بالصور مقابر الشجاعية محل جدل في غزة مجدداً.. نقل الرفات مرفوض والحكومة تبحث عن حلٍ للمدارس!

الساعة 12:43 م|16 أغسطس 2023

فلسطين اليوم

قد صدر القرار بالإزالة ..المقبرة الشرقية أو ما يطلق عليها "التوانسي" محل جدل واعتراض، وخاصةً أن قرار الإزالة جاء بحق العشرات من قبور الموتى، ليكون الاحتجاج والاعتراض هو سيد الموقف، خاصةً من أهالي وأقارب الموتى المدفونين في المقبرة الواقعة في منتصف شارع بغداد بجوار مدرسة حطين في حي الشجاعية بقطاع غزة، فأصدروا عريضة احتجاج  على القرار الذي ينتهك حرمة أقاربهم وأحبائهم، ولكن المشروع المُقرر بناؤه وفقاً لحكومة غزة سيكون لصالح  سكان المنطقة لبناء مدرسة تعليمية ولن تنهتك حرمة الموتى .

أهالي الموتى، عبروا، عن استيائهم الشديد إزاء محاولة جهات الاختصاص والأمر تدمير المقبرة التي تقع على مساحة بنحو "٣٢" دونماً منها "٢٧" دونماً مُتاحاً للبناء لإنشاء مجمع المدارس ، رافضين المساس بجثامين مواتهم ونقلها إلى أماكن أخرى.

ونظم المحتجون، وقفة "متواضعة" قبالة المقبرة، أمس الاثنين، وطالبوا الحكومة، بضرورة إعادة النظر في الموضوع، غير أن القائمين على هذا المشروع، ينظرون إليه بأن "المصلحة العامة تقضي ذلك" والمنطقة بحاجة ماسة لإنشاء مدارس بمختلف المراحل الدراسية.

وقفات رفض

المواطن فرحات زهير، أحد المحتجين، أعرب، عن رفضه الشديد لقرار هدم القبور، مشيرًا إلى أن المقبرة تضم نحو خمسين قبراً لأفراد عائلته منها قبور تعود أكثر من ثلاثين عاماً وأخرى لمتوفين قبل عامين ونيف.

وقال زهير لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "نرفض نقل جثت أفراد عائلتنا من المقبرة إلى منطقة أخرى"، معتبرًا ذلك "جرحًا منفتحًا".

وأضاف أن "الأهالي لا يعارضون إقامة مجمع للمدارس، لكن الاحتجاج هو إقامته فوق المقبرة دون مراعاة لحرمة القبور"، داعيًا جهات الاختصاص إلى إقامة المجمع في أماكن أخرى.

قرار إزالة المقبرة الشرقية التوانسي بحي الشجاعية

وأشار إلى نحو 25 مختارًا قد وقعوا على عريضة اعتراض تضم بنود عدة، وسيتم تقديمها لرئيس لجنة العمل الحكومة في غزة، عصام الدعليس، اليوم.

وأعرب الموقعون، عن رفضهم التام من قبل جميع سكان الشجاعية والوجهاء والمخاتير بإزالة قرار مقبرة الشجاعية من الناحية الشمالية، وأوضح هؤلاء أسباب رفضهم، التالي:

أولا: القرار مخالف للوازع الديني والموروث الأخلاقي والتاريخي كون أن الأباء والأجداء مدفونين فيها.

ثانيا: لا يجوز من الناحية القانونية إزالة المقبرة إلا بناءً على موافقة ذوي المدفونين او بقرار من المحكمة المختصة وهو ما لم يحدث.

ثالثا: مخالفة القرار للحقيقة الواقع كون ان هناك عشرات الشهداء مدفونين فيها أثناء الحروب الأخير التي وقعت على غزة لتعذر الدفن وقتئذ في المقبرة الشرقية.

وأهاب المخاتير والوجهاء، بإلغاء القرار فورًا لما يترتب عليه من نزاعات واشكاليات "لا يحمد عقباها"، وفق ما جاء في الاعتراض.

قرار إزالة المقبرة الشرقية التوانسي بحي الشجاعية

 

قرار إزالة المقبرة الشرقية التوانسي بحي الشجاعية


وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عبر حسابتهم الرقمية، منذ صدور الموافقة على إزالة المقبرة، مبدين استغرابهم من القرار لصالح مشاريع أخرى.

وتم تداول مقاطع مصورة على التواصل الاجتماعي، يتحدث فيه أهالي المدفونين، عن رفضهم للقرار، ودعوا إلى وقف القرار.  

كلمة وزارة التربية والتعليم

مدير عام وحدة العلاقات العامة في وزارة التربية والتعليم بغزة، أحمد النجار، قال، من جهته: إن "منطقة شرق غزة وتحديدا الشجاعية تعاني من مشكلة الاكتظاظ داخل الفصول، بسبب الكثافة السكانية في المنطقة، وكذلك نقص قطع الأراضي والتمويل اللازم لبناء مدارس جديدة"، مشيرًا إلى "الوزارة، أعلنت عن ذلك، منذ العام ٢٠١٦، وأوضحت الوزارة، أن هناك حاجة لبناء ١٠ مدارس جديدة للتخفيف من الأزمة".

وأضاف النجار، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "منذ لك الحين والوزارة تحاول جاهدة العثور على قطع أراضي ملائمة لبناء مدارس، وحاولت أن تتبادل أراضي مع مواطنين من المنطقة، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وذلك لأن الحاجة تقتضي وجود ٣ دونمات ليكون البناء المدرسي ملائماً".

وأكد أن "الوزارة وبمؤازرة ومساعدة من الفعاليات الشعبية والمجتمعية تمكنت من الحصول على أرض مصنع العصير سابقا لبناء مجمع مدارس عليه، حيث تم بناء مدرسة الشهيد أحمد الجعبري الثانوية للبنين، وجاري العمل على بناء مدرسة جديدة بجوارها خلال الشهرين القادمين".

ولفت النجار، إلى أن منطقة وسط الشجاعية ما زالت تُعاني من مشكلة كبيرة ومتفاقمة، ولا يوجد أراضي فارغة فيها لبناء مدارس عليها وخصوصاً للبنات في المرحلة الثانوية، إذ تُعاني مدرسة دلال المغربي من اكتظاظ كبير، ولم يعد لديها طاقة استيعابية لطالبات جدد، وبالتالي بدأت مديرية تعليم شرق غزة في التفكير في افتتاح فترة ثالثة، أو نقل بنات الثانوية إلى منطقة الخط الشرقي بجوار مدارس الذكور الثانوية، إلا أن هذا الطرح قبول بالرفض من الأهالي، لأنه مثل هذا الأمر سيخلق مشاكل اجتماعية كبيرة".

وتابع: "حاولت وزارة التربية والتعليم زيادة عدد الغرف الصفية في مدارس وسط الشجاعية أو بناء أجنحة جديدة لحل المشكلة، ولكن عدم وجود تمويل لمثل هذه المشاريع، وكذلك كونها حلول آنية لا تضع حداً للمشكلة التي تتفاقم، وتتركز المشكلة في منطقة الشجاعية القديمة في حي الجديدة وحي التركمان وهي المنطقة الممتدة من شارع صلاح الدين غربا إلى مقبرة التوانسي شرقاً، حيث يزيد عدد السكان في تلك المنطقة وحدها على (٦٠) ألف نسمة"

حاجة المنطقة للمدارس 

وبلغت الزيادة السكانية للعام 2022، حوالي (٢٪) وهو ما يعني أن الزيادة في عدد الطلبة الجدد في وسط الشجاعية حوالي (١٢٠٠) طالب وطالبة، وهذا ما لا يمكن لمدارس المنطقة تحمل استيعابه، بحسب مركز الإحصاء الفلسطيني، الذي أشار إلى أنه حتى عام (٢٠٣٠) ستكون المنطقة بحاجة إلى استيعاب (٨٤٠٠) طالب وطالبة جدد بالمدارس.

وهذا الزيادة، يحتاج إلى بناء ما يقرب من (٤-٥) مدارس جديدة، وهذا غير ممكن مطلقاً لعدم وجود قطع أراضي كافية وملائمة، كما يؤكد النجار.

وتتوزع مساحة المقبرة التي تبلغ مساحتها الاجمالية حوالي (32) دونم، منها (27) دونمًا متاحًا للبناء، على أربع قطع؛ منها واحدة جنوب شارع بغداد والثلاث قطع الباقية شمال شارع بغداد.

وسيتم نقل رُفات الموتى في منطقة من المقبرة تبلغ مساحتها حوالي (٥) دونمات فقط، وذلك لبناء مدرسة ثانوية بنات كبيرة بسعة (٢٥-٢٧) شعبة لحل المشكلة الطارئة بخصوص بنات الطالبات في المرحلة الثانوية اللواتي يقطن في وسط الشجاعية، كما يضيف النجار.

وبيّن أن عدد القبور في المنطقة التي سيتم البناء عليها تبلغ حوالي (٢٣٣) قبر فقط، والغالبية العظمى من القبور تعود لحقبة السبعينات والستينيات، وجزء كبير منها مُهدم ولا يوجد له شاهد، مشيرًا إلى المنطقة المستهدفة من المقبرة، تم قصفها في عدوان عام ٢٠٢١ على غزة وتم تدمير ما يقرب من دونم واحد من القبور.

كما وقال النجار: إن "عدد القبور التي لها شواهد ومعروف أسماء أصحابها حوالي (١٠٠) قبر، منهم (٤٠) قبر يعودون لعائلتي الحلو والمشهراوي اللتان أيدتا المشروع وأبديا تفهما ومسؤولية عالية تجاه مصالح المجتمع، فيما بقية القبور المئة تعود غالبيتها لموتى من بئر السبع".

الرأي الشرعي

ووافق مجلس الاجتهاد الفقهي في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة، على نقل مقابر "التوانسي"، لإقامة مجمع مدارس بما يحقق مصلحة أهل المنطقة، بحسب الضوابط الصادرة عن المجلس.

وقال رئيس مجلس الاجتهاد الفقهي د. مازن هنية، في كلمة له اثناء زيارة المقبرة، أمس الاثنين: إنه "من الناحية الشرعية، فإن القبر ليس ملكاً وميراثا للميث، بل هو مرحلة توارى فيه جثة الانسان احتراماً وتقديراً له".

وأضاف هنية، أن هناك مدة زمنية إذا انتهت، انتهى موضوع القبر ويجوز استعمال الأرض، لاعتبارات كثرة.

قرار إزالة المقبرة الشرقية التوانسي بحي الشجاعية

مقبرة المنطقة الشرقية "التوانسي" في حي الشجاعية

.مقابر الشجاعية محل جدل في غزة مجدداً.. نقل الرفات مرفوض والحكومة تبحث عن حلٍ للمدارس! (7).JPG
مقابر الشجاعية محل جدل في غزة مجدداً.. نقل الرفات مرفوض والحكومة تبحث عن حلٍ للمدارس! (6).JPG
مقابر الشجاعية محل جدل في غزة مجدداً.. نقل الرفات مرفوض والحكومة تبحث عن حلٍ للمدارس! (5).JPG
مقابر الشجاعية محل جدل في غزة مجدداً.. نقل الرفات مرفوض والحكومة تبحث عن حلٍ للمدارس! (4).JPG
مقابر الشجاعية محل جدل في غزة مجدداً.. نقل الرفات مرفوض والحكومة تبحث عن حلٍ للمدارس! (3).JPG
مقابر الشجاعية محل جدل في غزة مجدداً.. نقل الرفات مرفوض والحكومة تبحث عن حلٍ للمدارس! (3).jpeg
مقابر الشجاعية محل جدل في غزة مجدداً.. نقل الرفات مرفوض والحكومة تبحث عن حلٍ للمدارس! (2).JPG
مقابر الشجاعية محل جدل في غزة مجدداً.. نقل الرفات مرفوض والحكومة تبحث عن حلٍ للمدارس! (2).jpeg
مقابر الشجاعية محل جدل في غزة مجدداً.. نقل الرفات مرفوض والحكومة تبحث عن حلٍ للمدارس! (1).JPG
 

 

كلمات دلالية