خبر بعد أن فرقهما الاحتلال.. الطفلة عائشة الهودلي برفقة والديها لأول مرة منذ سنين

الساعة 05:47 م|07 يونيو 2009

فلسطين اليوم: خاص

كان أخر مشهد اجتمع فيه والديها في كانون الأول 2005 و منذ ذلك التاريخ غاب عن ناظريها صورتيهما مجتمعين بعد أن فرقهما الاحتلال باعتقال والدتها أولا ووالدها ثانيا لتعيش "عائشة وليد الهودلي" غياب احدهم أحيانا و غيابهم الاثنين حينا أخر.

و منذ صباح اليوم 7-6-2009 رافقت عائشة والدتها و أعمامها إلى حاجز ترقوميا القريب من مدينة الخليل لانتظار والدها الأسير " وليد الهودلي" حيث تسلم قرار بالإفراج عنه من سجن النقب الصحراوي بعد احتجازه في إطار ما يسمى بالاعتقال الإداري لمدة عامين.

و عائشة الطفلة ابنه "الأسيرة التي قضت أكثر من 15 عاما في المعتقلات عطاف عليان و وليد الهودلي الذي تجاوزت سنوات اعتقاله ال14"، لها خبرتها الكبيرة في الأسر و الاعتقال و الانتظار على الحواجز للزيارة أحيانا و لانتظار الغائبين أيضا.

ففي 21/12/2005 كانت أولى تجاربها عندما دق باب منزلها في رام الله جنود الاحتلال و اعتقلوا والدتها،و  لم تكن عائشة لتدرك سبب اختطاف والدتها إمام عينها و بدأت بالسؤال الذي لم تجد له جوابا "أين ماما".

و بعد أشهر قليلة وجدت والدتها أمامها ولكن ليس في البيت الذي اعتادته و إنما في زنزانة في سجن هشارون للنساء حيث استطاعت عطاف  وبعد 40 يوما من الإضراب عن الطعام إجبار إدارة المعتقل الموافقة على ضم عائشة إليها، حيث لم تكن قد أكملت عامها الثاني آنذاك....

و في المعتقل عاشت عائشة حياة الأسر و الأسيرات بتفاصيلها الدقيقة فقد كانت تعاني من قلة الأكل و الألعاب و من إجراءات الاحتلال المختلفة،و منع والدها من زيارتها أيضا...

و بعد أشهر و حين إكمالها العامين، فصلت عائشة عن والدتها و خرجت من السجن لتجد والدها بانتظارها على حاجز معسكر عوفر العسكري،  لتعيش من جديد في منزل جدتها في رام الله، بأحضان والدها و تلتقي بوالدتها في موعد الزيارة، فقد كان وليد يوصلها إلى حيث ترافق أهالي الأسرى لزيارة والدتها، دون أن تفهم لماذا عليها الذهاب وحيدة دون والدها.

و في أكتوبر 2007 تغير الحال لعائشة بشكل كلي، فقد عادت من الزيارة الأسبوعية لوالدتها ولم تجد والدها بانتظارها على الحاجز كما اعتادت، وعندما وصلت إلى منزل جدتها قالوا لها أن والدها اعتقل، إلا أنها لم تفهم الأمر، وكانت تردد لجدتها أنهم اعتقلوا والدها ليزور والدتها...

كان وليد قد تسلم أمر بمراجعة المخابرات العسكرية في معسكر بيت أيل القريب من رام الله، و حين وصوله تم اعتقاله وتحويله إلى الاعتقال الإداري مباشرة.

و بعد عام بالضبط " أكتوبر 2008" أفرج عن الأسيرة عطاف لتحتضن عائشة من جديد، ولكن دون والدها، كانت عائشة تسألها لماذا خرجت هي و تركت والدها.

و اليوم تعد عائشة ذات الأربع سنوات و نصف الساعات لرؤية والدها " منذ أن بلغنا بنبأ الإفراج عن وليد و عائشة ترقص فرحا" قالت والدتها عطاف، و التي لم تر زوجها هي الأخرى منذ اعتقالها حيث منعت من زيارته خلال الفترة الماضية.

وكانت عطاف قد اعتقلت أكثر من مرة، ففي أول اعتقال لها دام أكثر من 10 سنوات، ثم اعتقلت تسعة أشهر، و ثم ثمانية أشهر، وبعد زواجها من وليد " 49" عاما، اعتقلت لأكثر من ثلاث سنوات في إطار ما يسمى بالاعتقال الإداري، بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي.

في حين أن وليد كان قد أمضى فترة 12 عاما متتالية بعد اعتقاله في نهاية الثمانينات ضمن خلية اتهمت بالانتماء لحركة حماس وخططت لتنفيذ عملية اختطاف جنود ومستوطنين إسرائيليين شمال رام الله.