عائلة الشهيد خالد منصور... قصص عطائه فاجأتنا بعد الشهادة وهذا ما فعلهُ في أسماء أبنائه!

الساعة 09:20 ص|05 أغسطس 2023

فلسطين اليوم

"تمر اليوم علينا ذكرى استشهاد والدي ونحن نفتقد الإنسان الذي كان سنداَ لجميع أفراد العائلة والحي " بهذه الكلمات بدأ منصور نجل الشهيد القائد خالد منصور بذكر مناقب والده القائد الشهيد لوكالة فلسطين اليوم الإخبارية، بعد مرور عام على استشهاده في قصف غادر له خلال معركة وحدة الساحات.

في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد خالد منصور استذكر نجل الشهيد منصور اللحظات الأخيرة التي جمعته بوالده بنبرة شوق قال:" كان غائباً عن البيت أسبوعاً بسبب الوضع الأمني وأول ما شفناه قمت أنا وإخواني وحضناه، وقعد يلعب مع إخوتي سعيد وعرفات"

وأضاف منصور "كانت فرحته مش واسعة الدنيا بنجاح أختي في الثانوية العامة وحصولها على معدل 81% "

 

الزوج والأب الحنون

 

وفي حوار خاص مع عائلة الشهيد خالد منصور استهلت زوجته أم راغب بالقول:" مش بس احنا خسرناه فلسطين كلها خسرته، كان قائد ذو عقلية فذة يعمل على تطوير عمله باستمرار وحريص جداً عليه"

وأضافت أم راغب " كان أباً حنوناً وزوجاً رائعاً وكريماً جداً وأخاً حكيماً رغم صغر سنه بين إخوانه إلا أنه كان الأخ الحاضن للجميع"

وتابعت أم راغب حديثها" كان حنوناً جداً يلعب مع أطفاله كأنه طفل مثلهم، وكان رقيق القلب عند تزويج ابنته الأولى بكى بكاءً شديداً عند خروجها من المنزل مع زوجها"

وأضافت أم راغب حديثها " كان حريصاً جداً في بداية الفصل الدراسي بتوصيل أبنائه للمدارس مع توصيتهم بالدراسة بالرغم من انشغالاته.

 

القائد الإنسان

 

وعن مواقفه الإنسانية، قالت أم راغب:" كان أبو الراغب أباً لكافة أبناء الحي يعمل على مساعدتهم في متطلباتهم وحل مشاكلهم"

وأضافت أم راغب "كان يخصص حصة من راتبه الشهري للفقراء والمحتاجين، ويقوم بشكل دوريعلى  إغلاق الديون المتراكمة عليهم في الصيدليات"

تابعت أم راغب:" بعد استشهاده يتردد علينا بعض الأشخاص لإخبارنا عن الأعمال الخيرية التي كان يقدمها الشهيد خالد منصور، مضيفة سنكون دائماً على نهج الشهيد خالد الذي أوصانا به وتقديم المساعدات للفقراء والمساكين"

بينما قال منصور " يقوم والدي في شهر رمضان المبارك من كل عام بتلبية احتياجات كافة أبناء الحي ويقدم لهم المعونة، كما كان يقدم عيدية في الأعياد ونحن اليوم نسير على نهجه في العطاء"

 

استجابة الله لدعاء الشهيد خالد

 

وقال منصور " كان والدي يغيب فترات طويلة عن البيت بحكم عمله الجهادي متنقلاً من مكان إلى آخر على نحو سري خشية علينا، ويقوم بين الفينة والأخرى بإرسال رسائل مع أشخاص مختلفين في كل مرة لدواعٍ أمنية وحفاظاً على أرواح المجاهدين"

وتابع منصور حديثه " تعرض والدي لعدة اغتيالات منذ عام 2000 وحتى استشهاده حيث كان الاحتلال يقوم بقصف أماكن تواجده لكن كان ينجو من الاغتيالات ويتعرض لإصابات طفيفة كان أبرزها حرب 2014 حيث قصف عمارة كان يوجَد بها"

وعن نبأ استشهاد الشهيد خالد منصور قالت أم راغب" لم نتوقع استشهاده هذه المرة بالرغم من أن هناك عدة محاولات اغتيال تعرض لها، حيث كنا في منطقة معزولة لم يكن معنا أي وسيلة اتصال ما عدا هاتف صغير نستمع عبره للأخبار المتداولة على الإذاعة وعند صلاة الفجر جاء نبأ الاستشهاد فسارعنا بالنزول لبيت الجيران حتى نتأكد من الخبر"

وبنبرة حزينة تابعت أم راغب حديثها " كانت صدمة كبيرة لنا، لكن هذا ما تمنى فكان دائماً يطلب منا الدعاء له " اللهم شهادة في سبيلك، اللهم أشلاء في سبيلك" فكنت أعترض عليه بعدم دعاء أن يستشهد أشلاء فقال لا، أريد أن أكون أشلاء في سبيل الله، أريد جسدي الذي جاهد وقاوم أيضاً أن يستشهد أشلاءً في سبيل الله"

وتمتمت أم راغب بكلمات الحمد والرضا بقضاء الله وقالت "الحمد لله، الله استجاب لدعاء الشهيد خالد ونال ما طلب استشهد وقُطع جسده أشلاء في سبيل الله"

 

خالد يولد من جديد

 

من شدة حبه للشهداء ولأنهم لا يموتون بل يزهرون في حياتهم وبعد موتهم، اتخذ الشهيد القائد خالد منصور من أسماء الشهداء القادة العِظام أسماءً لأبنائه حتى نال ابنه الأصغر اسمه بعد استشهاده.

قالت أم راغب:" كان دائماً يطلق على أسماء أبنائه أسماء أصدقائه الشهداء " رامي سلامة، عرفات مرشد، محمد أبو نعمة" حتى قبل استشهاده بفترة قصيرة كان يختار اسماً لابنه الجديد لكن قدر الله أن يحمل هذا الطفل اسم شهيد وليس أي شهيد بل والده"

 وعن شعورهم بولادة الطفل خالد، قالت أم راغب:" ولادته فرحة منقوصة تحمل غصة كبيرة، كان نفسنا يكون أبوه موجوداً وهو الذي يسميه"

وأضافت أم راغب:" احنا مبسوطين فيه كتير هو مدلل العائلة واسم ممتد لسيرة أبيه وجهاده"

 

وصية قائد

 

وعن أمنيات الشهيد خالد منصور، قالت:" كان يتمنى أن يرى أبناءه في أعلى المراتب العلمية والعملية حافظين لكتاب الله، وكذلك كان يتمنى أن تتوحد صفوف المقاومة والعمل بخندق واحد لمحاربة الاحتلال الصهيوني ودحره عن أرضنا"

وبدوره قال منصور " تمنى والدي دوماً أن يقوم بتحرير الأسرى والمقدسات، وأن ينال الشهادة فداءً للوطن حيث كان يردد دائماً مقولته "الموت أو الشهادة في سبيل الله دفاعاً عن الوطن هو موتٌ رائعٌ وخلودٌ أروعٌ، وأن يقضي الإنسان نحبه على هذه الطريق هو الفوز الكبير".

 وعن وصيته قالت أم راغب " كان دوماً يوصينا بتقوى الله وعدم إغلاق بابه أمام الفقراء والمحتاجين وأن يحافظ أبناءه حتى لو قتلوا جميعهم على نهجه في الجهاد والمقاومة"

وأضافت أم راغب " كان يردد دائماً لأولاده الجهاد ثم الجهاد ثم الجهاد، لا تخافوا من الجهاد ويجب أن تخلصوه لله وتضعوا أمامكم هدف تحرير الأقصى".

ووجهت أم راغب رسالة إلى المقاومة " سيروا على نفس درب الشهيد خالد منصور داعية الله لهم الحفظ والسداد وأن يجعل تحرير الأقصى على أيديهم"

وختم منصور حديثه قائلاً " أنا وإخواني سوف نسير على درب أبي كما أوصانا محافظين على نهج المقاومة حافظين لكتاب الله، موجهاً رسالة إلى المقاومة" نشد على أياديكم ونوصيكم بالسير على درب القادة حتى تحرير الأقصى والأسرى".

وقد استشهد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد منصور  عضو المجلس العسكري لسرايا القدس وقائد المنطقة الجنوبية  جراء غارة إسرائيلية استهدفته بمدينة رفح جنوب قطاع غزة في 6 أغسطس /2022 برفقة الشهداء القادة زياد المدلل ورأفت الزاملي خلال معركة وحدة الساحات

وبدأ العدوان الإسرائيلي على القطاع قبيل عصر الجمعة 5 /8/ 2022 باغتيال غادر لقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس الشهيد تيسير الجعبري والشهيد القائد سلامة عابد.

وبدورها أعلنت سرايا القدس الرد على عملية الاغتيال الغادرة لقائد المنطقة الشمالية ومعاونه بمعركة " وحدة الساحات" والتي استمرت لـ50 ساعة متواصلة قصفت سرايا القدس المدن الفلسطينية المحتلة بنحو" 1000 صاروخ".

كلمات دلالية