خبر السنوات العشر المتجهمة .. يديعوت

الساعة 08:29 ص|10 يونيو 2009

بقلم: سمدار بيري

جارتنا من الشرق تتزين بالصور الضخمة للزوجين الملكيين. طبول الاحتفال، دوائر الرقص، بحر من الكوفيات المخططة بالاحمر والابيض، وابل من برقيات التهنئة. فبالضبط قبل عشر سنوات انعش الامير عبدالله الثاني ملايين القلوب حين ابدى  التحية لصورة ابيه الراحل الملك حسين واقسم الولاء لتبني طريقه.

الحرارة انتهت منذئذ، ولكن لدى اسرة الامن والاستخبارات عندنا لا يوجد كلمة سيئة عن الطريق المتواصل. الاردن يواصل توفير الدم الاسرائيلي ومنع العمليات الارهابية وعلى ماذا يحصل بالمقابل؟ نحن سريعون في نثر الوعود، الخطط التي لا يحلم احد بتحقيقها، الارتجال السياسي الذي يثير القصر، ومن يتصفح السجل الملكي سيجد فيه عدد لا حصر له من خيبات الامل. لنستغل الاحتفالات بالعقد كي نكشف الفرص المهدورة من جانبنا:

1. الاردن هو فلسطين. تصريح دوري (قبل شهر، النائب آريه الداد)، يرمي الى بث روح الحياة في الحل المطلق. بين الحين والاخر يقفز الذكي الدوري عندنا، يقترح التمسك "بطبيعية" ضفتي نهر الاردن واقامة "دولة فلسطين". من يسيطر في هذه الدولة؟ لمن من المجدي له ان في الجبهة الداخلية الاسرائيلية يجلس زعيم فلسطيني قوي (خطير جدا) او ضعيف (اخطر بكثير)؟  فلربما نحمل عبدالله في مروحية وننزله في رام الله.

2.تأشيرات الى اسرائيل. لنفترض انك رجل اعمال اردني غير عقلاني تقرر البحث عن الفرص. لنفترض ايضا انك تلقيت دعوة من زميل اسرائيلي يحلم ببيع البضائع في الاردن، في العراق او في الخليج الفارسي. اولا، هات الى السفارة الاسرائيلية في عمان بوثيقة عن تاريخ ابائك واجدادك. قف في طابور طويل، واحرص على ان تكون اربعين فما فوق واكشف تفاصيل حسابك البنكي. وعندها؟ اجلس وانتظر، وبشكل عام لن تحصل على التأشيرة. قائمة الشخصيات الهامة الذين يحظون بالتأشيرة تتقلص ببخل. والقرار يؤخذ على مسافة عشرات الكيلومترات – في مقر المخابرات الاسرائيلية في تل أبيب.

3.العقبة – ايلات. حلم رائع لتحقق السلام الحقيقي بعيدا عن اعداء التطبيع، والذي تحطم على صخور البيروقراطية عندنا. شكلوا لجنة مشتركة، اطلقوا خططا لفتح قنصليات في الجانبين، حظوا بمباركة الملك. اين الممثليات؟ عميقا في الجارور. ماذا يحصل على الارض؟ العقبة تزدهر، ايلات تراوح في المكان تتابع بحسد طوفان الاستثمارات والفنادق التي تجتذب السياح. كل هذا كان يمكنه أن يكون عندنا ايضا.

4.مطار مشترك. في المعارض الدولية شوشوا عقول الوكلاء، وعدوا بالرحلات المكوكية بين البتراء، البحر الميت، العقبة وايلات عبر مهبط مشترك. اين المهبط؟ لماذا لا ينقلون المطار الصغير، العالق كالشوكة في حلق ايلات؟

5.تعاون طبي. لنفترض أن طفلا اردنا، وكانت هناك مئات الحالات كهذه، احتاج الى العلاج في مستشفى اسرائيلي. لا مشكلة. تزود برسالة دعوة من ايخلوف، من هداسا او من شيبا وستكتشف انه مسموح لك السفر وحدك للنزول في مستشفى في مدينة اجنبية، لغة اجنبية، عالم آخر. ابوك وامك (حتى لو كان رئيس بلدية محترم) ولم يكتمل اربعين سنة، محظور عليه أن يرافقك. فقد يستغل الفرصة كي يبحث عن عمل ويختفي.

6.سلام كامل. الملك عبدالله تجند حتى اليأس لتسويق مبادرة السلام السعودية. فقد دعا على حسابه مئات الشخصيات الاسرائيلية العامة. مستشاروه عرضوا حلولا ذكية لتجاوز حق العودة والعقدة في القدس، ووعدوا بتسخين العلاقات. فعلى ماذا حصلوا؟ لا ابالية صاخبة اخل بها فقط القول: "هو بشكل عام ملك مؤقت، فماذا يجعله يقفز؟".

7.خالد مشعل. محاولة التصفية الفاشلة له وان كانت نفذت في عهد الملك حسين، الا ان عبدالله بقي مع الثمار الفجة. "الثلاثة الاشهر الاولى لولايته كانت هي الاصعب، بسبب نتنياهو"، فاجأ مؤخرا في مقابلة مع "التايمز" اللندنية. ومنذئذ يتواصل التصدي في سبيل الهدوء والاستقرار في المملكة. وبدلا من جعله المبعوث السري للعالم العربي يورطونه مع الجيران.

8.مياه الشرب. المياه التي التزمت اسرائيل بنقلها الى الاردن، حسب اتفاق السلام، اصبحت وسيلة ابتزاز سياسية. قناة البحرين دفنت حية باحتقار. وزراء عندنا يأتون ويذهبون، ولكل واحد "اختراع" اردني. يرتجلون، ثم ينسون.

بصدق وصراحة: لو كنتم مكان الملك عبدالله، ماذا كنتم تفكرون عنا؟.