تحليل "وحدة الساحات".. معركة فاصلة حسمتها "سرايا القدس" فكان لها ما بعدها !

الساعة 08:49 ص|05 أغسطس 2023

فلسطين اليوم

عام تلو عام تثبت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قدرتها على الاستمرار في مواجهة العدو الصهيوني ومشاغلته وتلقينه درساً جديداً ، إلا أن معركة الساحات التي خاضتها قبل عام من اليوم، كان كفيلة لأن تثبت "سرايا القدس" أنها قادرة على مواجهة أي مخططات لتفكيك وفصل الساحات بعضها عن بعض أو الاستفراد بساحة دون غيرها.

أكثر من 50 ساعة متواصلة، استطاعت فيها سرايا القدس، أن ترد على الجرائم التي اقترفتها "إسرائيل"، بعد أن تمكنت من شل حركة الكيان الصهيوني بأكمله، وخاضت معركة "وحدة الساحات"، فضربت مستوطنات غلاف غزة حتى "تل أبيب" بأكثر من 1000 صاروخ وقذيفة، لتقف "إسرائيل" مذعورة أمام معادلات الردع والرعب التي تثبتها "السرايا.

رامز الحلبي المحلل والمختص بالشأن "الإسرائيلي"، أكد أن وحدة الساحات معركة فاصلة مع العدو الصهيوني ليست فقط بإنجازاتها العسكرية والأمنية، بل بما أنجزته من وحدة حقيقية وجد الجميع أثرها بعد فترة ما بين وحدة الساحة في الأراضي المحتلة، ووحدة المقاومة في غزة ثم في الضفة المحتلة.

وأكد في حديث لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن بعد المعركة التي قدمت فيها سرايا القدس خيرة قياداتها استطاعت تلك الدماء الطاهرة أن تكون وقوداً، ونبراساً أشعل فتيل المواجهة في الضفة المحتلة، على إثرها تم إنشاء كتيبة جنين وأخواتها ثم توسعت هذه الكتائب العسكرية التابعة لسرايا القدس لتغطي معظم الضفة المحتلة.

واعتبر الحلبي، أن هذا كان أكبر أعظم انجاز على إثر معركة وحدة الساحات، حيث تجاوز الأمر من البعد المحلي إلى البعد الاقليمي، ووجد الجميع في معركة ثأر الأحرار استعداداً ليس معنوياً فقط عند أكثر ذراع من أذرع المقاومة الأكثر أهمية وهو حزب الله، حيث أعلن السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، أن لديه الاستعداد أن يخوض المعركة كتفاً بكتف مع حركة الجهاد الإسلامي في معركة ثأر الأحرار.

وقال الحلبي:" هكذا انتقلت فكرة وحدة الساحات من الأرض المحتلة ومن التقاء البنادق في غزة والضفة المحتلة، إلى بنادق لبنان ثم يمكن أن تتسع "

وأضاف :" ربما أخطر ما في المسألة، كل محور المقاومة والمهتمين الحلفاء والمحبين للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، أصبحوا يتكلمون في المصطلح الذي أنتجته حركة الجهاد الإسلامي على المستوى الفكري ثم كان لهذا الانتاج مفاعيل على أرض الواقع."

وأشاد الحلبي، بالمعركة الإعلامية التي سبقت "وحدة الساحات"، لافتاً إلى أن هناك تقدم وتطور عسكري وأمني لدى المقاومة عموماً، ولدى الجهاد الإسلامي تحديداً فسبق "وحدة الساحات"، حالة استنفار عالية ثم تجددت حالة الاستنفار في معركة "ثأر الأحرار"، استطاعت الجهاد الإسلامي، من خلالها أن تشل حركة الكيان الصهيوني من مطارات ومدارس وكذلك مستوطنيه، وكل ما في دولة الاحتلال تم إعطابه وشُل شللاً تاماً.

وأشار إلى أن هذه الحالة من حالات المقاومة والفعل الذي تقوم به حركة الجهاد فعل يُسجل لها كإنجاز من الانجازات المهمة للمقاومة بمقدرتها على شل حركة الكيان في أي وقت تريد، وأي زمن تريد .

أما أداء سرايا القدس خلال معركة الساحات، فأوضح الحلبي، أن حركة الجهاد قدمت فعلاً جهادياً مميزاً خاصةً كونها تجربة قد تكون عزيزة وقليلة أن يتقدم فصيل فلسطيني مقاتل وحده وينزل الميدان وحده ويواجه العدو الصهيوني بكل مايملك من ترسانة، وبما يمتلك من تكنولوجيا متطورة وأدوات رعب كفيلة أن تجهض أي محاولة في وجهه.

وأكد الحلبي، أنه من خلال وحدة الساحات التي برزت وأبرزت فيها الجهاد مقدرة الفلسطيني، وخصوصاً "سرايا القدس" التي استطاعت أن تواجه دولة الاحتلال لتؤكد أن الوحش الصهيوني ما هو إلا وحش من غبار، كما قال مهندس نفق الحربة محمود العارضة، وأن هذا الجيش الذي روج له عبر عقود طويلة استطاع فصيل مقاومة فلسطيني أن يواجهه ويسجل له ضربات ويرجع لقواعده ويعيد عليه الكرة بشكل أكبر في أقل من عام في ثأر الأحرار. 

واستذكر الحلبي، الشهيدين القائدين تيسير الجعبري وخالد منصور الذين اغتيلا في معركة وحدة الساحات، مؤكداً أن العدو الصهيوني راهن أنه باغتيال القادة العظام يستطيع أن يفت عضد حركة الجهاد الإسلامي ويكسره،  ولكن بفضل الله فإن الحالة العسكرية التي يتمتع بها الجهاد الإسلامي بعد هذه الفترة، باتت لديه أقرب إلى مؤسسة عسكرية لا تتأثر كثيراً على المستوى العملياتي باغتيال القادة، فبعد القائد هناك من ينوب عن القائد كنائب أول وثاني، فهي منظومة عسكرية قائمة كاملة متكاملة تستطيع أن تؤدي دوها، وهو ما رأيناه في "ثأر الأحرار" لن يؤثر على الإطلاق.

واعتبر الحلبي، أن غياب القادة وما يتركونه في نفوس محبيه، يتحول إلى طاقة ايجابية يزيد من بأس المقاتلين، ووحدتهم وترابطهم وابداعهم القتالي في الميدان.

وتحدث الحلبي عن أحد مخرجات معركة وحدة الساحات وهو التأكيد على ثوابت الحركة، مؤكداً أن ثوابت القضية الفلسطينية لا تتغير في حركة الجهاد الإسلامي، فالقدس وعدم تدنيسها واللاجئين والأسرى، المقاومة والمشاغلة والاشتباك الدائم مع العدو استراتيجية ثابتة لدى الحركة لا تتغير بالزمان والمكان، فلم تصمت الحركة على مواجهة الأسرى للموت في سجون العدو الصهيوني، فكان لها موقف يكتب البارود والنار عنوانه الدفاع عن الأسرى والقدس والمسرى.

وقال :" ستخوض حركة الجهاد الإسلامي غيرها من المعارك لنفس الأسباب دون اعتبار لشروط وظروف يحاول الاحتلال فرضها على الجهاد."

وشدد على أن الاحتلال أمام وحدة ساحات حقيقية، بعد أن تم اجهاض المقاومة في الضفة المحتلة عام 2007 حتى عام 2021، استطاعت المقاومة أن تُفعلها وتشعلها، فنفخت الروح فيها، وبات الاحتلال يحسب لها ألف حساب.

وأكد الحلبي، أن "وحدة الساحات" تحولت من فكرة في الوجدان إلى عمل في الميدان وفعل مقاوم وموقف كامل متكامل، فأعظم ما أنتجته وحدة الساحات هو إحياء المقاومة في الضفة المحتلة.

 

 

 

كلمات دلالية