بالصور لافتات "النيون المضيئة".. ملاذ عائلة مروان موسى لمواجهة البطالة في غزة

فلسطين اليوم

لم يعدم أبناء قطاع غزة الحيلة في ابتكار كل ما هو جديد، وملفت في عالم الابداع، سعياً منهم لمواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وانعدام فرص العمل وازدياد نسب البطالة والفقر في القطاع الذي يتعرض لحصار اقتصادي خانق من قبل الاحتلال، منذ ما يزيد عن سبع سنوات متتالية.

المواطن مروان موسى، احد أبناء قطاع غزة، والذي دفعته البطالة للبحث عن مصدر رزق له، فبدأ بإنتاج يافطات ارشادية من اسلاك "النيون" و قطع "الاكريلك"، من خلال تصميم لوحات مضيئة جذابة تضفي حالة من الإيجابية في المكان، كما يقول.

وفي حديثه عن المشروع، قال موسى إن مشروعه عبارة عن يافطات ارشادية تتكون من "احبال النيون"، يتم تشكيلها وتثبيتها على يافطات صغيرة تجذب الناس، مشيرا الى ان تلك اليافطات ليست مجرد انارة، بل انها تعطي حالة من الإيجابية في للمكان .

ووفقا للمواطن موسى، فقد تولدت هذه الفكرة لديه من الثمن المرتفع لليافطات التقليدية، لافتا الى ان يافطات "احبال النيون" أسعارها اقل بكثير من تلك اليافطات، التي تكلف الناس أموالا طائلة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في البلد.

وقال: "اضطرينا نفكر بفكرة إبداعية جديدة، فجاءت هذه الفكرة، طبقناها على المستوى الشخصي بالبداية، حيث وجدنا هناك اقبالاً من الجمهور وبدأنا انتاجها على حسب الطلب للمحلات، لأبواب الزجاج واليافطات الصغيرة واليوتيوبرز وهكذا..."

وأوضح موسى ان المشروع خلق فرص عمل لاثنين من الشبان العاطلين، حيث ان هذا المشروع انقذهم وبدأت تدر عليهم دخلاً جيداً.

بدوره تحدث الشاب كريم موسى، أحد العاملين في المشروع عن آلية عمل تلك اليافطات قائلاً: "نستخدم لوحات "الاكريليك" مع اسلاك النيون، بعد ان يتم لحمها مع اسلاك النحاس، ويتم تجميعها مع بعضها وتوصيلها مع "ترانس" واحد للإضاءة.

وأشار موسى الى ان العمل يحتاج دقه واداء عالي حتى يخرج المنتج بأعلى جودة، لافتاً الى ان العمل يتوزع على عدة اشخاص، بينهم مصمم، وشخصين للتجميع والتركيب.

وتاب يقول: " نقوم بتنفيذ التصميمات على الكمبيوتر، بحيث يتناسب التصميم مع اسلاك النيون مع اليافطات، ثم بتم تركيب الاسلاك على الالواح بكل سهولة، ومن ثم وصلها بالإنارة بكهرباء بسيطة لا تستهلك طاقة، وغير مكلفة، ويمكنها ان تبقى لفترات طويلة دون تلف.

ولفت الى ان أي زبون يقوم باختيار التصميم والألوان التي يفضلها، ونحن نقوم بتنفيذها حسب الطلب، لافتا الى ان الألوان الأكثر طلبا هي الألوان الخفيفة كالأبيض و الزهري والاصفر والاحمر والاخضر كلها الوان جميلة ومبهجة.

وكما الكثير من الحرف، يواجه المواطن موسى العديد من التحديات، من بينها صعوبة الحصول على المواد الخام والأدوات اللازمة للعمل، لكنه اضطر للتغلب عليها من خلال البدائل المتوفرة في القطاع.

ويعيش سكان قطاع غزة أوضاعاً قاسية جداً، في ضوء تراجع الاهتمام الخارجي بالقطاع وازدياد معدّلات الفقر والبطالة وانعدام الأمن الغذائي.

وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإنّ 61.6 في المائة من سكان غزة، البالغ عددهم مليونَين و300 ألف نسمة، يعيشون حالة فقر، بسبب الحصار الإسرائيلي المشدّد المفروض على القطاع منذ منتصف عام 2007، في حين بلغت نسبة البطالة مع نهاية عام 2022 نحو 47 في المائة.