خبر خسارة على الوقت .. هآرتس

الساعة 08:15 ص|08 يونيو 2009

بقلم: عكيفا الدار

"آن الاوان لدفع عملية السلام والوصول لحل الدولتين لشعبين" (رئيس الولاياات المتحدة براك اوباما حزيران 2009).

"وجدت اختراعا بالتعاون مع ادارة العالم بالتوقف عن استخدام ساعة الرمل... اتفقت مع الامريكيين بعدم المس ببعض المستوطنات والجزء الآخر لن يتم التعرض له الا بعد ان يتحول الفلسطينيون الى فنلنديين... كل الرزمة المسماة الدولة الفلسطينية زالت عن جدول اعمالنا لفترة زمنية غير محددة... فك الارتباط يوفر كمية الفورمالين المطلوبة لعدم وجود عملية سياسية مع الفلسطينيين. (المحامي دوف فايسغلاس مستشار رئيس الوزراء شارون – ملحق هآرتس – تشرين الثاني 2004).

لسوء حظ بنيامين نتنياهو قبل عودة اليمين الاسرائيلي لسدة الحكم بفترة قصيرة خسر "الامريكيون" خاصة فايسغلاس والذين اشتروا منه مشروع الفورمالين، الحكم. الخلاف حول "النمو الطبيعي" في المستوطنات ليس الا محاولة مرضية يائسة لتأجيل لحظة حقيقة حكومة اليمين واظهار اوباما عى صورة اللص (من الكلب هنا؟).

        بوش أكد في رسالته الشهيرة لشارون والتي أكد فيها الحاجة لأخذ التجمعات السكانية واليهودية في المناطق بالحسبان، ان كل شيء بما في ذلك تجسيد حق العودة في الدولة الفلسطينية ان يكون خاضعا للاتفاق بين الجانبين. بالمناسبة كان من المثير ان نعرف كيف كان نتنياهو سيرد لو وجد في ارشيف البيت الابيض رسالة وعد فيها احد اسلافه في المنصب محمود عباس بان ينتقل الحرم الشريف (جبل الهيكل) الى السيادة الفلسطينية؟.

ولنفترض ان الادارة السابقة كانت قد وافقت بغض الطرف على توسيع البناء في "الكتل الاستيطانية" – فهل يمكن لنتنياهو ان يبرز وثيقة او خارطة تظهر حدود "الجدار الامني" المقبولة على اصدقائنا في واشنطن – تلك الحدود التي تضم اراضي خاصة للمستوطنات ام "فقط" مقاطع تضم "اراضي دولة"؟ نتنياهو وايهود باراك يعرفان ان جيلو وجبل ابو غنيم تقعان فوق اراضي محتلة من وجهة نظر الولايات المتحدة. من هنا ينبع الموقف الامريكي:- يريدون بناء شقة للابناء العائدين من الجيش؟ فلتطلبوا ذلك من الفلسطينيين بصورة لائقة وجيدة ولتعرضوا عليهم مناطق بديلة، وفي صبيحة اليوم التالي عندما تتحول "الكتل" الى جزء من الدولة سيكون بامكان اسرائيل ان تبني فيها كما يحلو لها.

الرئيس الامريكي الذي يشبه الفلسطينيين بالعبيد السود في امريكا لن يؤجل تحريرهم من الاحتلال الاسرائيلي حتى يصبحوا بيضا مثل "الفنلنديين". ادارته لا تقبل تفسير وزير الخارجية افيغدور ليبرمان للبند الاخير في المرحلة (أ) من خريطة الطريق (الذي كان من المفترض ان ينتهي في ايار 2003). وفقا لهذا التفسير يفهم أن "البدء بخطوات متتالية وناجعة ضد الضالعين في الارهاب وتفكيك البنية التحتية والقدرات الارهابية" ان على عباس ان يحتل قطاع غزة بالقوة. الامريكيون يقولون أن الجهات الامنية الاسرائيلية حتى قد فوجئت ايجابيا من اداء جهاز الامن الفلسطيني. اسرائيل هي التي تتنكر لالتزامها في نفس البند، "بتفكيك" البؤر الاستيطانية المقامة بعد اذار 2001 فورا وتجميد كل نشاط استيطاني "بما في ذلك النمو الطبيعي".

"اريك كان يفضل ان تستطيل المرحلة الاولى من خريطة الطريق لثلاثة سنوات. وان تمتد الفترة الثانية لخمس سنوات بينما الثالثة لست سنوات" قال فايسغلاس في نفس المقابلة مع "هآرتس" واضاف: "بما ان خريطة الطريق تتحدث عن انها تقوم على التنفيذ وليس على المواعيد المقدسة، فقد كان بامكانه ان يقبل بذلك". وبالفعل "محك التنفيذ" الذي يسري فقط على الفلسطينيين وحدهم حول الموعد المحلل لحل الدولتين الى مهزلة – نهاية 2005. الفورمالين يعتبر مادة مشتعلة بالنسبة لمتعصبي حماس في غزة ولزعران الجبال في الضفة الغربية المقتنعين بان الوقت والله في جانبهم.

بعد التوقعات التي وزعها اوباما خلال زيارته للقاهرة، تكون المشكلة الاسرائيلية – الفلسطينية مشكلته ايضا. لم يتبق الا ان نأمل بان يكون الرئيس قد قصد ما قاله عندما صرح بأن الوقت قد حان الان وهذا يعني حتى اخر 2009 في اقصى الاحوال عشية الانتخابات في المناطق، وان يقوم بفرض الحل على الجانبين ان لم يتوصلا اليه بانفسهما. خسارة على الوقت بالمعنى الاصيل للكلمة.