ما بين كتيبة جنين وكتيبة الرضوان.. بقلم: ناصر خالد

الساعة 01:53 م|05 يوليو 2023

فلسطين اليوم

كتب : ناصر خالد
لا تتوقف الالة العسكرية  الإسرائيلية عن عدوانها تجاه الشعب الفلسطيني سواء بالتحضير والتجهيز عبر مناورات وتدريبات لكل وحداتها وتشكيلاتها العسكرية وتحت عناوين مختلفة تارة ضرب إيران وأخرى في إطار معركة تفتح فيها كل الجبهات سواء القريبة أو البعيدة الشمالية منها أو الجنوبية ويعلو صوت الإعلام العسكري المرافق لهذه المناورات وما يصاحبها من القراءات والتحليلات من المراسلين العسكريين الإسرائيليين.
 وترتفع الوتيرة الإعلامية في حال كانت المناورات مشتركة وخاصة مع دول التطبيع وما يدهش المتابعين هي النتائج التي تطفو على السطح بعد كل مواجهة من عدم حسم المعركة بالضربة القاضية ولا حتى بنقاط تخرج إسرائيل من كل مواجهة بسجل حافل من الإخفاقات وانتهاك حقوق الإنسان وعلى رأسها قتل الأطفال والنساء وتدمير الممتلكات المدنية من بيوت ومحلات تجارية  أو الاغتيال والقتل خارج القانون و الحقيقة دليل تتكسر عليه الرؤوس قبل روايات وفبركة السياسيين.
 ما حصل في جنين خلال 48 ساعة الماضية هي أكبر حقيقة لابد أن يلتقطها العقل الإسرائيلي ومن خلفه المؤسسة الصهيونية  التي لابد لها من عقد مقارنات بين كتيبة جنين وكتيبة الرضوان التابعة لحزب الله .
كتيبة جنين تتكون من عشرات المقاتلين غير المدربين الذين يكتسبون الخبرات عبر الممارسة والخطأ وتصويب وتعزيز قدراتهم أما عبر التجربة أو توجهات من أصحاب الخبرات السابقة أو تعليمات يتلقونها من الخارج وكلها تهدف إلى تحويل مواد ذات استخدام مدني إلى استخدام عسكري .
السلاح الذي في أيدي مقاتلين الكتيبة هي أسلحة فردية والطلقات تكاد تكون محصورة ومعدودة والعبوات من مواد متحولة .
ميدان المعركة مخيم يبلغ مساحته كيلو متر مربع فيه ستة أحياء مكتظة بالسكان والمقاتلين معظمهم من مواليد سنة 2002م 
طرق الأمداد تكاد تكون معدومة إلا من المخلصين من أبناء الشعب الفلسطيني وبعض الأفراد من أجهزة السلطة
أما في كتيبة الرضوان فالمشهد مختلف تماماً ولا مكان للمقارنة
المقاتلين مدربين على كل أنواع الأسلحة لدرجة الاحتراف ومطلعين على كل جديد في عالم الخطط والحروب وقد خبرهم العالم في حرب 2006م وفي الساحات أخرى أبهروا كل الخبراء والمراقبين وعدادهم يتجاوز العشرة ألف مقاتل
السلاح كما قال سماحة السيد في أحدى مقابلاته أن المعركة ستكون بسلاح ما بعد الكورنيت  وستدمر كتائب العدو عبر البث المباشر أمام عدسات التصوير والقنوات الفضائية فما هي هذا التكنولوجيا التي ستكون حاضرة في ميدان المعركة.
الميدان مساحة تبلغ أكثر من أربعين كيلو متر عرضاً وتصل إلى عمق أربعين كيلو متر حتى حدود نهر الليطاني وهي بطبيعتها ميدان وعر يصعب على كثير من الأليات المرور عبرها بسهولة إضافة إلى ما أحدثته الكتيبة من تغيرات في الميدان لصالحها 
طروق الأمداد متصلة من لبنان إلى سوريا فالعراق وإيران يقدم لهم كل الإسناد والدعم وتفتح لهم كل مخازن الأسلحة ومفاجآت المعركة 
 السؤال هل العقل الذي يقود إسرائيل يتعامل مع الأرقام والإحصائيات  ويذهب نحو حلول سياسية  أم يأخذ بمنطق المعتدلين والمتطرفين بأن القضايا تحل بالقوة أو بمزيد من القوة وهذا هو موطن هلاك الظالمين وحتمية التاريخ .

كلمات دلالية