئول المعابر في الجانب الفلسطيني نظمي مهنا, ويدير الطرفان العمل في المعبر بناء على مصالح مشتركة ودوافع بعيدة عن حاجة السكان الفلسطينيين.

وقد استطاع بناء على علاقات جيدة مع شركة شحيبر إخوان التي حظيت بموافقة السلطة بأن تعمل شاحناتها بنقل البضائع من الجانب الإسرائيلي إلى الجانب الفلسطيني, حيث تجني هذه الشركة يوميا مرابح تتراوح بين 50 إلى 60 ألف شيكل أي حوالي مليون شيكل شهريا.

وقد أكدت مصادر في وزارة الجيش أن جان ارتكب أخطاء كبيرة في المعبر دون التطرق إلى تفصيلات.

من جانبه أقر جان بصراحة علاقته المتميزة مع نظمي مهنا وقال إنه صديق شخصي بالنسبة له تربطه مصالح مشتركة وأضاف أنه يطلع الجهات المختصة على تصرفاته في المعبر