يجب أخذها على محمل الجد

تحليل تهديدات الاحتلال تستعر ضد قادة المقاومة.. وعين "إسرائيل" على مفجر المقاومة المسلحة في الضفة

الساعة 03:31 م|27 أغسطس 2023

فلسطين اليوم- غزة

في إطار حالة التخبط، التي يعيشها الاحتلال، جراء تصاعد العمليات الفدائية، وحالة الاشتباك المستمرة التي أسستها كتيبة جنين في كل مدن الضفة الغربية، ارتفعت وتيرة التهديدات الإسرائيلية خلال الأيام الماضية ضد قادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج، بعد سلسلة عمليات نوعية ضربت كيانه، والتي نفذها شبان فلسطينيون رداً على استمرار انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه بالضفة الغربية، واستمرار عمليات القتل والتهويد.

 

وأطلق الاحتلال تهديدات متكررة باغتيال قادة المقاومة، كان آخرها التهديد باغتيال القائد زياد النخالة، الأمين العام للجهاد الإسلامي، ورئيس الدائرة العسكرية في الحركة،، أكرم العجوري، والذي يتهمه الاحتلال بإشعال فتيل المقاومة في الضفة الغربية، وفقاً للمحلل السياسي "الإسرائيلي" يوني بن مناحيم

كما أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد 27/8/2023 تهديداً واضحاً لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري بالقول " إن من يقف خلف المقاومة سيدفع الثمن"

 

الكاتب والمحلل السياسي، خالد صادق رأى بأنه يجب أخذ تلك التهديدات على محمل الجد، مؤكداً أن تهديدات الاحتلال باغتيال قادة المقاومة ليست جديدة، كما أنها ليست عشوائية.

وقال صادق في حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية": "لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي تصنعه حركة الجهاد الإسلامي في تلك الانتفاضة المسلحة التي تشهدها الضفة الغربية، حيث إن حركة الجهاد الإسلامي أوجدت الأرض الخصبة لهذا الفعل المقاوم من خلال التحريض الدائم على الاحتلال، ومشاغلته بشكل متواصل ومحاولة استثمار حالة السخط التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء الممارسات والاعتداءات التي يقوم بها قطعان المستوطنين في الضفة الغربية، وتهديدات حكومة الاحتلال بتوسيع الاستيطان، وإخلاء مناطق في الضفة الغربية، مثل الخان الأحمر والأغوار الشمالية، وقرى النقب، وتهدد بتشريع بؤر عشوائية".

 

وأشار إلى أنه في هذه الحالة استطاعت حركة الجهاد الإسلامي أن تقوم بدور تحريض الفلسطينيين في الضفة الغربية  وأنه ليس أمامكم إلا خيار المواجهة وإشعال المقاومة ضد الاحتلال"، لافتاً إلى أن سرايا القدس استطاعت أن توجد مجموعة من الكتائب، وتنشرها في مدن الضفة الغربية، وأن تعمل هذه الكتائب العسكرية المسلحة وفق استراتيجية تديم حالة الاشتباك مع الاحتلال، وتتمدد لتشمل كل مدن الضفة الغربية.

وبين أن حركة الجهاد الإسلامي استطاعت من خلال القيادي الكبير، أكرم العجوري أن تنشر مجموعات مسلحة في كافة المدن الفلسطينية، مشيرا إلى أن هذه المجموعات أصبحت تمتلك سلاحها وتصنعه بأيديها، مؤكداً أن هذا المشهد يربك الاحتلال ويجعله يعيد حساباته في مواجهته مع الفلسطينيين.

ووفقاً للكاتب، فإن المعادلة الجديدة أصبحت تتطلب أن تكون حالة استعداد لمعركة دائمة ومستمرة تقودها حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، لأجل الاستمرار في العمليات الفدائية.

وأضاف: "الاحتلال يتحدث عن 34 قتيلا إسرائيليا في العمليات الفدائية بمدن الضفة الغربية، وهذا عدد غير مسبوق منذ 15 عاما".

 

ولفت إلى أن تهديدات الاحتلال باغتيال قادة الجهاد مبنية على واقع هو أن الاحتلال يدرك أن حركة الجهاد الاسلامي لها دور كبير فيما يحدث من عمليات فدائية في الضفة الغربية، وتجييش الميدان في الضفة والاستعداد لأي معركة، وبالتالي يتطلب محاولة من الاحتلال من استهداف قادة الجهاد.

ودعا صادق لأخذ تهديدات الاحتلال على محمل الجد، حيث قال:" علينا أن ندرك أن الاحتلال قام بعمليات استهداف على مدار السنوات الماضية ضد قادة المقاومة، وحركة الجهاد الإسلامي، واغتال الشهيد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي، وحاول في أكثر من مرة استهداف المسؤول العسكري في الحركة، أكرم العجوري الذي نجا من عدة محاولات اغتيال، كما أن الاحتلال استهدف خلال السنوات الماضية قادة المجلس العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، لكنه لم يؤثر في الحركة، وفي كل مرة يفشل في تحقيق أهدافه، وتنتفض حركة الجهاد الإسلامي لمواجهته".

وتابع يقول " التهديدات حقيقية والاحتلال يتحين الفرصة لمحاولة اصطياد قادة المقاومة ، اليوم يتحدث نتنياهو بشكل واضح بتهديده لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، وقيادة حركة الجهاد في الداخل والخارج، ولا يخفي نواياه واتجاهاته"، مؤكداً أن هذه حكومة قائمة على الدم وجماجم الشهداء.

 

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف أن تهديدات الاحتلال باغتيال قادة المقاومة ليست جديدة وإن ارتفعت وتيرتها الأيام الماضية، ولكنها لا تخيف المقاومين ولا المقاومة ولا قادتها.

وأوضح الصواف في حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" بأن تهديدات الاحتلال تدلل وتؤكد على أن المقاومة تؤلم المحتل وهو مؤشر على أهميتها ودافعا لزيادتها ، مشيراً إلى أن تهديدات الاحتلال تدلل على ضعفه وحيرته ومحاولته اليائسة لكبح المقاومة عبر التهديد باغتيال قادتها في الخارج والداخل.

وقال: "الاحتلال غادر وهو يخطط لتنفيذ عمليات الاغتيال، ولكن حسابات الاحتلال أن أي اغتيال لقادة المقاومة سيجر عليه الويلات وهو يفكر إلى حد بعيد قبل التنفيذ ، ولذلك قد يرتكب الاحتلال حماقة بعملية اغتيال وأعتقد أنه يفكر في  أن تكون في الداخل خاصة أن حزب الله هدد الاحتلال على نحو صريح أن أي عملية اغتيال لأي أحد  من قادة المقاومة في لبنان سواء لقادة لبنانيين أو فلسطينيين سيكون رد المقاومة في لبنان قوياً وعنيفاً إضافة إلى أن المقاومة في غزة والضفة سيكون لها ردود وهذا سيفتح معركة واسعة مع الاحتلال.

ويرى الكاتب الصواف بأن الاحتلال يفكر أن تكون عملية الاغتيال في الداخل لأن الرد سيكون على جبهة واحدة وهذه الجبهة ستكون مؤلمة أيضا، والأرجح أن الاحتلال يفكر بعمل عسكري كبير في الضفة في هذه المرحلة ولذلك أخذ الحيطة والحذر مطلوب من الجميع.

وبحسب الصواف، إذا كان الاغتيال في الخارج، أي في الساحة اللبنانية، فإن هذا سيؤدي إلى فتح أكثر من جبهة على المحتل، وهذا ما يحاول الاحتلال تجنبه، والمعركة عندها ستكون قوية ومؤلمة، أما إذا كان الاغتيال في غزة مثلا فالاحتلال يعتقد أنها ستكون سهلة يوم أو يومين وتعود الأمور إلى ما كانت عليه.

وعبر الصواف عن اعتقاده بأن المعركة ستكون كبيرة وستشمل كل الساحات الفلسطينية، إذا ما تم تنفيذ أي عملية اغتيال في الداخل.

ووفقاً للمحلل، فإنه من المتوقع أن يقوم الاحتلال بمعركة كبيرة ضد المقاومة في الضفة، وهذا السيناريو هو الأرجح أن يكون في المرحلة الحالية.

كلمات دلالية