بالفيديو والصور "سامح تؤجر".. مبادرة إنسانية تُجسد صورة الإخاء لتخفيف المعاناة عن أهل غزة

فلسطين اليوم

مرة أخرى يثبت الفلسطينيون في قطاع غزة تعاضدهم وتكاتفهم، واسناد بعضهم البعض، من خلال إطلاق مبادرة "سامح تؤجر" لإسقاط الديون والالتزامات على المواطنين غير القادرين على سدادها، وذلك تخفيفاً عن كاهلهم وعوناً لهم في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يمرون بها منذ أكثر من 16 عاماً على التوالي.

وبدأت المبادرة حينما أعلن أصحاب المحال التجارية والبقالات ومتاجر الفواكه والخضروات عن مسامحة جميع الزبائن من الديون المستحقة التي تقدر بعشرات الآلاف من الدولارات، لاسيما غير المقتدرين على سدادها، في مشهد يُجسد صورة الإخاء والألفة ومدى التكافل الاجتماعي.

لاقت مبادرة "سامح تؤجر" قبول الآلاف من المواطنين الغزيين، إضافة إلى عدد من التجار وأصحاب المحلات الذين أعلنوا كذلك إسقاط الديون على المواطنين غير القادرين على السداد، كما امتدت الحملة لتشمل إسقاط الديون المتراكمة على الإيجار الشهري لأصحاب الشقق السكنية المؤجرة عدد من المناطق الفلسطينية في قطاع غزة.

وكان بائع الفواكه رجب نصير من مدينة بيت حانون أقصى شمال قطاع غزة، أول من مزّق وأحرق دفتر الديون المستحقة على زبائنه، رداً على فيديو الاعتداء على شابين بشكل مهين، بسبب دين مالي بقيمة ١٢٠ شيكلاً، إلا إن العشرات حذوا حذو بائع الفواكه.

<blockquote class="twitter-tweet"><p lang="ar" dir="rtl">ضمن حملة &quot;سامح تؤجر&quot;..بائع الفواكه رجب نصير، أول من مزق وأحرق دفتر الديون، ردا على فيديو الاعتداء على شابين بشكل مهين، بسبب دين مالي بقيمة ١٢٠ شيكل <a href="https://t.co/oKo4y850Zh">pic.twitter.com/oKo4y850Zh</a></p>&mdash; حسن اصليح | Hassan (@hassaneslayeh) <a href="https://twitter.com/hassaneslayeh/status/1691148956770643984?ref_src=twsrc%5Etfw">August 14, 2023</a></blockquote> <script async src="https://platform.twitter.com/widgets.js" charset="utf-8"></script>

وأخذت المبادرة بالاتساع ليعلن المواطن أكرم ارحيم مسامحة شخص بمديونية تقدر بـ 5200 شيكل، ضمن حملة سامح تؤجر، رداً على فيديو إهانة الشابين بسبب 120 شيكلاً.

وتمتد الحملة، ليلعن المواطن محمود أسعد ارحيم عن مسامحة شخص بمديونية 3000 آلاف دولار، بدل مواد بناء.

كما أعلن أحد المواطنين، بمسامحة خاله "شقيق والدته" بمبلغ 7000 شيكل، قائلا: "أبرئ ذمتي من هذا المبلغ إلى الله، فرّج الله همه وكربه، رفع عنه البلاء".

كما أعلن أحد المواطنين أنه سامح أحد زملائه في العمل بمبلغ 8000 دولار.

أستاذ علم النفس الاجتماعي الدكتور درداح الشاعر، يرى أن حملة "سامح تؤجر" أتت في ظل مرور المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة بأزمة اقتصادية ومعيشية خانقة، مشيراً إلى أن انطلاق واتساع هذه الجملة تفرج كرب العشرات من أرباب الأهالي الذين لم يتمكنوا من سداد ديونهم.

وقال الشاعر في مقابلة خاصة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": إن حملة "سامح تؤجر" صورة من صور التكافل الاجتماعي والمؤاخاة التي دعا إليها الإسلام، والثقافة الفلسطينية، مضيفاً: "الذي يضحي بأمواله هو انسان كريم نشأ وترعرع في بيئة تدرك المعنى الحقيقي للمؤاخاة وللمواطنة، فيقدم لأخيه وجاره كل ما يستطيع فعله من مساعدة".

وأشار إلى أن هذه الحملة قد تكون دافعاً لكرماء النفس من التجار وأصحاب المحلات للتغاضي عن الكثير من أموالهم في سبيل الوطن ومساعدة جيرانهم وأصدقائهم وأقربائهم.

واعتقد أن تلك الحملة ستنبه الكثيرين من أصحاب رؤوس الأموال وتدفعهم للحذو بمثل ظاهرة المسامحة، ويتغاضون عن مديونية المئات من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لمساعدتهم في تخطي أزماتهم الاقتصادية والمعيشية.

كما إنها وفق الشاعر ستزيد وتشجع أصحاب الديون والأغنياء بمزيد من العطف على الفقراء نظراً للظروف الخانقة التي يمر بها الفلسطيني، الأمر الذي يسفر عن زيادة المحبة والألفة والتكاتف والتعاضد بين أبناء الوطن الواحد.