حذرت من انهيار السلطة

دعوات "إسرائيلية" لدعم السلطة خوفاً من زيادة نفوذ المقاومة في الضفة

الساعة 06:39 ص|28 أغسطس 2023

فلسطين اليوم

تبدي قوات الاحتلال الإسرائيلي خشيتها من تزعزع قبضة السلطة الفلسطينية على الضفة الغربية المحتلة، التي تسعى لتحقيق "المصلحة الأمنية الإسرائيلية"، في حين أن الهجمات الأخيرة في حوارة وجنوب الخليل، وعمليات إطلاق النار قبل أشهر، التي نفذها المقاومة الفلسطينية تشهد على تعزيز قوة المقاومة في المنطقة.

رئيسة برنامج فلسطين في مؤسسة التفكير "الإسرائيلي"، نوعا شوسترمان دفير،  ذكرت أن "موقف رؤساء (الأجهزة الأمنية الإسرائيلية) لا ينبع من محبتهم للفلسطينيين، بل من إدراكهم أن من يحرك الأحداث الآن، هم التنظيمات المسلحة، وانهيار السلطة الفلسطينية يعني خلق فراغ سيستمر، وسيسمح لهذه المنظمات بالنمو والنمو؛ لأن تزايد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى تزيد من التوترات، بما في ذلك الاستفزازات القادمة من غزة، وأمام هذه الفترة المتوترة، فلا بد من تعزيز أيدي الجهاز الأمني العامل بكل حزم للقضاء على العمليات، وتشجيعه على مواصلة العمل بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، وتقليص الضجيج الخلفي من جانب السياسيين".

وأضافت شوسترمان دفير في مقال نشرته "القناة 12"، أن "الأحداث الجارية هذه المرحلة تذكرنا بما حصل قبل عام ونصف، حين بدأت سلسلة الهجمات الفلسطينية الحالية وأدت لعملية (كاسر الأمواج)، المتمثلة بزيادة اقتحامات قوات الاحتلال للمناطق (أ) بالضفة الغربية، وباتت واقعة تحت سيطرتها، مع العلم أنه بعد وقت قصير من بدء العملية، خرجت ظاهرة جديدة اسمها "عرين الأسود"، جمعت بين شبان فلسطينيين من مختلف الانتماءات السياسية، عملوا ضد أهداف (إسرائيلية) في شمال الضفة الغربية بشكل رئيسي، وأتاحت للمنظمات المسلحة غطاء ملائما". وفق قولها.

وأشارت إلى أن "جيش الاحتلال انشغل بتحييد واغتيال قيادة ونشطاء الكتائب الجديدة (كتيبة جنين وجبع وطولكرم التابعة لسرايا القدس) التي اكتسبت زخماً ميدانياً، لكن العمليات الفدائية المتصاعدة في الضفة هي في الواقع كانت عبارة عن مزيج من المقاومين من جميع التنظيمات التي عملت بشكل مشترك ضد العدو الإسرائيلي، وقد حظيت باهتمام "الجيش" والجمهور الفلسطيني والساحة الدولية، فيما تراجعت شعبية السلطة الفلسطينية، وواصلت "إسرائيل" عملياتها المكثفة في الضفة الغربية، وأطلقت عملية "البيت والحديقة"- فلسطينياً "بأس جنين" في شهر يوليو بمخيم جنين، وبعدها جاء وفد من السلطة لتقديم التعازي، والمشاركة في تشييع الشهداء، لكن الوفد تم طرده، مما شكل وصمة عار".

وأكدت أن "هذا الحدث كان بمنزلة نداء استيقاظ لرئيس السلطة محمود عباس، وفي الأسابيع الأخيرة بدأت أجهزته الأمنية نشاطاً مكثفا في المناطق التي عانت من غياب الحكم، بما في ذلك مخيما جنين وبلاطة للاجئين، وعادت للعمل هناك بينما يعمل جيش الاحتلال في الوقت نفسه، وبتنسيق متزايد على ما يبدو، مما يجعل من تزايد النشاط المسلح الذي تقوم به المقاومة معارضاً للتحركات التي يروج لها أبو مازن لتعزيز قبضته على الضفة، الأمر الذي دفع (إسرائيل) لإعادة تبني السياسة التي بموجبها يجب اتخاذ إجراءات لتعزيز السلطة، رغم محاولات الوزيرين  المتطرفين "بن غفير" و"سموتريتش" رسم سياسة مختلفة".

وأشارت إلى أنه "حان الوقت لدعم السلطة الفلسطينية، والتصرف ضد نهج المقاومة في الضفة الغربية والتي غالبا ما تستقر في مخيمات اللاجئين، وفي هذا السياق يتعين على (إسرائيل) توحيد قواتها مع السلطة الفلسطينية، التي تبدي استعداداً أكبر للتحول، وتحسين القدرات، وهذا العمل لا يمكن أن يتجاهل ما يحدث في غزة، حيث يجب جباية الأثمان من حماس هناك، لكن مهمٌ التذكر أن أي عملية كهذه من المقاومة، قد تؤدي لجولة أخرى يجب الاستعداد لها، باستراتيجية مختلفة عن الجولات السابقة".

تكشف هذه الدعوة "الإسرائيلية" أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب "يوآف غالانت"، يدركان، مثل المؤسسة الأمنية، أن تفكك السلطة أو انهيارها، يعني تعزيز قوة المقاومة بالضفة الغربية، وتشكيل تهديد متزايد للمراكز السكانية في كيان الاحتلال، ولأن الأهمية الاستراتيجية للضفة، وزيادة نفوذ المقاومة فيها، قد تؤدي لاستعادة جيش الاحتلال سيطرته على الضفة، والسيطرة المباشرة على ملايين الفلسطينيين.

المصدر: "عربي 21"

كلمات دلالية