الشهيد يوسف قدوم لحق بركب والده الشهيد بعد 21 عاماً !

فلسطين اليوم

فايز قدوم عم الشهيد يوسف قدوم أحد مجاهدي سرايا القدس الذين استشهدوا في معركة "وحدة الساحات"، الذي يعتبر بمثابة والد الشهيد يوسف، فوالده شهيد سابق من الاحتلال، بدأ حديثه لـ"فلسطين اليوم" بالحمد والثناء لله عز وجل على مصابهم الجلل باستشهاد ابن أخيه يوسف.

وقال قدوم في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "كان يوسف من الشباب الملتزم وذوي الأخلاق الرفيعة وكان كذلك من أشد الملتزمين بالصلاة في المسجد، موضحاً أن جميع أصدقائه في الحي والمقربين منه يشهدون له أنه كان مواظباً على الصلوات وصلاة الفجر خصوصاً".

وأضاف: "لقد اصطفى الله يوسف شهيداً مستشهداً بقوله تعالى "ويصطفي منكم شهداء"، مبيناً أن الله دائماً يصطفي خيرة الشباب لأنهم أفضل منا التزاماً، ولا يوجد أفضل من هكذا اصطفاء رباني بكرامة الشهادة".

وتابع عم الشهيد يوسف قدوم: "كان يوسف أغلب وقته مخصصاً لخدمة المسجد بجوار بيتهم، مشيراً إلى أن ما يلهمهم الصبر والسلوان على فراقه أن يوسف ذهب لمكان أفضل منا جميعاً وهو الجنة".

وأوضح قدوم أن العائلة تلقت نبأ استشهاد يوسف بشكل مفاجئ لأن الاحتلال قام بشكل غادر باستهداف كافة الشهداء ومنهم الشهيد يوسف قدوم والشهيد القائد تيسير الجعبري بشكل مباغت.

وقال: "لم يكن هناك أي تصعيد في حينها من قبل المقاومة في غزة بل الاحتلال هو الذي بدأ باستهداف حركة الجهاد الإسلامي ومقاوميها في غزة، مبيناً أن هذا الأمر وهو الغدر هو طبيعة قذرة لدى الاحتلال وتعودنا عليها".

وأضاف: ما اتذكره لحظة لقائي بالشهيد وإنهاء بعض الأمور الخلافيه بيننا..و"لم تمضِ دقائق من حديث صديقي لي حتى بدأ القصف الجوي من الاحتلال، فتفاجأت بعد ساعة بخبر استهداف يوسف واستشهاده على الفور".

وتابع قدوم: "حينما استذكر هذا الموقف الأخير أشعر بشيء يرفع معنوياتي للأمام، وأن هذه علامات من رب العالمين بأن الله راضٍ عن هذا الشاب "يوسف".

وعن عمله العسكري، أردف قائلاً: "لم أكن أعلم الكثير عن طبيعة عمله العسكري فقد كان كتوماً وما كنت فقط أعرف أنه كان ينتمي لحركة الجهاد الإسلامي، مشيراً إلى أنه تأثر كثيراً بعمه الشهيد مؤمن قدوم الذي استشهد مع الشهيد القائد بهاء أبو العطا عام 2019.

الجدير ذكره أنه والده سليمان قدوم استُشهد في عام 2002م خلال مشاركته في عملية اقتحام مشتركة لمغتصبة "نتساريم" -سابقًا- جنوب مدينة غزة، في محاولة لأسر جندي صهيوني، فاستُشهدوا جميعاً، بعد أن قتلوا ثلاثة جنود صهاينة وأصابوا عدداً آخر.

ويُشار إلى أنه شن جيش الاحتلال عدوانا على قطاع غزة بضربة متزامنة ومباغتة استهدفت قائد المنطقة الشمالية لسرايا القدس الشهيد القائد تيسير الجعبري، وعدد من الشهداء الآخرين برفقته وفي المواقع الأخرى المستهدفة، فيما ردت سرايا القدس على العدوان بمعركة "وحدة الساحات" أطلقت خلالها أكثر من 1000 صاروخ استهدفت بها العديد من مدن الغلاف وجنوب الكيان وتل أبيب.