تحت أزيز الرصاص وهدير الطائرات الصهيونية، التي تقصف في كل مكان في مخيم جنين بالضفة المحتلة وفوق ركام المنازل المهدمة ورائحة الدم التي تفوح، تخرج الحاجة الستينية فايزة أبو قطنة بلغتها الخاصة وعفويتها، تنشد للمخيم في معركته وتشد على أيدي مقاوميها.
فجنين ومخيمها يعرف الحاجة فايزة صلاح أبو قطنة من سكان مخيم جنين بالضفة المحتلة، التي هجرت من بلدتها المنسي قضاء حيفا، والصامدة بين أزقة المخيم، عاشت معاركه لحظة بلحظة، هي أم لكل مقاوم وطفل رغم أنها لم تنجب أحداً.
وشنت "إسرائيل" عدواناً كبيراً على مخيم جنين الأسبوع الماضي، استشهد فيه 13 مواطناً وأصيب أكثر من 130 آخرين بينهم 25 بحالة الخطر، فيما دمرت "إسرائيل" 400 منزل بشكل كامل، فضلاً عن تدمير البنية التحتية.
@ali._.sh9 #مخيم_جنين #اجتياح_جنين #جنين_نابلس_طولكرم_رام_الله_فلسطين_48 #palestineفلسطين
♬ الصوت الأصلي - Ali Shtayeh
أبو قطنة سيدة لم تدخل الجامعات، حيث كانت تعمل داخل الأراضي المحتلة عام 1948، لكنها تلقت دورات تدريبية في اللغة الانجليزية من خلال شقيقاتها "مدرسات الانجليزي"، فتجدها تتكلم بلغة انجليزية مبسطة تعبر فيها عما جرى لجنين، وتتكلم بتلقائية وطلاقة فهي تحب قراءة المجلات والصحف والمطالعة والاجتماع بالمثقفين فتحفظ القصائد والشعر.
أبو قطنة هجرت وعائلتها من ديارها في 1948، ثم 1956، ثم حرب السبعينات، ثم توالت الحروب في مخيم جنين".
تقول أبو قطنة :" أحداث جنين كانت صعبة ومؤلمة لا يمكن السكوت عما جرى فيها، فالاحتلال نفذ جرائمه داخله، لكن المخيم بقي قوياً صامداً برجاله ومقاوميه وكل من وقف لجانبهم".
لم تترك أبو قطنة منزلها خلال العدوان على المخيم كما حدث مع المئات الذين أجبرتهم "إسرائيل" على ترك بيوتهم، مضيفةً " لا أخاف طالما لدينا يقين أن الله معنا، ولدينا مقاومة تعمل كخلية نحل لا يمكن تركها وحدها في الميدان، فيجب نصرتهم ومساندتهم ، لكنني اضطررت للخروج من منزلي بعد أن تعرض للقصف وهدم أجزاء منه ".
عاصرت أبو قطنة معركة 2002، حيث تصفها بالصعبة والقاسية التي استشهد فيها العشرات وتناثرت أشلائهم، مستدركةً:" لكن معركة جنين اليوم كانت أقوى".
تضيف :" كنت أردد الأناشيد للمقاومين والشبان لتشجيعهم وحثهم على المقاومة، ويتأكدوا أنهم ليسوا وحدهم."
وتابعت:" نحن شعب نحب الحياة، ونعشق الموت في سبيل الحرية، وإذا قتل الاحتلال طفلاً تنجب النساء تواءم.
أبو قطنة باتت أيقونة ورمز جنين، فانتشرت مقاطع فيديو لها خلال معركة جنين تشد على أيدي المقاومين فكانت ترسل رسائل مخيم جنين باللغتين العربية والانجليزية.
وعن صعوبة الحياة بعد معركة جنين تقول أبو قطنة :" لا نمل ولا نتعب ونعيش تحت أي ظرف، بلا ماء ولا كهرباء ولا بنية تحتية هدمتها "إسرائيل" خلال العدوان على جنين."