بالصور بعد استشهاده بشهرين..."سائد" يولد من جديد في غزة

الساعة 09:05 ص|16 يوليو 2023

فلسطين اليوم

مع ساعات فجر يوم الأحد 2 يوليو 2023، بدت علامات الولادة تظهر على "مي العبادلة ، والتي لم تدرِ ما تفعل فزوجها الشهيد "سائد فروانة" لم يتواجد بجانبها كما كان يحلم، ولم يحتضن طفله البكر ولم يُكبِّرَ في أذنيه، وخاصة أن طائرات الاحتلال خطفته ليحيا هذا الطفل يتيماً قبل ولادته!

 لم يكن ألم الولادة هو الشيء الوحيد الذي يسيطر على مي في أثناء ولادتها، بل كان يصحبه ألم الفراق وكثير من التساؤلات التي اقتحمت رأسها هل حقاً لن يأتي سائد؟ هل الطفل سيشبه أباه؟ هل سيكون سعيداً؛ إلا أن صرخة المخاض الأخيرة قطعت جميع هذه التساؤلات لتعلن عن ولادة الأمل الجديد.

ما إن اعتلى صوت بكاء الطفل حتى أصبح أملٌ يبُعث من جديد لعائلته لاسيما والدته التي انتظرته بفارغ الصبر ليكون العوض الجميل بعد استشهاد زوجها.

مشاعر ممزوجة بين الحزن والفرح

تحتضن مي طفلها سائد وتروي لمراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية مشاعرها الممزوجة بالحزن والفرح مفتقدة زوجها وشريك دربها في هذه اللحظات التي خرج طفليهما إلى النور، طالما انتظرها بشوق ومحبة واستعداد ليصبح أباً حنوناً.

 

زوجة الشهيد سائد فروانة 4.jpg
 

تتحسس مي ملامح طفلها سائد وتقول " حيكون نسخة من سائد بأخلاقه وصفاته ونهجه وسيرته العطرة"

لم تكن مي الوحيدة التي شعرت بحجم العوض الجميل عند ولادة الطفل بعد استشهاد زوجها؛ إنما كانت والدة سائد " أم رأفت فروانة" تتوق لرؤية وجه حفيدها الذي يحمل ذكرى واسم ابنها الأقرب إلى قلبها لعلها تطفئ لوعة الشوق والحنين.

تيمناً باسم والده

 

تمتمت أم رأفت بكلمات الحمد والرضا وقالت" أسميناه سائد تيمناً باسم والده الشهيد، حتى يكون قدوة له ويسير على خطاه داعية المولى عز وجل أن يحفظ لها قطعة قلبها وحفيدها وأن يجعله من حفظة كتاب الله.

وعن اللحظات الأولى لمعرفة زوجها بقدوم الطفل، تحدثت مي " كان سعيداً جداً، ودوم يخطط لمستقبل الطفل ودراسته، وكان يطمح أن يكون ابنه من حفظة كتاب الله".

وبصوت ممزوج بالحزن تابعت مي حديثها " كان كل يوم يقول يوم ولادة طفلي سيكون يوماً عظيماً مليئاً بالبهجة والسرور، وهذا ما حدث عند قدومه الجميع كان يترقب ولادة سائد من جديد"

وعن اختيار اسم طفلهم البكر قالت مي "ترك لنا وصية كأنه حاسس قرب استشهاده، أخبرني ذات مرة إن كنت موجوداً عند ولادة طفلنا سنسميه " جواد" تيمناً باسم والدي وإن لم أكن موجوداً سموه "سائد" على اسمي ".

 

الابن البار

 

ولد الشهيد سائد فروانة في الرابع من شهر يونيو عام 1995 بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، ليكون هو الابن الرابع بين إخوانه، حرص منذ طفولته على الالتزام في مساجد الحي.

وعن صفاته تتحدث والدته أم رأفت " كان حنوناً، وبشوش الوجه دائماً، يحب الجميع ويساعدهم، ويلتزم في صلاته وقيامه وحبه للوطن ودوماً كان يتمنى أن يكون شهيداً"

وتابعت أم رأفت حديثها " كأنه ملاك يمشي على الأرض، يناديني يا ست الكل ويحترمني ويسمع الكلام وأكثر أولادي قرباً مني، حنون على أخواته ويزورهم دوماً"

وفي آخر موقف دار بينهم تقول أم رأفت " قبل استشهاده بساعات قليلة جاء عندي وطلب كوب شاي شربها وكان يبتسم ويودع فينا ثم خرج ولم يعد".

وبصوت ممزوج بالحزن قالت أم رأفت " رأيت صورة السيارة المتفحمة على قنوات الأخبار، دعوت إلى أهل الشهيدين أن يصبرهم ويربط على قلبهم فكنت أحد أهل الشهيدين.

 

الزوج الصالح

تزوَّج سائد فروانة ومي العبادلة في شهر أغسطس 2022، وكانا يعيشان حياة سعيدة هادئة مليئة بالحب والاحترام.

ووصفت مي زوجها الشهيد " كأنه جنة على الأرض" عشت معه تسعة أشهر كانوا من أجمل وأسعد أيام حياتي، كان دائماً يردد أنتِ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يعاملني كمعاملة الرسول لزوجاته".

وتابعت مي حديثها " البسمة كانت على وجهه مهما كانت الظروف، بعد كل خلاف بيننا يصالحني وكان حنون جداً ويمازجني دوماً".

هذا ما كان يحلم به

 

وعن أحلام سائد قالت مي " كان يحلم دوماُ بأن يخرج إلى رحلة الحج أو العمرة والسفر خارج القطاع في نزهة، وكان يخطط لمستقبل أطفالنا وتربيتهم".

 استجمعت مي قواها وتابعت " لم يحقق شيئاً من أحلامه، ذهب سريعاً قبل رؤية طفله، وتمتمت بكلمات الرضا والحمد على مصابها الجلل بفقد شريكها راجية الله أن يجمعها به في جنات الخلد.

 

سائد والمدينة البيضاء

 

وروت أم رأفت حلم صديق سائد " جاء صديق سائد وبشرني برؤية سائد في الحلم، حيث كان سعيداً جداً يهاتف صديقه أين أنت يا أبو زياد ؟ مشتاق لك جداً حيث بادره صديقه بالسؤال أين أنت ؟ فأجابه سائد أنا بالمدينة البيضاء فسأله مرة أخرى هل أنت سعيد فأجابه أنا سعيد جداً

وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، يوم الثلاثاء 9/5/2023، بصاروخ واحد على الأقل، مجموعة من المواطنين كانوا يستقلون سيارة مدنية في بلدة القرارة شمال شرق خان يونس، ما أسفر عن استشهاد وائل محمد صبري الأغا (34 عاماً)، وسائد جواد عبد فروانة (28 عاماً) وإصابة اثنين آخرين.

وقد شن الاحتلال الإسرائيلي عدواناً واسعاً على قطاع غزة فجر يوم الثلاثاء 9/5/2023، في جريمة اغتيال جبانة لقادة سرايا القدس، إذ اغتالت ثلاثة من كبار قادة الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وهم: "جهاد الغنام أمين سر المجلس العسكري للسرايا، وخليل البهتيني قائد المنطقة الشمالية، وطارق عز الدين قائد سرايا القدس عن الضفة المحتلة

فيما ردت سرايا القدس وفصائل المقاومة على الجريمة بشكل موحد بمئات الصواريخ التي استهدفت مغتصبات "غلاف غزة" ومدينتي القدس وتل أبيب موقعة العديد من الإصابات والخسائر في صفوف الكيان الصهيوني.

سائد فروانة.jpg
زوجة الشهيد سائد فروانة.jpg
زوجة الشهيد سائد فروانة 2.jpg
 

 

 

كلمات دلالية