بالصور الطالبة فاطمة : بُترت قدمها بداية العام فتحدت الظروف ...تفوقت بجدارة في التوجيهي وحفظت القرآن كاملاً

فلسطين اليوم

تقرير : نداء عابد

أيام قليلة ويبدأ العام الدراسي، قرار مصيري وصادم بانتظاري عليّ تقبله وهو "بتر قدمي" !!! …كان علي تقبل القرار وقضاء الله فواجهت الأمر بعزيمة قوية وإصرار لتحقيق حلمي فتفوقت في الثانوية العامة وحفظت القرآن الكريم وانضممت إلى منتخب فلسطين للبتر، لا شيء يقف عائق أمامي حتى بتر قدمي"..

 بهذه العبارة بدأت الطالبة المتفوقة في الثانوية العامة فاطمة الزهراء خطاب حديثها لــ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" واصفة شعورها ومعاناتها منذ بداية العام وحتى تلقيها نتيجة تفوقها كما خططت دوماً

وحصولها على معدل 90% في الثانوية العامة بالفرع الأدبي وخاصة أن بتر قدمها كان الحافز أمامها لتواصل مسيرتها التعليمة وتحقيق أحلامها.

قرار أخير بالبتر

تقول فاطمة الزهراء ، تعرضت لكسر في قدمي وأنا صغيرة، وبقيت أتعالج لسنوات طويلة وركبت أجهزة كثيرة في قدمي ولم ينفع أي شيء معها"...!!! وفي الآخر قررنا بترها"

وتابعت فاطمة الزهراء حديثها "بُترت قدمي قبل بدء العام الدراسي بأيام قليلة، وانطلقت في رحلة علاجية تأهيلية للقدم وتركيب طرف صناعي واستمرت هذه الرحلة طيلة العام الدراسي حتى أثناء تقديم امتحانات الثانوية العامة في مدة 5 ساعات لثلاث مرات أسبوعياً"

وعن طبيعة حالتها الطبية قال والدها يوسف خطاب "أبو المجد" لمراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية " فاطمة الزهراء تعرضت لكسر في قدمها وهي في الصف الرابع الابتدائي على إثره كشف إصابتها بمتلازمة المفصل الكاذب وهو مرض نادر يصاب به شخص من مليون نسمة"

وتابع أبو المجد حديثه بدأت رحلة العلاج لفاطمة الزهراء فأجرينا لها عدة عمليات مكثت على إثرها فترات طويلة بالمستشفى ومن ثم انتقلت إلى مستشفيات الضفة المحتلة لاستكمال علاجها التي باءت  جميعها بالفشل"

قبل بداية العام بأيام قليلة

 

وأضاف أبو المجد " قبل العام الدراسي بأيام قليلة جاء وفد طبي من الخارج فطلب رؤية فاطمة الزهراء وحدها والتحدث معها، فأخبرها الوفد الطبي الذي وقف عاجزاً أمام حالتها الطبية بالحل الوحيد له لتتخلص من ألمها المستمر وهو بتر القدم...!
 فأخذت فاطمة الزهراء التي لم تقضِ طفولتها كباقي زميلاتها متنقلةً بين المستشفيات قرار بتر قدمها للتخلص من معاناتها. 

وبنبرة حزينة قال أبو المجد أصعب موقف مر علينا وقت انتظار فاطمة الزهراء وهي تقوم بعملية بتر القدم ثم خرج لنا الطبيب يحمل صندوقاً كرتونياً بداخله قدم ابنتي ويقدمه لنا لنقوم بدفنه.

ولفت أبو المجد إلى أن بُترت قدم ابنته لتبتر معها سنوات المعاناة، منطلقة في حياة جديدة لتطلب منه إحضار كتبها حتى تلتحق بركب الثانوية العامة بعزيمة قوية وإصرار لمواصلة تعليمها.

وأشار أبو المجد إلى الصعوبات التي واجهت فاطمة الزهراء حيث تم تركيب لها جهاز إليزاروف حديدي وزنه ثقيل ومؤلم جداً في قدمها، وكان صعب عليها التحرك والمشي لمسافات طويلة وهي تقطن في مخيم أزقته ضيقة ولا تصل إليه السيارات وتسير على أقدامها حتى تصل الشارع العام لتنطلق إلى مدرستها والمستشفى، مضيفاً الوقت الطويل الذي تقضيه خلال معالجتها في المستشفى؛ لكن استطاعت فاطمة الزهراء تخطيه من خلال دراستها أثناء انتظارها المعالجة التأهيلية"

 

حفظ القرآن

 

وقال أبو المجد " الحمدلله فاطمة الزهراء تحدت كافة الصعاب، وشخصيتها قوية استطاعت أن  تتخطى المحنة لتحولها إلى منحة واستطاعت حفظ القرآن الكريم خلال عامها الدراسي وتكريمها أيضاً مما عمل على إدخال الفرحة والسرور على قلوبنا واكتملت هذه الفرحة بتفوقها بالثانوية العامة"

ووجه أبو المجد رسالة إلى جهات الاختصاص كان مفادها " مثل هؤلاء أصحاب الهمم والعزيمة القوية يجب احتضانهم ورعايتهم ودمجهم بالمجتمع وتوفير كافة احتياجاتهم في الدراسة وتوفير فرص عمل داخل المؤسسات". 

وعن تنظيم وقتها خلال العام الدراسي قالت فاطمة الزهراء " أستيقظ مبكراً ثم أقوم بمراجعة وردي القرآن ثم أبدأ في مذاكرتي واستطعت بحمدالله حفظ القرآن الكريم والتوفيق بين حفظ القرآن ومذاكرتي وعلاجي ودروسي"

 وعن طموحها الدراسي قالت فاطمة الزهراء: "أطمح لدراسة في كلية "IT" وسائط متعددة، مضيفةً أهدي نجاحي لجميع الشهداء والجرحى والأسرى ولوالدي"

كما انضمت فاطمة الزهراء حديثاً إلى منتخب فلسطين للبتر للعب كرة القدم، بالإضافة إلى إتمامها حفظ القرآن الكريم.

وختمت فاطمة الزهراء حديثها بتوجيه نصيحة لكافة الطلبة المقبلين على الثانوية العامة "هذا العام مهم كثير يحتاج إلى جهد كبير حتى تصلوا إلى تحقيق أحلامكم"