الثانية بعد العدوان..

تحليل عملية "كدوميم"... الاحتلال فتح أبواب الثأر من كافة الساحات بعد عدوان جنين

الساعة 05:45 م|06 يوليو 2023

فلسطين اليوم

لم تمض أكثر من 48 ساعة على اندحار جيش الاحتلال من مخيم جنين، بعد فشله في الوصول إلى قلب المخيم وما أسماه بـ"اجتثاث المقاومة" حتى جاءت عملية "كيدوميم" لتثبت أن المقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة لا زالت حية ولا يمكن القضاء عليها.

العملية البطولية في مستوطنة "كيدوميم" جاءت بعد رشقة الصواريخ أطلقت من غزة، وأخرى اطلقت من لبنان صباح اليوم، لتثبت للاحتلال بأن المقاومة حاضرة في كل ساحات المواجهة.

عملية إطلاق النار في "مستوطنة كيدوميم" أسفرت عن مقتل جندي وإصابة مستوطن آخر وصفت جراحه بالخطيرة، حيث تقع المستوطنة غرب نابلس ويسكنها وزير المالية في حكومة الاحتلال، "بتسلئيل سموترتش".

رد على عدوان جنين

الكاتب والمحلل السياسي، أحمد رفيق عوض، اعتبر أن عملية "كيدوميم" التي أسفرت مقتل جندي "إسرائيلي" وإصابة آخر جاءت بعد عدوان الاحتلال الواسع على مدينة ومخيمها جنين، وأن الاحتلال كان يتوقعها.

وقال عوض في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الاحتلال اعتقد من خلال عمليته الأخيرة في جنين بأنه من الممكن اجتثاث بنية المقاومة الفلسطينية؛ معتقداً بأن ردود المقاومة لم تتوقف من مختلف الساحات".

ردود المقاومة من كل الساحات

وبين المحلل السياسي بأن الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة وتبعها الصواريخ من لبنان اليوم، بالإضافة لعملية "كيدوميم" تأتي في إطار وحدة الساحات وربطها مع بعضها البعض.

كما اعتقد عوض، أن الاحتلال يعيش في هذه الأيام حالة من التخبط وفقدان التوازن نتيجة ضربات المقاومة الفلسطينية، مبيناً أن هذه العمليات الفدائية تأتي في إطار النهج الفلسطيني الذي يسعى لاستعادة حقوقه وترابه من الاحتلال.

وقدر عوض بأنه لا يمكن لأحد بأن يتوقع نهاية معينة لما يجري في الضفة المحتلة، في ظل الإجراءات العنصرية التي يقوم بها الاحتلال في الضفة والتنكر للحق الفلسطيني.

لا عملية واسعة بنابلس

واستبعد عوض أن يقوم جيش الاحتلال بعملية عسكرية واسعة في مدينة نابلس مماثلة لما حصل في مدينة جنين مؤخراً، وأن الاحتلال سيعتمد على الاقتحامات السريعة؛ لأن اجتياح جنين لم يحقق أهدافه.

وبدوره، اتفق المختص في الشؤون الإقليمية، خليل نصر الله، مع سابقه بأنه لم يمر ٤٨ ساعة على وقف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عمليته العسكرية في مخيم جنين، حتى استفاقت المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" وحكومة الاحتلال على عملية نوعية عند مستوطنة “كدوميم”، مبيناً أن وهم الانتصار وفق حسابات جيش الاحتلال، سقط كليا في “كدوميم".

رد على عدوان جنين

وقال نصر الله في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": من حيث التوقيت، تعتبر العملية ضربة للأهداف التي تحدث جيش الإحتلال عن تحقيقها خلال عمليتة العدائية في مخيم جنين، مبيناً أن الواقع يختلف تماما عن الدعاية "الإسرائيلية".

ورأى أن سعى العدو "الإسرائيلي" في جنين لضرب البنية التنطيمية للمقاومة في شمال الضفة الغربية المحتلة، وفقاً لما صرح به رئيس حكومة الاحتلال، موضحاً أن الاحتلال يعتبر جنين باتت منطلقاً لعمليات في نواح مختلفة من شمال الضفة، وتشكل ملاذاً آمنا للمقاومين الذين ينفذون عمليات ويتمكنون من الانسحاب والوصول إلى المخيم.

رسالة للاحتلال

واعقد نصر الله بأن العملية في “كدوميم” متوقعة وتعد بمثابة رسالة جوابية مفادها بأن مسيرة المقاومة المنظمة في الضفة لن يتوقف، وأن استعادة شيء من الردع، إن كان ضمن حسابات عملية جنين، فلم يتحقق، وهو ما يعد الرسالة الأبرز.

التعايش مع هذا الواقع

وأوضح أن ما يمكن استنتاجه بعد عملية “كدوميم” أن المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" باتت معنية بالتعايش مع الواقع الجديد في الضفة، لأن تنفيذ عملية عسكرية واسعة في نابلس كما حصل في جنين قد يؤدي إلى الخطأ في التقدير، وقد يجر المنطقة إلى حرب، لا يريدها "الإسرائيليون" وهم يعبرون عن ذلك.

كما توقع نصر الله بأنه لا يمكن القول إن الجيش "الإسرائيلي" و"المؤسسة الأمنية" سيصمتون في أعقاب العملية، مبيناً أنه قد يقدموا على ردات فعل أو أفعال معينة، لكنها ستكون محكومة بحسابات الإقليم مع تقلص الخيارات أمامهم وعدم اللجوء لعملية عسكرية واسعة شمال الضفة المحتلة.

ويُشار إلى أن مصادر عبرية قالت: "إنه ارتفع عدد القتلى "الإسرائيليين" منذ بداية العام الحالي إلى 29 قتيلاً جراء العمليات الفدائية".

وذكرت وسائل إعلام عبرية: "إنه في أسبوع واحد اشتعلت جميع الساحات، إطلاق صواريخ من غزة إلى سديروت، إطلاق صواريخ من لبنان، عملية في تل أبيب، عملية في كدوميم، عبور صاروخ مضاد للطائرات إلى "إسرائيل" وهجوم على سوريا وعملية في جنين".

كلمات دلالية