خبر مشعل: تحقيق التوافق رهن بوقف الحملات في الضفة.. وحماس: لأول مرة نشعر بالجدية المصرية

الساعة 05:00 ص|11 يونيو 2009

فلسطين اليوم-قسم المتابعة

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل لـ «الحياة» حرص حركته على إنجاح مساعي القاهرة لتحقيق مصالحة فلسطينية، لكنه قال إن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الانقسام ليس وارداً قبل «معالجة ما يجري في الضفة الغربية» من اعتقالات بحق كوادر «حماس».

 

وقال مشعل في مقابلة مع «الحياة» إن زيارته للقاهرة جاءت تلبية لدعوة من رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان، معتبراً أن هذه الدعوة «تعكس حرص مصر على تذليل كل العقبات التي تعترض الحوار الوطني الفلسطيني الذي ترعاه، وما يمكن أن يحول دون إبرام مصالحة». وأضاف: «نحن حريصون على المصالحة وعلى استرداد اللحمة الفلسطينية».

 

لكنه رأى أن «ممارسات الأجهزة الأمنية لحكومة سلام فياض في الضفة تحت مظلة السيد محمود عباس وتحت إشراف الجنرال (الأميركي المكلف الإشراف على تطبيق الالتزامات الأمنية في خريطة الطريق كيث دايتون) هي العقبة الكأداء التي تعيق تحقيق المصالحة وتعطل الجهود المصرية... ولا يمكن السكوت على هذا الأمر». وأضاف أن «أحد وجوه هذه الحملة التي تجرم المقاومة ينطلق تحت ذريعة تنفيذ بنود خريطة الطريق، وهذا الأمر مرفوض تماماً من حيث المبدأ لأن حق مقاومة الاحتلال لا يجوز بأي حال إخضاعه لأي التزامات مع العدو الإسرائيلي... ولا يعقل أن تطبق السلطة الالتزامات التي عليها بينما إسرائيل لا تلتزم الاستحقاقات التي وقعتها».

 

واعتبر أن «الأجهزة الأمنية في الضفة لا تستهدف المقاومة بما فيها كتائب شهداء الأقصى فقط، لكنها أيضاً تقوم بحملة شاملة على حماس، على بنيتها التنظيمية والعسكرية، حتى أنهم يلاحقون أموال الأيتام والأسر». وأشار إلى أن «ما يجري هو محاولة لاستئصال جذور الحركة، لذلك نؤكد ضرورة معالجة هذه العقبة ووضع حل حاسم لها حرصاً على الحوار، وإلا فإنها ستعطل المصالحة».

 

ورأى أن «حماس» تتعامل بـ «إيجابية عالية مع الجهود المصرية»، وقال: «نتجاوب وسنتجاوب مع الجهود المصرية الساعية لإنجاح الحوار»، لكنه لفت إلى «إصرار الطرف الآخر على التصعيد واستهداف المقاومة». وسُئل عن كيفية معالجة عقدة الحكومة وبرنامجها، فأجاب: «المهم أن تذلل العقبة الحالية في الضفة». وأضاف أن «معالجة هذه المسألة من شأنها أن تخلق أجواء إيجابية يمكن من خلالها تسوية الخلافات وأن نستطيع تحقيق التوافق».

 

ولفت إلى أن الوزير سليمان «تفهم موقف الحركة بوضوح، وقال إنهم سيساعدون على تذليل هذه العقبة وسيتدخلون من أجل تحقيق ذلك». وأشار إلى «ضرورة بدء اللجان التي تم الاتفاق على تشكيلها في جلسات الحوار السابق عملها». وقال: «يجب على اللجنتين المعنيتين بالملفين الأمني والمعتقلين في الضفة وغزة أن تبدآ فوراً في العمل... معالجة مسألة ممارسات السلطة في الضفة هي معيار النجاح لعمل هذه اللجان وللحوار ككل».

 

وعما إذا كان هناك طرح أميركي جديد لتسوية النزاع العربي - الإسرائيلي خلال عامين، أجاب: «ليس هناك شيء محدد، لكن هناك نقطتين يدور الحديث عنهما، وهما حل الدولتين وضرورة وقف الاستيطان، ونحن من جانبنا سنراقب التحرك الأميركي وكيف ستتعامل الإدارة الأميركية مع الإسرائيليين في هاتين القضيتين وهل سيضغط الأميركيون على الإسرائيليين الذين لا يزالون يصرّون على الاستمرار في بناء المستوطنات».

 

وأشار إلى أن الطرح الأميركي كان أحد عناوين المحادثات بين وفد «حماس» والوزير سليمان، وقال: «تحدثنا عن السياسة الأميركية في عهد (الرئيس باراك) أوباما وزيارة الوزير سليمان الأخيرة إلى واشنطن ولقاءاته مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية واتفقنا على أنه بالفعل هناك لغة جديدة، لكن نحن ننتظر تغييراً في السياسات على الأرض».

 

وأكد حرص حركته على التعاطي مع «أي فرصة حقيقية»، وقال: «سنتعامل مع أي فرصة حقيقية وأي جهد إقليمي أو دولي ينهي الاحتلال ويحقق قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967، ويعيد إلى الشعب الفلسطيني حقوقه ويعترف بحقه في العودة... سنتعامل مع هذا الطرح بجدية وإيجابية».

 

وشدد على أن «الدولة الفلسطينية التي نقبل بها هي دولة كاملة السيادة براً وبحراً جواً، وليست دولة منقوصة أو حكماً ذاتياً». وأضاف: «نريد دولة مثل سائر الدول في العالم... أقل من ذلك لا يمكن القبول به... نحن الفلسطينيين الذين نحسم الأمور، وليس نتانياهو. ولن نقبل إلا بما يرضينا، وهو تحرير الأرض ودولة ذات سيادة حقيقية».

 

وعما إذا كان في نيته الإعلان قريباً عن استراتيجية جديدة للحركة، قال إن «هناك جهوداً حقيقية إقليمية ودولية تبذل لحل القضية، والحركة في كل مرحلة لها رؤيتها طبقاً لهذه المرحلة وما يلائمها، لكن حتى الآن ليس هناك تغير حقيقي ملموس على الأرض يستدعي تغيير استراتيجية الحركة».

 

ورداً على سؤال عن كيفية معالجة عقدة تشكيل حكومة الوحدة وموقفها من الاتفاقات السابقة، قال: «لا أريد الخوض في التفاصيل، وما يجري في حواراتنا المغلقة واجتماعاتنا مع الوزير سليمان لا نتحدث عن تفاصيله عبر الإعلام».

 

وسألته «الحياة» عما إذا كانت حركته مستعدة للتنازل عن السيطرة على غزة في حال خسرت الانتخابات فيها، فأجاب: «غزة ليست ملكاً لحماس، والضفة ليست ملكاً لفتح. ولا أحد يأخذ قطعة ويذهب بها بعيداً عن شعبه... نحن ارتضينا اللعبة الديموقراطية ونحترم الانتخابات النزيهة، ولدينا ثقة في أنفسنا، ودائماً نحتكم إلى الشعب الفلسطيني فهو شعب واع، وحماس تدرك جيداً رصيدها الحقيقي لديه». وأضاف أن «نتائج الانتخابات لا تعني أن يقصى الآخر، فهذا أمر لا نقبل به. نريد شراكة وتعاوناً وتعاملاً سوياً سواء في إطار السلطة أو المنظمة».

 

وشدد على ضرورة عدم الربط بين الحوار وإعادة إعمار غزة، محذراً من «انعكاسات سلبية لاستمرار تأخير إعادة الإعمار على الوضع الفلسطيني في شكل عام... إعادة الإعمار من الضرورات وحاجة ملحة لشعبنا ينبغي ألا تؤخر».

 

من جهة ثانية اعلنت حركة حماس امس انها تلقت 'تطمينات' من قبل مصر تضمن الضغط على السلطة الفلسطينية في رام الله، لوقف ملاحقة نشطاء الحركة هناك، وذكرت ان لجنة امنية مصرية ستصل الضفة لضمان تنفيذ الوعد، في وقت قالت فيه فتح ان وصول الوفد الامني يحتاج الى توقيع اتفاق ينهي الخلاف، واقامت شخصيات مستقلة في غزة خيمة اعتصام لدعم جهود مصر الرامية لانهاء الخلاف.

 

وقال فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس لـ 'القدس العربي' ان وفد حركته القيادي الذي التقى اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية 'سمع لغة مصرية جديدة وقوية للضغط على ابو مازن وحركة فتح، لانهاء الخلاف الداخلي'.

 

وذكر ان مصر طلبت من وفد حماس العودة مجددا لاستئناف الحوار، مشيرا الى ان حماس تنتظر نتائج ملموسة من فتح على الارض، قبل اعطاء رد نهائي.

واعرب برهوم عن امله في ان ينتهي الخلاف الفلسطيني بتوقيع اتفاق نهائي الشهر المقبل، لكنه قال ان الامر 'منوط بتجاوب حركة فتح مع الجهود المصرية'.

 

واضاف 'نحن في حماس سننتظر حتى يتم ذلك'، مشيرا الى ان حماس طلبت من مصر انهاء قضية الاعتقالات التي تطول ناشطيها في الضفة، مؤكدا انه لا يمكن الوصول الى اتفاق دون انهاء هذا الملف.

 

وكشف برهوم انه تم خلال اللقاء الاتفاق على 'تفعيل اللجنة الميدانية بين فتح وحماس، في الضفة وغزة باشراف مصري'، لافتا الى ان حماس 'لا تمانع في وصول وفد امني مصري الى غزة لمتابعة هذا الامر، حتى ينتهي ملف الاعتقالات السياسية'.

 

وقال ان حماس تعتبر قدوم وفد امني مصري لغزة 'بداية علاقات طيبة مع حماس'، لكنه قال ان مصر لم تطرح على حماس لغاية اللحظة ارسال هذا الوفد.

 

كما كشف برهوم عن قيام المسؤولين المصريين بوضع ترتيبات جديدة لاستئناف الحوار، وقال انه حال بدء تنفيذ هذه الترتيبات ستتم دعوة اللجان الخمس التي تبحث ملفات الخلاف للاجتماع في القاهرة، وتوقع ايضا برهوم ان يتم عقد لقاءات ثنائية مع فتح قبل انتهاء الشهر الجاري.

.

وفي السياق قال علي بركة المسؤول السياسي لحركة حماس في لبنان ان حركته تلقت طرحا مصريا جديدا خلال لقاء مشعل باللواء سليمان، وبحسب المسؤول في حماس فقد قال في تصريحات نقلها موقع للحركة ان الجانب المصري 'سيعمل وفق الطرح الذي عرضه امام وفد الحركة على اجراءات وترتيبات تضغط على رام الله لوقف اعمالها ضد حماس بالضفة'، وذكر ان مصر ستشكل لجنة امنية وترسلها الى الضفة لضمان خلو السجون من المعتقلين السياسيين.

واوضح بركة ان الجانب المصري 'اكد على الجانب العملي لوعوده لوفد حركة حماس بشان اللجان الامنية والترتيبات التي تمنع ملاحقة المطلوبين'.

 

واشار بركة الى ان الحوار الفلسطيني الداخلي 'سيستمر اذا ما صدقت مصر في ما طرحته على الطاولة امام وفد حماس القيادي' .

وذكر بركة ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يمكن ان يرفض الوعد المصري، وقال ان وفد حماس طلب 'تحميل عباس المسؤولية الكاملة اذا ما رفض الطرح المصري الجديد'، لافتا الى ان الجانب المصري 'وافق على ذلك'.

 

وبحسب المسؤول في حماس فقد ذكر ان حركته احست للمرة الاولى عقب لقاء مشعل سليمان ان الجانب المصري 'جاد في تحقيق المصالحة الفلسطينية'.

 

واضاف القيادي في حماس: 'نحن نتوقع في حركة حماس اذا جرى تطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة مع الاخ خالد مشعل عمليا فان توقيع الاتفاق على الوفاق الوطني والحوار الفلسطيني بين فتح وحماس سيكون في تموز (يوليو) المقبل كما هو مقرر'.