لاقت استحساناً كبيرًا...

بالصور حلاقة مجانية لطلاب المدارس في غزة… فما القصة؟

الساعة 05:19 م|22 أغسطس 2023

فلسطين اليوم

في أروقة الإنسانية التي تتخطى حدود الزمان والمكان، تتجسد قصص تُحَفّر في أذهاننا خيرًا وعطاءً، عندما تُجَسّد الحلاقة المجانية لطلاب المدارس في ظل الظروف الصعبة، لتعكس بريق الأمل وروح التلاحم، إنه فعل يتجاوز الشعر ويصقل القلوب، في عرض إنساني يعكس الحلاق من خلال مقصه لمسة فرح تتسع فيها فرحة الصغار وتتسلل إلى قلوبهم، حينما يتحول صالون الحلاقة إلى مدرسة للعطاء والتضامن، يُغذّي هذه المبادرة الإنسانية بكل المعاني السامية.

هنا قرر الحلاق الشاب بشار محارب من مدينة خان يونس، أن يشرع في مبادرته السنوية بالحلاقة مجانًا لطلاب المدارس قبيل بدء العام الدراسي، ليكون صالون الحلاقة الذي يعمل به ملاذًا لأطفال الحي، ويرسم على محياهم الابتسامة بالشكل الملائم لاستقبال الفصل الجديد.

حلاقة مجانا (12).JPG


يقول محارب لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": ليست هذه المرة الأولى التي أنفذ بها المبادرة الشخصية، ففي كل عام أقوم بهذا العمل الخيري، تماشيًا مع استمرار الحصار "الإسرائيلي" وتردي الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها سكان قطاع غزة.

"هذه المبادرة مقدمة من الناس للناس وبدأتها منذ نحو 4 سنوات"، والأصل أن تتكرر هذه المبادرة في جميع أنحاء محافظات القطاع، وفق الحلاق محارب، مبينًا أنه يقوم بالحلاقة لنحو 50 طفلًا في موسم المدارس بشكل يومي.

ولاقت المبادرة استحسانًا كبيرًا من قبل أهل الطلاب، خاصة أنها تأتي في ظروف اقتصادية صعبة، وحاجة الغزيين إلى تكثيف روح التعاون والإخاء فيما بينهم.

حلاقة مجانا (3).JPG

محارب الذي يعمل في تصفيف الشعر منذ 17 عامًا، وجدًا إقبالًا هائلًا من الطلبة على صالون الحلاقة، قائلًا: "أشعر بحب الأطفال لي من نظراتهم لي بسبب هذه المبادرة.

ويلفت أن الكثير من الأشخاص المقربين يسألونه هل يتلقى دعمًا من أي جهة مقابل هذه المبادرة، ليرد عليهم: "هذا العمل من الله مش مني كمان"، رغم قدرته على العمل مقابل أجر مادي، إلا أنه استغلال قرب العام الدراسي بالعمل الخيري في الحلاقة مجانًا للطلاب.

مبادرة الشاب محارب، لا تقتصر فقط على تصفيف الشعر، بل هي أكثر من ذلك، هي لمسة إنسانية تمسح دموع القلوب، وترسم بسمة الأمل على وجوه الأطفال، وتعلمنا أن أبسط الأفعال يمكنها أن تصنع فارقًا كبيرًا في حياة الآخرين، لتبدو الحياة مشرقة رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.

ويعاني 45 % من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون من البطالة، و 53 % من الفقر و 64.4 % من انعدام الأمن الغذائي، فيما يعتمد 80 % منهم على المساعدات الدولية، وفقا لتقارير فلسطينية وبيانات الأمم المتحدة، تم إصدارها في مناسبات مختلفة.

حلاقة مجانا (11).JPG
حلاقة مجانا (10).JPG
حلاقة مجانا (9).JPG
حلاقة مجانا (8).JPG
حلاقة مجانا (7).JPG
حلاقة مجانا (5).JPG
حلاقة مجانا (4).JPG
 

كلمات دلالية