خبر القذافي: المرأة في العالمين العربي والاسلامي مثل « قطع الأثاث »

الساعة 01:59 م|13 يونيو 2009

فلسطين اليوم: وكالات

روما- في تصريحات جديدة أثارت الجدل قال الزعيم الليبي معمر القذافي في ختام زيارته الرسمية لإيطاليا إن النساء في العالمين العربي والإسلامي مثل "قطع الأثاث" التي يمكن تحريكها حسب الرغبة، وإن تحرر المرأة الأوروبية "ظلم لها".

ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية "إنسا" عن القذافي قوله في كلمة أمس الجمعة أمام حشد من الإيطاليات العاملات في مجالات الثقافة والسياسة والاقتصاد إن: "المرأة العربية أشبه بقطعة الأثاث التي يمكن استبدالها كما نريد ودون أن يسألنا أحد عن سبب فعلنا ذلك؟".

 

ووصف القذافي الذي يؤكد تمسكه بحقوق المرأة وضع المرأة في العالمين العربي والإسلامي بـ"المروع"، مضيفا أن: "في العالم الإسلامي لا أعتقد أن المرأة كإنسان لها حقوق وواجبات.. بل مجرد قطعة من الأثاث ومادة يتم تغييرها حسب الرغبة، خاصة إذا كان لدى المرء المال والنفط".

 

وقال: "المرأة في العالم الإسلامي تعد بمنزلة إهانة، فهي لا تستطيع قيادة السيارة إلا بإذن من رئيس الدولة.. ولا تملك الحق في الطلاق ولا يمكن أن تقرر بنفسها بمن تريد الزواج"، ودعا القذافي إلى ثورة نسائية تقوم على أسس ثقافية دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل عن هذه الثورة.

 

وطالبت مضيفته مارا كارفانا فتاة الاستعراض، والتي أصبحت وزيرة للفرص المتكافئة، القذافي بالاعتراف بحقوق النساء الإفريقيات أسوة بالنساء في باقي أنحاء العالم، وذلك خلال كلمتها الافتتاحية، فيما جلست جامدة الوجه تماما خلال خطاب القذافي.

 

وتأتي تصريحات القذافي في الوقت الذي أكدت فيه صحيفة "التايمز" البريطانية اليوم السبت، في معرض تعليقها على الانتخابات الرئاسية الإيرانية، أن بروز المرأة كقوة مدنية "صار أمرا متكررا في العالم الإسلامي"، مدللة على ذلك بوصول قاضيتين إلى مواقع متقدمة في المحاكم الشرعية في الضفة الغربية ووصول النساء إلى منصب رئيسة الوزراء في بنجلاديش وباكستان.

 

وكان الزعيم الليبي قد قال أمام حشد النساء اللاتي وقفن غير مصدقات إن: "النساء الأوروبيات أجبرن على العمل كالرجال، وعلى السفر وحدهن، والنوم في فنادق جبرا لا اختيارا".

 

وأثارت كلمة القذافي صيحات الاستنكار حينا، والتصفيق حينا من السيدات الإيطاليات اللاتي ارتدين الملابس المهندمة، وقال إن تحرر المرأة الأوروبية هو "ظلم لها"، وإنها سيقت إلى أماكن العمل التي قتل فيها الأزواج في أعقاب حروب القرن الماضي.

 

وأوضح الزعيم الليبي، الذي اشتهر باتخاذه حرسا خاصا من النساء فقط، أنه بعد الحرب العالمية التي قتل فيها العديد من الرجال أجبرت النساء على ترك منازلهن، والعمل من أجل إعالة أطفالهن.

 

وأضاف أن المرأة أجبرت على أداء عمل الرجال، موضحا أن ذلك يعني الاعتداء على طبيعتها.

 

وكان القذافي قد عقد اجتماعا مشابها مع ناشطات خلال زيارته عام 2007 إلى باريس؛ حيث قال إنه يسعى إلى "إنقاذ النساء الأوروبيات".

 

ونوه الزعيم الليبي إلى أنه "لا يصح أن تعامل الزهور معاملة الشعير"، وروى أنه زار مرة مصنعا للمتفجرات تحت الأرض في أوروبا الشرقية وشاهد النساء العاملات قد غطت الأتربة شعورهن، وتساءل إذا ما كانت هذه هي الحرية المنشودة، وعن السبب الذي من أجله تعمل نساء في مصنع للمتفجرات؟

 

وعلق الجمهور النسائي الذي ضم وزيرات وسيدات أعمال كبار أولا بصيحات الاستهجان، لكنهن صفقن وشجعن القذافي عندما قال إنه يؤمن بتساوي الحقوق بين الرجال والنساء اللاتي يجب أن تكون لهن حرية الزواج والطلاق بإرادتهن.

 

 لكنه أضاف متسائلا: "عن السبب الذي من أجله خلق الله البشر جنسين، بينما كان من الممكن أن يخلق الجميع من جنس واحد"، وقال إن علينا أن نحترم الاختلاف بين الجنسين.

 

وعلقت لورا فيتيو سيدة الأعمال البالغة من العمر 65 عاما قائلة: "لقد وقع بالتأكيد في بعض الهفوات، إنه يأتي من عالم مختلف للغاية، وربما هو غير مستوعب لشكل تحرير المرأة لدينا في أوروبا".

 

وأضافت: "الظلم الحقيقي ليس في أداء النساء وظائف الرجال، بل هو في أنهن يعاملن معاملة مختلفة، ويتقاضين أجورا مختلفة مقابل ذلك".

 

وكانت زيارة القذافي إلى مجلس النواب الإيطالي قد ألغيت أمس الجمعة بقرار من رئيس المجلس جانفرانكو فيني بسبب تأخر القذافي عن الموعد، ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية عن فيني قوله إلى المدعوين لحضور الجلسة الذين انتظروا أكثر من ساعتين حضور القذافي من دون جدوى "تأخير غير مبرر".

 

في المقابل، أعلنت السفارة الليبية في بيان لها أن تأخر القذافي ناجم عن صلاة الجمعة، وكان من المقرر أن يلتقي القذافي فيني، ثم يشارك في مؤتمر مع رئيس مجلس النواب ووزير الخارجية الإيطالي السابق ماسيمو داليما.