خبر المطالبة بتشكيل لجنة عليا متخصصة بغزة لمنع ازدواجية الخدمات الصحية

الساعة 09:33 ص|11 يونيو 2009

المطالبة بتشكيل لجنة عليا متخصصة لمنع ازدواجية الخدمات الصحية

فلسطين اليوم- غزة

طالب اختصاصيون في مجال تزويد الخدمات الصحية بضرورة تعزيز التنسيق والتكامل بين جميع الأجسام الصحية من خلال لجنة عليا متخصصة لمنع ازدواجية وتكرار تقديم الخدمات الصحية، وتطوير وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، والاهتمام بالجوانب الصحية النفسية.

 

كما أوصى هؤلاء بتأهيل الكادر الطبي المتخصص في جوانب متعددة حسب الاحتياجات، وتطوير نظم المعلومات، وإنشاء مستشفيات جامعية لرفد الطلبة بالخبرات اللازمة، وتجهيز مبنى مستقل للإسعاف والطوارئ وتوسيع المشافي الحدودية وتجهيزها.

 

جاءت هذه التوصيات في ورشة عمل نظمتها الخبرة للاستشارات والتنمية بالإنابة عن فريق العون الصحي الدولي تحت عنوان "إعادة إعمار القطاع الصحي في غزة" بحضور وزير الصحة السابق الدكتور رياض الزعنون وممثلين عن مؤسسة الخبرة و القطاع الصحي الحكومي والأهلي وعدد كبير من مزودي الخدمات الصحية والأطباء والأكاديميين والمهتمين وذلك في قاعة فندق الكمودور في غزة.

 

كما أوصى المشاركون بتفعيل التعليم الصحي، واستخدام نظام الحوافز، استكمال مبنى الجراحات في مشفى ناصر وإبتعاث الكوادر الطبية للخارج لرفدها بالخبرات الجديدة وكل ما يستجد في مجال الصحة، وإنشاء مبنى الباطنة في مشفى الشفاء الطبي واستقدام أستاذة جامعات من ذوي الخبرة إلى قطاع غزة للاستفادة من خبراتهم وإنشاء مراكز للأطراف الصناعية خدمة للمعاقين.

 

وتحدث الدكتور يوسف المدلل من وزارة الصحة في ورقته حول خطة الوزارة لإعادة إعمار القطاع الصحي، مشيراً إلى أن الوزارة تتطلع إلى الوصول بالمجتمع الفلسطيني إلى أعلى درجة ممكنة من الارتقاء بالعافية في صحته الجسدية والنفسية والاجتماعية وفي بيئة صحية آمنة ليصبح مجتمعاً منتجاً.

 

وقال "إن الوزارة تعد المسؤول الأول عن صحة الشعب الفلسطيني على الأرض وتقع مسؤوليتها في أربعة أطر رئيسة وهى مقدم رئيس للخدمات الصحية الأساسية الوقائية والعلاجية، ومنظم لتقديم الخدمات الصحية للجهات التي تقدم هذه الخدمات للسكان، وقائم على توفير الموارد المالية والبشرية اللازمة للقطاع الصحي، وتطوير سياسات وأنظمة وقوانين صحية، ومتابعة صحة تطبيقها من قبل أصحاب العلاقة في القطاعات الصحية.

 

وبين المدلل أن الوزارة وضعت جملة من الأولويات لإعادة إعمار القطاع الصحي وفي مقدمتها الضبط الإداري في جميع مرافق الوزارة، والتركيز على تحسين الأداء في الخدمات الصحية وتحقيق أعلى نسب ممكنة من رضا الجمهور وتطوير العمل في مجال الصحة النفسية المجتمعية دعم وتطوير عمل حوسبة المرافق الصحية دعم شريحة التمريض للحد الأعلى الممكن.

 

كما نوه إلى أولويات دعم وتفعيل الإجراءات الخاصة بترشيد الاستهلاك، وتطوير أنظمة التراخيص ومنح شهادات مزاولة المهن الطبية لضبط العمل حسب الأصول في القطاع الخاص الذي يقدم خدمات صحية.

 

وتطرق إلى العقبات التي تواجه تحقيق هذه الأولويات وفي مقدمتها الحصار الاقتصادي والعسكري الجائر الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ سنوات ما أدى إلى نقص حاد في الوقود ومواد البناء والسلع الأساسية اللازمة للإنشاءات والتعمير، فضلاً عن الحرب الأخيرة على قطاع غزة وما سببته من تدمير طال المرافق الصحية.

 

من ناحيته، قدًم الدكتور عايد ياغي ورقة عمل حول رؤية المنظمات الأهلية الفلسطينية في عملية إعمار القطاع الصحي أشار فيها إلى الدور الذي لعبته المنظمات خلال الحرب الأخيرة وتقديمها للمساعدات الإنسانية للمتضررين في كل المواقع، مؤكداً أن المنظمات الصحية الأهلية هي مكون رئيس وأساس في النظام الصحي الفلسطيني المكون من مقدمي الخدمات الصحية .

 

وأشار إلى جملة من العوامل والمحددات التي تؤثر على الصحة منها العوامل الاجتماعية والاقتصادية و السياسية والبطالة والديمقراطية وحقوق الإنسان والاحتلال وممارساته والحصار وحالة الانقسام بين شطري الوطن .

 

وقال الدكتور ياغي:"إن عملية الإعمار الحقيقية لم تبدأ بعد وأن ما نتحدث به سواء في المؤتمرات الداخلية أو الدولية أو ورش العمل ما هى إلا وعود نسمع عنها ولم يطبق شي منها على أرض الواقع"، مؤكداً أن عملية الإعمار هي عملية نضالية ومهمة للجميع وليست للحكومة أي كان لونها وأنها فرصة لترميم وإصلاح شامل للنظام السياسي الفلسطيني، وطالب بوجود إستراتيجية عمل موحدة تعزز من مقومات شعبنا الفلسطيني وتحقق له التحرر والاستقلال.

 

كما دعا إلى وجود لجنة وطنية مهنية من الكفاءات وبعيدة عن دائرة التجاذبات السياسية للإشراف على عملية إعادة الاعمار .

 

وقدًم الدكتور محمد العكلوك ممثل اتحاد الأطباء العرب ورقة عمل حول دور المؤسسات الإقليمية في إعادة إعمار القطاع الصحي تناول فيها الانجازات التي حققها الاتحاد قبل الحرب وما بعد الحرب والمشاريع التي تم انجازها على الصعيدين الحكومي والأهلي والتي تراوحت من بين 3-6 شهور منها مشروع الصندوق الفقير للمساهمة في تكاليف سفر المرضي من الأسر الفقيرة ودعم عدد من المراكز الصحية لافتا أنه جاري العمل على إنشاء مركز طوارئ متقدم على الحدود.

 

كما أشار إلى دور الاتحاد المتميز في تسيير قوافل الإمدادات والمساعدات الطبية من القاهرة إلى قطاع غزة وتوفير معظم المستلزمات الطبية فضلاً عن تدريب وتأهيل الكادر واستقدام أطباء لمدة شهرين في عدة تخصصات موضحا أن هناك مشروعا لدعم الجامعات الفلسطينية سيتم تنفيذه مع بداية الفصل القادم .

 

بدوره، أشار الدكتور الزعنون في ورقة عمل إلى توقف جميع المشاريع التنموية الصحية التي كان متعاقد عليها سابقاً مع عدد من الدول المانحة مع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 ولم تعد تولى تلك الدول أية اهتمام في ذلك الوقت لتنفيذ هذه المشاريع.

 

وقال "إن الحصار كان مفروضاً قبل السنوات القليلة الماضية والذي أثر على مستوى الخدمة المقدمة وتوقفت الخطة التنموية وحدث عطل في كثير من الأجهزة الهامة مثل الأشعة وغيرها ولم تستكمل العديد من المشاريع منها قسم الأورام، موضحاً أنه بعد السابع عشر من حزيران 2007 اشتد إحكام الحصار على القطاع الصحي وتأثرت جميع الخدمات الصحية وأضيفت إليها أعباء غير مسبوقة في التاريخ الفلسطيني.

 

ونبه الزعنون إلى أنه لم يجرى تحديث المستشفيات منذ عام 1998 م ولم تدخل أي أجهزة صيانة أو قطع غيار فبقيت على حالها، مؤكداً أن الأولوية الآن ليست بزيادة عدد المنشات الطبية بقدر ما نحن بحاجة ماسة لصيانة الأجهزة وتجهيزها وتدريب الكوادر قبل البناء.

 

وتحدث الدكتور مفيد المخللاتي في كلية الطب في الجامعة الإسلامية عن دور المؤسسات التعليمية في إعادة إعمار القطاع الصحي أشار فيها إلى قلة الأبحاث العلمية في قطاع الصحة داعياً إلى تطوير نظام التعليم والتدريب وإنشاء مستشفات جامعية وتطوير البرامج المحلية، كما طالب بتطوير برامج المجلس الوطني الفلسطيني للحصول على شهادات المجلس وتطوير الكفاءات الطبية والابتعاث للخارج وتحسين برامج التعليم الطبي المستمر .

 

وكان قد افتتح ورشة العمل عضو مجلس إدارة الخبرة للاستشارات إبراهيم رضوان بالتعريف عن الهدف من الورشة وهى الخروج برؤية موحدة وتوصيات ترفع للمؤتمر الذي سيعقد في الثامن عشر من حزيران الجاري في تركيا لبحث موضوع إعمار القطاع ثم قدم نبذة عن عمل دار الخبرة والمشاريع التي نفذتها خاصة في القطاع الصحي.