لم يكن سهلاً بأن يرحل محبوب العائلة، لكنها سُنة الحياة ولأن الشهداء يرحلون بأجسادهم لكن حكاياتهم المشرفة تبقى خالدة في قلوب الجميع، تماماً كحكاية الشهيد القائد سلامة محارب عابد الذي بات يتحدث عنه الصغير قبل الكبير بعد رحيله.
"خفيف الظل وبشوش الوجه، مبتسم دائماً، رغم ظروف الحياة القاسية، كاتم السر وحافظ وصية الشهداء رفاق دربه".. هكذا استهل طارق شقيق الشهيد القائد سلامة عابد حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" عن مناقب أخيه القائد الذي استشهد في قصف صهيوني غادر لشقة سكنية كان يتواجد بها برفقة القائد الكبير تيسير الجعبري قبل عام.
وأضاف طارق: " كان سلامة صاحب خُلق عظيم ملازماً لصلاة الفجر في المسجد، أخ حنون وصديق وفي للجميع يقف بجانبهم سنداً وعوناً لهم"
وعن الوجه الآخر للشهيد القائد سلامة عابد، قال طارق:" كان نبيل بمعنى الكلمة ويساعد الجميع مادياً ومعنوياً ويقف في أفراحهم وأحزانهم"
وعن عمله الجهادي قال طارق:" التحق منذ نعومة أظافره في صفوف حركة الجهاد الإسلامي، نشط في الجماعة الإسلامية والعمل الطلابي داخل الجامعات"
وأضاف " في عام 2000 خلال انتفاضة الأقصى تعرض لإصابة في رقبته، ومن ثم تعرض لإصابة خطيرة مكث على إثرها 8 أشهر داخل العناية المركزة خلال تصديه لاجتياح في حي الشجاعية 2004، ومن ثم تعرض لمحاولة اغتيال مع الشهيد بهاء أبو العطا وتيسير الجعبري خلال حرب 2014 "
وتابع طارق حديثه: " تدرج بالعمل العسكري وأصبح رفيقاً للشهداء والقادة العِظام وكاتم سرهم وحافظ وصيتهم فكان اليد اليمنى للشهيد القائد بهاء أبو العطا، ومن بعد استشهاده أصبح معاوناً للقائد تيسير الجعبري"
وعن نبأ استشهاده، تمتم طارق بكلمات الحمد بقضاء الله وقدره" كنا نتوقع في أي لحظة استشهاده لكنها صدمة كبيرة حلَت علينا، لم أستوعب خبر استشهاده إلا بعد أن ورى الثرى أدركت رحيله، لكن عزاؤنا الوحيد إنه نال ما طلب"
بينما قالت زوجة الشهيد سلامة عابد أم عمر لمراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية بنبرة حزن" كنت أتصفح مواقع الأخبار فإذا بخبر عاجل استهداف شقه سكنيه ببرج فلسطين، أصابني شعور إنه يكون هو المستهدف فتضاربت الأخبار باستشهاد تسير الجعبري فقلت في نفسي إذا استشهد القائد تيسير يكون هو أيضا استشهد".
وعن آخر المواقف التي جمعتهم، قالت أم عمر" قبل استشهاده بساعة فقط اتصل علينا واطمئن علي أبناءه وقال لهم سآتي المغرب إن شاء الله فجاء كما وعد أولاده لكن كان محمولاً على الأكتاف شهيداً"
عن وصيته قالت أم عمر: "أوصانا أن نربي أبناءه على حب الوطن والجهاد والشهادة وأن نسير علي درب الشهداء".
وقد شنت طائرات الاحتلال تصعيدًا عسكريًا يوم الجمعة 5 أغسطس 2022 على قطاع غزة استمر لمدة 3 أيام بين حركة الجهاد الإسلامي وجيش الاحتلال الإسرائيلي عقب غدر الاحتلال باغتيال قائد المنطقة الشمالية لسرايا القدس الشهيد تيسير الجعبري والقائد سلامة عابد، ما دفع سرايا القدس للرد على الجريمة وأطلقت على المعركة اسم "وحدة الساحات".
وزفت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ثلّة مكونة من 12 قمراً من القادة والمجاهدين الميامين الذين قدّموا أرواحهم ووقفوا في وجه العربدة الصهيونية وارتقوا خلال معركة (وحدة الساحات)، كان أبرزهم القائد الكبير تيسير الجعبري، مسؤول المنطقة الشمالية، والقائد الكبير خالد منصور مسؤول المنطقة الجنوبية.