خبر طلبة « التوجيهي » في غزة عاقدو العزم على تحقيق أعلى الدرجات رغم ما مروا به ...

الساعة 06:45 ص|12 يونيو 2009

فلسطين اليوم : غزة

أجمع العديد من طلبة الثانوية العامة في قطاع غزة، على أن الوضع السيئ الذي مروا به خلال العام الدراسي الحالي أثّر بشكل كبير على استعداداتهم لمراجعة دروسهم و الخروج من هذه المرحلة بالشكل الأفضل، مشيرين إلى أن المدة التي فصلت بين انتهاء الحرب على غزة وموعد الاختبارات كانت قصيرة للغاية.

فقد أعرب الطالب أسامة المشهراوي، من مدرسة فلسطين بغزة، عن خوفه من ألا يتمكن هذا العام من تحقيق النتائج التي طالما حلم بها، لا سيما بعد إقدام قوات الاحتلال على هدم منزل ذويه خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، مشيراً إلى أن الدمار الذي لحق بالمنزل أتى على كتبه ومراجعه الخاصة التي كان يعدها منذ مطلع العام الدراسي استعدادا للامتحانات النهائية.

وأوضح المشهراوي أن التنقل المتكرر لعائلته بحثاً عن مأوى لهم، أثر بشكل كبير في استعداده لهذه المرحلة، منوهاً أنه وأسرته البالغ عددهم 9 أفراد، يقطنون اليوم في منزل صغير يتكون من ثلاث غرف فقط، الأمر الذي أدى إلى عدم استيعابه للدروس بالشكل المطلوب.

وقال المشهراوي أثناء توجهه إلى قاعة الاختبار:" رغم أن الاحتلال قد حاول مرارا وتكرارا تعطيل كافة مناحي الحياة في قطاع غزة، إلا أن العزيمة وجدت طريقها إلى قلوبنا كطلاب".

ولم يخف هذا الطالب آماله بأن يحقق نتائج متقدمة في امتحانات هذا العام، بالرغم مما تعرضت له أسرته، مؤكداً أن الدمار الذي تعرضت له أسرته يحتّم عليه بذل مزيد من الجهد لإثبات ذاته أمام سياسة الاحتلال الرامية إلى تجهيل أبناء شعبنا.

أما الطالب وجيه المعلم، فقد أعرب عن ارتياحه الشديد من الامتحانات حتى اللحظة، حيث قال:" رغم أننا سكنا في خيمة بجوار منزلنا الذي هدمته الجرافات الإسرائيلية، إلا أن ذلك لم يزدنا إلا إصراراً على عدم تحقيق الغاية الصهيونية في نشر الجهل بين الطلاب".

وطالب المعلم وزارة التربية والتعليم بمراعاة ظروف الطلاب الذين هجروا من ديارهم المحطمة، وفقدوا الكثير من أفراد عائلاتهم ما أثر ذلك في نفوسهم بشكل كبير.

بدوره، أكد الطالب "سعيد" الذي لا زال يحتفظ بأجزاء من كتبه التي عثر عليها تحت أنقاض منزل ذويه الذي هدمته الجرافات الإسرائيلية في حي العطاطرة غرب بلدة بيت لاهيا، انه عاقد العزم على تحقيق أعلى الدرجات، بالرغم مما لحق به خلال وبعد الحرب.

وبعبارات التحدي قال "سعيد": "سنفهم "إسرائيل" ومن خلفها العالم بأسره أن شعبنا قادر على تحقيق طموحاته وآماله بالرغم من المعاناة، وسنصنع من أشلاء كتبنا شهادات النجاح والتفوق، فلا سلاح يضاهي سلاح القتل والتجهيل بحقنا نحن الفلسطينيين سوى سلاح العلم والمعرفة".

أما الطالب جهاد الصفدي، من مدرسة الكرمل للبنين، فقد أوضح أن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر أثر بشكل كبير في استذكار دروسه، ومراجعتها، مؤكداً أن ذلك أدى إلى إهدار الكثير من وقته دون فائدة، خاصة ساعات المساء التي يستفيد منها الطلبة في مراجعة دروسهم.

ويقول الصفدي عقب انتهاءه من اختبار الورقة الثانية في اللغة العربية :"الامتحان كان صعبا نوعاً ما، ولكن لو توفرت لي الأجواء المناسبة للدراسة، كنت سأقدم أفضل، أدعو الله أن أكون قد أبليت حسناً، وأن يوفقني وغيري من الطلبة في الامتحانات القادمة".

وفي نفس السياق، أكد خليل محيسن، مراقب في إحدى قاعات تقديم الامتحانات في مدرسة الكرمل، أن أكثر من نصف الطلاب في لجنته غادروا قاعات الامتحانات بعد مضي نصف مدة الاختبار، الأمر الذي يعطي انطباعا ايجابيا حول طبيعة الاختبار ومراعاته لظروف الطلاب.

وناشد محيسن الطلاب والطالبات المتقدمين لاختبارات الثانوية العامة بعدم التسرع في تسليم ورقة الإجابة وأخذ الوقت الكافي لمراجعتها مرتين على الأقل".

وكان كثير من الطلاب قد أصيبوا خلال الحرب أو فقدوا أقرباء و أصدقاء لهم، حيث بلغ عدد الطلبة الشهداء 176 شهيداً، نصفهم من طلبة الثانوية العامة و486 جريح.

ومن جانبه، أكد د.يوسف إبراهيم وكيل وزارة التربية والتعليم أن الوزارة، راعت جميع الظروف الصعبة التي مر بها الطلاب أثناء الحرب وما نتج عنها من خراب ودمار للمرافق الدراسية والمساكن، مؤكداً أن "استنكاف" المعلمين الذين يتقاضون رواتبهم من حكومة رام الله لم يؤثر على سير المسيرة التعليمية.

وأضاف إبراهيم:" اللجان المشرفة على الامتحانات أخذت بعين الاعتبار حالات الطلاب الجرحى، ومكنتهم من تأدية الامتحانات رغم جروحهم وإعاقاتهم، كما راعت إبعاد لجان الامتحانات قدر الإمكان عن مواقع التماس مع الاحتلال".

وأوضح إبراهيم أن عدد المتقدمين لامتحانات التوجيهي بلغ 87 ألف طالب وطالبة على مستوى الضفة والقطاع منهم 38 ألف و500 طالب من  قطاع غزة، مشيراً إلى أن عدد المسجلين في القسم الأدبي  في القطاع، حوالي 30 ألف طالب وطالبة، وفي القسم العلمي يبلغ عددهم 7 آلاف طالب وطالبة، وباقي الطلاب موزعين على الفروع الصناعي والزراعي والفندقي والأقسام الخاصة الأخرى.

وأفاد إبراهيم أن الامتحانات ستستمر على مدار ثلاثة أسابيع، ومن المقرر أن تنتهي في تاريخ 21-6، معرباً عن أمله في أن يكون إعلان نتائج التوجيهي، موحدا كما هي الامتحانات ومن المتوقع أن يتم إعلان النتائج في منتصف شهر تموز القادم.