خبر من يزعج يتلقى نصيبه -هآرتس

الساعة 09:42 ص|09 يونيو 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

 (المضمون: على الجميع في المنطقة وخصوصا رئيس وزراء اسرائيل والمتطرفين في الجانبين ان يعلموا ان من سيعرقل مشروع اوباما القائد العالمي سيتلقى ضربة على رأسه - المصدر).

لست اعرف كم هو عدد الاشخاص وكم كرسوا من الساعات لاعداد خطاب الرئيس براك اوباما، ولكن الكلمة الاخيرة هي دائما للرئيس. الكلمات هزت الافئدة واغضبت الشياطين والمردة، كما كان متوقعا وفقا للتصفيق الذي كان في القاعة المفتخرة في جامعة القاهرة.

رغم العمل الذي كرس لصياغة الخطاب، كانت هناك عدة امور ترددت اصداؤها في الاذان بصورة خاصة. مثلا المقارنة بين المحرقة النازية وبين معاناة الشعب الفلسطيني. والفلسطينيون كما نعلم استخدموا الارهاب من دون تمييز ضد اليهود في ارض اسرائيل قبل المحرقة بعشرين عاما. كما ان اوباما نسي ان يذكر بان الفلسطينيين قد رفضوا تقسيم البلاد لدولتين لشعبين وفقا لقرار الجمعية العمومية للامم المتحدة في 29 من تشرين الثاني 1947. بدلا من ذلك قام الفلسطينيون بصبيحة اليوم التالي باطلاق النار على حافلتين لشركة ايغد وشرعوا في حرب داخل البلاد حتى رحيل البريطانيين.

في اليوم الذي اعلنت فيه اسرائيل عن قيامها اجتاحت جيوش سبع دول عربية اراضي الدولة الفتية الا انها هزمت بثمن يبلغ 6 الاف ضحية. لاجئوهم كانوا نتيجة لا مناص منها لرفضهم وكراهيتهم لاسرائيل. بدءا بقرار الامم المتحدة واتفاق اوسلو وانتهاء باخلاء غوش قطيف هم لم يفوتوا كما قال ابا ايبان اية فرصة لتضييع الفرص للسلام. اوباما احسن صنعا عندما أكد في لقائه مع رئيس فرنسا نيكولا ساركوزي ان على الفلسطينيين ايضا ان يوقفوا العنف والارهاب. شكرا جزيلا بالفعل.

خطاب اوباما الذي استغرق خمسون دقيقة لم يكن معنا ولم يكن ضدنا وانما رمى الى ازالة عداء العرب والاسلام المتعصب للولايات المتحدة والعالم الحر كله.

اوباما يبدو بجانب بوش كعملاق في ارض الاقزام. هو يقوم ببلورة صورة لامريكا من طراز اخر جديد امام انظار العالم كله. ليست امريكا التي تعمل وحدها وانما امريكا التي تعيد لنفسها قوتها من خلال تشكيل ائتلاف عالمي للعقلاء. التغير جوهري وليس شكليا فقط. كما ان اوباما اوضح في خطابه الموجه للعالم الاسلامي من انقرة وفي اوروبا عندما حدث الاوروبيين، ان الولايات المتحدة لا تنوي ان تلعب دور شرطي القرية. هو يموقع نفسه كرئيس لحركة عالمية تجر الى جانبها الانظمة الديمقراطية والاسلام المعتدل. الخطابات واللقاءات الان هي  جزء من مسلسل استراتيجي يهدف الى ايجاد صيغة جديدة لحل المشاكل بواسطة التحالفات والتفاهمات مع العقلاء.

الجمهور الامريكي معجب باوباما. ولا يعتبره رئيسا لموضوع واحد وانما قائدا ملزما بمعالجة الازمة الاقتصادية – انهيار المصانع وخطر البطالة والتأمين الصحي وما الى ذلك. هو قد قام بخطوة تاريخية عندما عين قاضية من أصل لاتيني لمحكمة العدل العليا. من يعرف ربما يأتي يوم ويصل اللاتيني في امريكا هو الاخر الى الرئاسة. هذا رئيس مثير للحماس مع خمسة كرات تتطاير في الهواء.

من يسأل كالعادة عندما يتبدل الرئيس ان كان جيدا ام سيئا لليهود، سيكتشف ان الجواب هو انه لا يوجد تغيير في الموقف العام من اسرائيل وانما هناك تغير في الحماس لوضع نهاية للصراع. الولايات المتحدة بقيادة اوباما لا ترغب في الدخول في وضع يتوجب عليها ان تختار فيه بينها وبين العرب. الصداقة لاسرائيل ما زالت تشمل كل الاحزاب والكونغرس في امريكا. "الولايات المتحدة لم تغير موقفها من اسرائيل وانما غيرت الاندفاع الذي تعتبره ضروريا للتوصل لتسوية سلمية بين اسرائيل وجيرانها يقول داني هالبيرن الخبير في الشؤون الامريكية. وهنا يوجه اصبع التحذير للمتطرفين هنا وهناك بالقول ان من يعرقل المسيرة الساعية للسلام سيدفع الثمن. هذا يشمل ايضا اليمين المتطرف في البلاد الذي يواصل المناداة بالفكرة الجنونية بان اسرائيل ستنجو فقط ان تمسكت بالمناطق والبؤر الاستيطانية.

لا يختلف معنا احد مثلا في ان الحياة ستصبح افضل بعد هزيمة حزب الله في الانتخابات في لبنان. التغير الذي يقترحه اوباما ليس ضد اسرائيل وانما يحث على التوصل بسرعة لتسوية بيننا وبين الفلسطينيين. هذا نهج يطالب حماس بالاعتراف باسرائيل وايقاف الارهاب ويطالبنا بايقاف البناء في المناطق وازالة البؤر الاستيطانية غير المرخصة والاستعداد لمشروع الدولتين للشعبين.

ليس هناك مفر امام بيبي الا ملائمة نفسه مع الواقع الجديد، لان من يعرقل شعار اوباما yes we can فسيتلقى الضربة منه.