بالصور أطفال الإبداع بغزة.. رحلة برمجية من قلة الامكانيات إلى التقنيات الذكية.!

فلسطين اليوم

على أرض الأحلام والخيال في قطاع غزة، يتجسَّد حلم الطفولة في أعمال تكنولوجية مبهرة، يصنعون عوالمهم الخيالية ببراعة متناهية، يرسمون مستقبلاً مشرقاً بلمسات من الإبداع، حين تنسجم أناملهم الصغيرة مع رموز الذكاء الاصطناعي وترقص على أوتار تكنولوجية متقدمة. تنكشف أمامهم أبواب تحديات برمجية، يستعرضون فيها عزمهم العارم على صنع المستحيل.

إنهم رواد الابتكار الصغار، ينثرون بذور التغيير في عالم يتجدَّد باستمرار، مُسَجِّلين بإبداعهم فصولاً جديدة في سجلّ التقدم التكنولوجي، لتتابع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" زوايا المعرض التكنولوجي، حيث يعرض الفتى محمد الحلاق 15 عاما من مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، برفقة عدد من أصدقائه، روبوت ذكي يستجيب من خلال الأوامر الصوتية.

روبوت ذكي

وعُرِض الروبوت إلى جانب عدد من المشاريع التكنولوجية في مجال الذكاء الاصطناعي وروبوتات، ومشاريع برمجة على سكراتش، ووسائل تعليمية، خلال معرض " CFTA- Tech 2023"، والذي أقامته جمعية "الثقافة والفكر الحُر"، اليوم الأربعاء ، في مدينة خان يونس، بالتعاون دائرة التربية والتعليم -الانروا- وحدة التطوير والمناهج منطقتي شرق وغرب خانيونس التعليمية ، وبمُشاركة عشرات الأطفال الذين عرضوا مُنتجاتهم العلمية الإلكترونية.

ويشارك للعام الثالث على التوالي في المعرض، عازمًا على تطوير أفكاره في صناعة الربوت باستخدام الذكاء الاصطناعي في كل عام، مبديًا سعادته بالفرصة والمساحة التي تقدمها جمعية الثقافة والفكر الحر للطلاب الشغوفين بالتكنلوجيا لتطوير مهاراتهم وقدراتهم وتقديم مشاريع تواكب التطور التكنلوجي.

وتأتي ابداعات  الأطفال، كثمرة لمشروع Cfta Tech  بنسخته الخامسة ،حيث تتضمن المشروع تدريبات متخصصة  ل 100 طالب وطالبة من الموهوبين والشغوفين في التكنولوجيا والعلوم من السادس حتى التاسع ،طورت مهاراتهم في البرمجة والذكاء الاصطناعي والتفكير الإبداعي و في ابتكار وسائل تعليمية لأقرانهم  والمونتاج والتصميم .

ولم يغفل المعرض الذي يشارك فيه قرابة مائة طفل، تجسيد التجارب العلمية باستخدام فنون العلوم والكيمياء والتفاعلات الحيوية وكيفية عمل مواد الحفظ التاريخي للأشياء، فيما ضم زاوية خاصة بأفلام الفيديو التي تناقش قضايا الأطفال والمجتمع .

محاكاة الخدمات

يقول أحد منسقي ومشرفي برنامج Cfta Tech ماهر أبو شاب، إن المشاريع التي ابتكرها الأطفال حاولت محاكاة الخدمات التي يستطيع تقديمها الأطفال لأقرانهم باستخدام تقنيات التكنولوجيا والوسائط المتعددة.

ويضيف أبو شاب، أن المعرض الذى ينظم بشكل سنوي يحمل رسالة للعالم مفادها: "أن أطفال فلسطين يملكون القدرة والمهارات للابتكار ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي، وأنهم ليسوا أقل قدرة في مواكبة التطبيقات المتطورة، والتي تعتبر لُغة العالم في الفترة الحالية، وأنهم فقط بحاجة لمساحة أمنة توفر لهم التدريب والامكانيات لتحقيق شغفهم في هذا المجال .

إطلاق العنان

وقال خليل فارس مدير مركز الشروق والأمل، إن "مشروع CFTA- Tech هادف وطموح ومتدرج تسعى جمعية الثقافة والفكر الحر من خلاله لتوفير المساحة لتمليك الأطفال المهارات والمعارف في مجال التكنولوجيا  ومن ثم اطلاق العنان لأفكارهم  لإنتاج مشاريع  تكنولوجية تعكس مدى تملكهم لتلك المهارات.

وأضاف فارس، أن المشروع يهدف لترسيخ ثقافة البحث والابتكار وتشجيع الأطفال لاستثمار التكنلوجيا وتطويعها لخدمة مجتمعهم واعلاء قيمة المنطق العلمي كوسيلة لتحليل المشكلات وإيجاد الحلول".

ثقافة التكنولوجيا

إلى ذلك، أكد منسق وحدة التطوير والمناهج في وكالة الغوث د.سامح الجبور، على أهمية البرنامج في ترسيخ ثقافة التكنولوجيا لدى الطلاب ، ومواكبتهم التطور التكنلوجي والرقمي في العالم، مشيدا بجمعية الثقافة والفكر الحر وبمدرسي الحاسوب بالمدارس المشاركة .

وتحظى مشاريع الأطفال، المبتكرة في قِطاع غزة المُحاصر منذ 17 عاماً، بأهمية في ظل ضعف ونقص المواد والتي تساعد الأطفال على تطوير مشاريعهم بما يخدم احتياجات مجتمعهم وشغفهم بالتطوير ومواكبة العصر، فضلًا عن تطويع الإمكانيات المحدودة من خلال التكنولوجيا وخدمة واقعهم وتسهيل حياتهم وعصرنتها في ظل التطور الرقمي الهائل وخدمة المجتمع الفلسطيني.