خبر البردويل: « حماس » مازالت تدرس تعليق الحوار...والخيارات مفتوحة لأهلنا في الضفة للرد

الساعة 05:15 ص|09 يونيو 2009

فلسطين اليوم-غزة

أكد القيادي في حركة حماس الدكتور صلاح البردويل، أن حركته حتى هذه اللحظة ما زالت تدرس تعليق الحوار، بسبب الجرائم المستمرة بحق المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، التي راح ضحيتها حتى الآن أربعة من أبناء كتائب الشهيد عز الدين القسام في قلقيلية، فيما تستمر ملاحقة المقاومين من كافة فصائل المقاومة بالضفة.

 

وأضاف: "على كل الفرضيات، يجب أن يكون الحوار حوارا وطنيا، إذ إن القضية لم تعد مجرد خلاف ما بين تيارين وطنيين، بل أصبحت خلافا بين تيار وطني وآخر موال عميل للمخابرات الصهيونية والجنرال الأمريكي كيث دايتون. ولذلك من الأمور المطروحة على الطاولة إصلاح الأجهزة الأمنية، وأن يتم إصلاحها على أسس وطنية ومهنية، لتكون رديفا للمقاومة".

 

وتابع النائب البردويل نقلا عن صحيفة "فلسطين": "كشفت جريمتا قلقيلية الأولى والثانية عمق الهوة ما بين سلطة المقاطعة وما بين الحكومة الشرعية في غزة، حيث لم يعد الأمر خلافا حزبيا أو حول قضية هامشية، وأصبح الفرز في الساحة الفلسطينية ليس على أسس حزبية، وإنما على أساس وطني".  كما بينّ أن عملية ملاحقة المقاومة في الضفة لا زالت مستمرة، وأن الاحتلال بدأ يجني ثمار هذه الجريمة، عندما سمح بالأمس للمواطن الإسرائيلي بدخول بلدة قلقيلية بسيارته دون موانع، الأمر الذي يعني أن تصفية خلية قلقيلية " أعطى الصهاينة قدرا كبيرا من الأمن والأمان، جعلهم يؤمنون على أرواحهم طالما تم القضاء على خلايا المقاومة".

وقال البردويل:""إن حركة حماس عقب الأحداث التي جرت في قلقيلية، طالبت مصر والفصائل الفلسطينية بأن يقوما بدورهما "لوقف هذه المهزلة"، محملة المسئولية للرئيس المنتهية ولايته، محمود عباس، والمسئولية المباشرة لرئيس وزراء حكومته اللاشرعية، سلام فياض، والطاقم الذي يعمل معه من أمثال العلي والضميري، محددة أسماء لشخصيات بعينها قامت بعملية القتل، وتوعدتهم بإلقاء القبض عليهم، ومحاكمتهم وفقا للقانون الذي يحاكم العملاء والخونة، وأنه لا بد من رفع الغطاء الوطني عنهم، حتى يكونوا بمعزل عن الشعب الفلسطيني".

 

ومن جهة ثانية، يؤكد البردويل أن حركة حماس "أعطت للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية الحرية الكاملة في مواجهة هؤلاء المجرمين والتصدي لهم ولقوات الاحتلال المتعاونة معهم بكل ما يملكون من قوة"، وتابع قائلاً: ربما يكون الوضع صعبا، بسبب وجود القوات الإسرائيلية، لكننا تعودنا أن الصبر والإرادة نستطيع بهما أن نحل الكثير من المعضلات والصعوبات".

وأوضح أن " الأمر متروك لأهل الضفة يقدرون كيف يحمون أنفسهم وسلاحهم، وشرف المقاومة الفلسطينية من الأيدي المتعاونة مع الاحتلال، وسيكون الثمن باهظاً، لكن الحرية لا يمكن أن تنال إلا بثمن غال".

وحول موقف حركة فتح مما حدث في قلقيلية، يضيف البردويل: " برزت مشكلة خطيرة جدا على هامش هذه الأحداث، حينما تورطت حركة فتح بكل تاريخها لتبرر هذه الجريمة ولتغطي عليها، ولتبارك دماء شهداء القسام، وهي مشكلة أكثر خطرا". ويوضح البردويل أنه برغم موقف حركة فتح من الجرائم التي تحدث بالضفة، فإنه ليس من مصلحة الحكومة في غزة ملاحقة المنتمين للحركة في غزة بسبب انتمائهم السياسي"، شارحا أكثر: " إن المعيار في اعتقال أي شخص هو المعيار الوطني فقط (...) نحن ضد الاعتقال السياسي، ولكن إن كان هناك بعض الخلايا التي يتكامل دورها مع الاحتلال في ملاحقة المقاومة وإعطائه معلومات لتشكيل بنك أهداف جديد وتجديد بنك أهدافه القديم، وإعادة تكرار المشاهد المروعة للحرب الأخيرة وذلك عبر سلطة "رام الله "، فإنني أعتقد أنه لا يوجد خيار أبداً سوى ملاحقة هذه الفئات والمجموعات اللاوطنية، وهذه رغبة كل إنسان حر في ملاحقة هذه الخلايا الشاذة ". 

 

وعلى صعيد آخر، تحدث البردويل بالتفصيل عن العوائق التي تواجه الحوار الفلسطيني الداخلي، موضحا: " في حوار القاهرة، يبرز في الطرف المقابل لحماس "منطق فياض"، الذي يرى بأن وظيفة الأجهزة الأمنية هي حماية أمن الاحتلال، وساعتها يصبح أمل الوصول إلى حل مستحيلاً، وستستمر ملاحقة المقاومين والاعتقالات السياسية لأبناء حركة حماس في الضفة الغربية وهذه قنبلة كبيرة جدا تفجر أي حوار طالما بقيت تحته". 

 

كما يرى البردويل أن "القنبلة الثانية" التي قد تنسف الحوار هي إصرار مقاطعة "رام الله " على ألا يتم أي إجراء في الضفة الغربية، وأن تقتصر تلك الإجراءات على غزة وحدها، لأن قادة المقاطعة يعتبرون أن الضفة نموذج "راق جدا" بمعيار الاحتلال والإدارة الأمريكية، حسب تعبيره. 

 

وتطرق البردويل إلى قضية الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة، معتبرا إياها واحدا من أخطر معيقات الحوار، ومضى يقول: " في ظل هذه الأجواء والعمالة البينة الواضحة، يصبح من المستحيل إجراء انتخابات نزيهة وحرة في الضفة الغربية تحت سيف الاحتلال الذي يحمي شريحة فاسدة من أبناء الشعب الفلسطيني ".  وختم البردويل حديثه بالقول: "الأمور متجهة إلى حالة من التعقيد المدروس من عباس وجنوده. وقد أعطت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الضوء الأخضر باستمرار الخلاف وعدم الوصول إلى اتفاق، كما أرسل عباس وفده إلى الجولة الأخيرة لكي يفشل الحوار، وبتوصية واضحة أنه لا يريد للحوار أن ينجح، وإنما يريد تضييع المزيد من الوقت، وإحراج حماس لكي تبقى تحت الحصار حتى تستسلم، وكل ما ذكرته من عوامل مختلفة يجعل من الحوار أمرا معقدا إلى حد كبير".