"فداكم الدار طوبة طوبة"...الحاضنة الشعبية مفتاح الانتصار في معركة جنين

الساعة 04:57 م|05 يوليو 2023

فلسطين اليوم

"فداكم الدار طوبة طوبة "..عبارة لخص بها أهالي مدينة جنين ومخيمها بالضفة المحتلة، حبهم ودعمهم الكامل للمقاومة ورجالها أمام الغطرسة الصهيونية التي استمرت قرابة الـ40 ساعة، استشهد خلالها 13 مواطناً وأصيب أكثر من 125 مواطناً بينهم حالات حرجة، فضلاً عن تدميره عشرات المنازل وتجريف وتخريب للبنية التحتية للمخيم والمدينة التي وقف رجالها صدا منيعا أمام آلة بطشه التي عجزت على اختراق حصونها المستمدة قوتها من الحاضنة الشعبية الفلسطينية التي كانت سندا وحاضنة للمقاومة ورجالها.

وعلى قصاصة من الورق، وجدها مقاومون فلسطينيون في منزل تحصنوا فيه في مخيم جنين بعد أن غادره أهله، وهم يخوضون معركة الدفاع عن المدينة، وعن الوطن السليب، كتب أحد المواطنين، قائلاً:" الأكل والمونة موجودات في الدار، وفي البراد، وفي باب خالفي بيطلع على حوش الجيران لو بدكم تنسحبوا، وفداكم الدار طوبة طوبة، المهم تضلكم بخير، في 700 شيكل في الفريزر لو لزمكم مصاري الله يحميكم وياخد بيدكم"، عدة كلمات أثبت أن علاقة الشعب الفلسطيني بمقاومته متينة وقوية ولا يمكن كسرها.

وشن الاحتلال "الإسرائيلي" عدواناً في الساعات الأولى من فجر يوم الإثنين الماضي، استمر حتى ساعات مساء أمس الثلاثاء، خلف فيه دمراً واسعاً طال كافة مناحي الحياة، فحسب بلدية المدينة فقد دمر الاحتلال قرابة الـ800 منزل جزئي وكلي، بالإضافة لتدمير شبكة الكهرباء والمياه في المخيم.

شكلت حزام أمان

الكاتب والمحلل السياسي مصطفي الصواف، أكد أن الحاضنة الشعبية في جنين ومخيمها شكلت حزام أمان للمقاومة ورجالها رغم كل ما فعله الاحتلال من قصف للمنازل وتدمير للبنية التحتية بهدف ضرب الحاضنة الشعبية ومحاولة كسرها.

وأشار الصواف خلال حديث لـ"مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن الحاضنة الشعبية كانت أحد العوامل الرئيسية في فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه في مدينة جنين ومخيمها، والتي اثبتت قوتها وحرصها الشديد على حماية ودعم المقاومة والمقاومين رغم الدمار والقصف التي حاول العدو خلال عدوانه تحقيق عزلة بين المقاومة والجماهير الشعبية التي دائما تثبت للاحتلال أنها أكثر قوة وصلابة بالمقاومة ورجالها.

وأضاف:" أن الرسالة التي وجدها المقاومين في أحد البيوت والتي رسم فيها ملامح الحفاظ على حياة المقاومين، ودعمهم المالي والمعيشي بترك الطعام والمال لهم يؤكد أن الحاضنة الشعبية قوية وباتت على وعي كامل بما يسعى له الاحتلال، والتي روج لها من خلال معاونيه طوال السنوات الماضية بإمكانية العيش مع الاحتلال على هذه الأرض وتحقيق السلام".

جزء لا يتجزأ

وبين الكاتب الصواف أن الزيف والخداع الذي مورس طوال السنوات الماضية، كما كل مرة أثبتت الحاضنة الشعبية  فشله، وأكدت أن المقاومة ورجالها هم أبناء الحاضنة فعملت على حمايتهم وشكلت معهم عيون مراقبة وشكلت ساترا لهم.

ولفت إلى أن ما أظهرته الحاضنة الشعبية طوال العدوان على جنين، يؤكد أن المقاومة وجودها هو لحمايتهم ودعهم ولتوفير الأمن لهم وأن المقاومة جزء لا يتجزأ والحاضنة الشعبية تشكل عنصراً مهم في كل معركة وهي حزء في تحقيق النصر.

355124326_944137186895153_7155823572330163229_n.jpg
 

 

"السوشيال ميديا"

 

ولم تقتصر الحاضنة الشعبية الفلسطينية وقوفها مع المقاومة ورجالها في أرض الميدان فقط، فقد كان لرواد مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية "العنصر الإعلامي" مشاركة في فضح جرائم الاحتلال وتأييد ودعم حق الشعب الفلسطيني ومقاومته في الدفاع عن نفسه أمام العنصرية الصهيونية التي لا ترحم بشراً ولا شجراً ولا حجراً.

فالرسالة التي وصفها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالعظيمة والتي تركت في أحد البيوت، جاء مضمونها لايصال رسالة للعالم أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن مقاومته رغم التهديد والاعتقال والدمار، فالكاتب السياسي فايز أبو شمالة الذي احتفى بالرسالة علق عبر حسابه في موقع "تويتر" قائلاً:" ما هذه البطولة والتضحية الفلسطينية! حين يترك الفلسطيني الذي هُجّر من بيته في مخيم جنين رسالة لرجال المقاومة، يقول لهم فيها: فداكم الدار طوبة طوبة، الأكل والمونة في الثلاجة، وبدي سلامتكم، ذلك يعني أن كل الشعب الفلسطيني مع المقاومة، وأن الجيش الإسرائيلي يقاتل جيشاً من العماليق!

في حين علق الناشط، أمير صقر، قائلاً:" الحاضنة الشعبية " فداكم الدار طوبة طوبة " ورقة مكتوبة وضعها الاهالي أثناء مغادرتهم من منزلهم في جنين.

وتعمد الاحتلال طوال فترة عدوانه على مدينة جنين ومخيمها استهداف منازل المواطنين بالإضافة لتدمير مناحي الحياة في المدينة، لايصال رسالة لأهالي المخيم أن دعم المقاومة سيقابله عقابه الدمار والخراب وفقدان الأحبة، فضلاً عن تهجير قرابة خمسة آلاف مواطن من أهالي المخيم، إلا أن الحاضنة الشعبية أكدت قوتها ودعمها للمقاومة ورجالها، فقد فتحت البيوت الفلسطينية في مدينة جنين والمدن الفلسطينية الأخرى أبوابها أمام من خرج من المخيم وقدمت لهم الدعم المادي والمعنوي.

ليست ذلك فحسب، فقد جاء الدعم لجنين وأهلها من مدن الداخل المحتل، فقد قدمت جمعيّة الإغاثة 48 في الداخل الفلسطيني وجبات غذائيّة إضافة لمستلزمات حياتيّة أساسيّة، كما قدمت شحنة كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبيّة، لإدخالها لمستشفيات جنين والمراكز الطبّيّة هناك وأكدت الإغاثة48 أنها جاهزة لمدّ الأهل في جنين بكافّة المستلزمات الإغاثيّة والإنسانيّة وفق ما تتطلّبه الحاجة والضرورة.

ZDcfz.jpg
5ps46.jpg

qPSRI.jpg
 

 

كلمات دلالية