وسط صمت عربي مُريب

اقتحامات المستوطنين الأقصى تجاوزت الحدود بعدما أمِن الاحتلال العقاب..!

الساعة 03:21 م|27 يوليو 2023

فلسطين اليوم

في مشهد بات متكرراً في المسجد الأقصى المبارك، فالمئات من المستوطنين المتطرفين اقتحموا باحات الأقصى الشريفة منذ ساعات صباح اليوم ويتقدمهم المجرم وزير ما يُسمى الأمن القومي الصهيوني ايتمار بن غفير، وفي ظل صمت عربي ساعد من حدة وشراسة الهجمة الصهيونية التي تهدف للسيطرة على المسجد الأقصى، فالموقف العربي لم يرتقِ لأكثر من بيانات الاستنكار بحسب العديد من المختصين.

المختص في شؤون القدس، فخري أبو دياب، رأى بأن الاقتحام الواسع اليوم من المستوطنين للمسجد الأقصى هو اعتداء وتصعيد يهدف الاحتلال من خلال إلى "أسرلة" وتهويد المسجد الأقصى بقوة كبيرة.

الصمت العربي 

واعتقد أبو دياب خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، بأن الصمت العربي يعطي الضوء الأخضر للاحتلال للمزيد من التغول على المقدسات واستفزاز مشاعر المسلمين وانتهاك حرمة المسجد الأقصى الذي هو جزء من عقيدة المسلمين.

وقال: "اليوم أصبحت نصرة المقدسات والمسجد الأقصى ليست على أولويات الدول العربية والإسلامية إلا من رحم الله، مبيناً أن الاحتلال يستغل هذه الظروف بمحاولات الضغط على المرابطين والمقدسيين لدفعهم للاستسلام أو الرضوخ أو قبول مخططات الاحتلال بتغيير الوضع القائم بالأقصى".

وأوضح المختص في شؤون القدس، أن الاحتلال قد أمن العقوبة من الدول العربية؛ ولذلك يتمادى في الاعتداء على القدس والمقدسات وعلى الإنسان المقدسي والأقصى تحديداً، مشيراً إلى أن عدم وجود ردات فعل في مواجهة الاحتلال زاد من اقتحاماته واستفزازه لمشاعر المسلمين.

أزمات الاحتلال الداخلية

ورأى أبو دياب، أن هذا التصعيد من قبل الاحتلال يأتي في ظل ما تعانيه حكومة الاحتلال من أزمات داخلية، موضحاُ أن هؤلاء المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى اليوم يحاولون تصدير أزماتهم الداخلية خارج المجتمع الصهيوني.

واعتقد بأن المستوطنين المتطرفين من خلال هذه الاقتحامات الواسعة للمسجد الأقصى يسعون لإيهام المجتمع "الإسرائيلي" بمحاولة تحقيق إنجازات على مستوى المسجد الأقصى وتهويده، مشيراً إلى أن الاحتلال يحاول الآن الانقضاض على المسجد الأقصى في هذه الفترة التي ينشغل فيها العالم والأمة العربية بأزماتها.

تنفذ أفكار حكومة اليمين

من جانبه، اعتبر الكاتب والمختص في الشأن "الإسرائيلي"، عصمت منصور، أن هذه الاقتحامات للأقصى هي جزء مكمل لأفكار حكومة الاحتلال اليمنية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، موضحاً أن هذه الحكومة لها أجندة واضحة تتعلق بحسم الصراع والاستيطان وتصفية الوجود الفلسطيني.

كما رأى منصور في تصريحات خاصة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن هذه الحكومة لديها شق ديني في جدول أعمالها وهو ما يتعلق بالمقدسات، مشيراً إلى تصريحات بن غفير وسموتريتش الواضحة في هذا المجال حول الهيكل المزعوم وهدم المسجد الأقصى.

استغلال الظروف المحيطة

وأوضح أن حكومة الاحتلال المتطرفة تنفذ برنامجها "الديني" وتستغل كافة الظروف الداخلية والعربية والعالمية والفلسطينية الضعيفة والمنقسمة من أجل المُضي في تهويد المسجد الأقصى المبارك.

واعتقد منصور بأن حالة الصمت العربي بالإضافة للحالة الفلسطينية المنقسمة تساهم في استمرار هذه الاقتحامات للأقصى وتوسعها، وأخذها للطابع الاستفزازي.

وقال المختص في الشأن "الإسرائيلي": "لو كان هناك ثمن سياسي واقتصادي وعقوبات وغيرها من الإجراءات كان من الممكن لحكومة الاحتلال التراجع عن إجراءاتها بحق المسجد الأقصى".

وأشار منصور، إلى أنه كلما تراجع غضب العالم في وجه كان الاحتلال ووقف الأمر عند حدود بيانات الاستنكار فإن حكومة الاحتلال تتحمل هذا الأمر.

وكانت قد بدأت الجماعات المتطرفة الصهيونية صباح اليوم الخميس 27/7/2022 اقتحام باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بقيادة وزير أمن الاحتلال إيتمار بن غفير، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال في ذكرى ما يسمونه "خراب الهيكل" المزعوم.

وشرع المستوطنون عند الساعة السابعة صباحا باقتحام الحرم القدسي الشريف على شكل مجموعات متتالية، من جهة باب المغاربة حيث تقدم أولى المجموعات التي اقتحمت الأقصى مجموعة من الحاخامات إلى جانب بن غفير.

ونشرت شرطة الاحتلال عناصر الوحدات الخاصة في ساحات الحرم لتوفير الحراسة للمقتحمين، ولإبعاد الفلسطينيين عن مسار الاقتحامات ومنع تنقلهم خلال الجولات الاستفزازية للمستوطنين في ساحات الحرم.

كلمات دلالية