القيادي شهاب: الاحتلال فشل في تحقيق أهداف عدوانه على جنين وتكتيكات المقاومين أهم عوامل النصر

الساعة 01:43 م|05 يوليو 2023

فلسطين اليوم

أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، داود شهاب، اليوم الأربعاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فشل في تحقيق أهداف عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، موضحًا أن المقاومين الثائرين استطاعوا تحقيقًا انتصارًا واضحًا في المعركة التي أطلقت عليها سرايا القدس اسم "بأس جنين".

وشدّد شهاب، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، على أن المجاهدين تمكنوا وعلى مدار 48 ساعة من القتال المتواصل من صّد جيش العدو ودحره صاغراً عن المخيم، بعد أن لاحقته كمائن سرايا القدس وفصائل المقاومة التي رسمت مشهدا ثورياً وجهاديا عظيماُ حظي بدعم وإسناد شعبي غير مسبوق.

وقال القيادي في الجهاد، شهاب: إن "المجاهدين الشجعان خاضوا المواجهة بكل ثقة واستخدموا تكتيكات مختلفة عن تلك التي اعتاد الرأي العام عليها في الفترات الماضية".

وأضاف إن تكتيكات المقاومين الأمنية والميدانية كانت أحد أهم عوامل النصر الذي تحقق.

وأشار شهاب، إلى أن الاشتباكات في اليوم الثاني كانت أشد من يومها الأول، إذ لاحقت بنادق السرايا والمقاومة جنود العدو في أطراف المخيم والحارات المجاورة، كما وخاض المجاهدون معارك قاسية ستظل تفاصيلها محفورة في الذاكرة الوطنية الفلسطينية.

وبيّن أن حجم الاصابات التي أوقعها المقاومون في صفوف العدو كان لافتًا وكاشفًا عن مستوى الدقة في تنفيذ المهام القتالية من قبل مقاتلي سرايا القدس ورفاقهم من أذرع المقاومة الاخرى.

وتابع شهاب: إن "العبوات كانت شديدة التفجير وبعض منها يستخدم للمرة الأولى أحد أدوات المعركة الأكثر فاعلية خاصة في تلك الكمائن التي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف العدو".

وخرجت سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية منتصرة وهي تعلن أنها مستعدة لمواصلة القتال والعمليات وأنها لن توقف جهادها ولن تتخلى عن واجباتها. وهذا هو المعنى الحقيقي للانتصار، كما يؤكد القيادي شهاب.

التفاف شعبي                                             

وقال شهاب، أن معركة جنين، تميزت بحالة الاجماع الوطني والالتفاف الشعبي، وشكل ذلك غطاء سياسياً للمقاومة"، مشيرًا إلى أن "الخطاب الفلسطيني كان في مستوى الحدث وفي مستوى ما يسطره المجاهدون من بطولات وملاحم جهادية".

وأضاف أن "التفاعل الشعبي والجماهيري كان واسعاً عبر المسيرات التي انطلقت في كافة محافظات الضفة وغزة وفي مخيمات اللجوء والشتات، وعبر مواقع ومنصات السوشيال ميديا التي تحولت إلى منابر مساندة لكتيبة جنين ولكل مجموعات المقاومة الأخرى".

ولفت شهاب إلى أنه عقب إعلان المقاومة انتصارها خرجت الجماهير في المخيم تهتف للشهداء ولسرايا القدس وكتيبة جنين التي تحول شهداءها إلى عناوين وايقونات وطنية تتردد في كل المناسبات وعلى السنة الكبار والصغار، متابعًا "قد حفظت ملامح الشهداء وزينت صورهم الشوارع والنوادي وابواب المساجد والساحات العامة ، في دلالة كبيرة على مدى احترام القواعد الشعبية والجماهيرية لهؤلاء الشهداء".

وأردف أن "لا تجد أحدا لا يعرف قصة جميل العموري أو فادي سلامة وعبد الله الحصري وداود الزبيدي وغيرهم من الشهداء، ويحفظ عامة الناس قصصهم ورواية استشهادهم وملامح وجوههم ووصاياهم وكلماتهم، يقلدهم الصغار ويبكيهم الكبار، كما وتتغنى النساء بهم في أهازيج الأعراس والأفراح".

وأوضح أن هذا يعطينا انطباعاً حول مدى حب الناس للمقاومة واحترامها، فهي تمثل العامل الوحيد الذي يجمع عليه الفرقاء والشركاء، ويتوحد حوله كل الشعب على اختلاف توجهاته ومشاربه السياسية.

عملية (تل ابيب)

كما وأكد شهاب، أن هذه المعركة واكبها حالة تأهب واستعداد عالية من قبل المقاومة في مختلف الساحات، وترجم ذلك عبر عملية نوعية نفذها مجاهد بطل من أبناء حركة حماس وهو عبد الوهاب خلايلة في بلدة السموع بمحافظة الخليل.

واعترف العدو، بإصابة 10 مستوطنين بعملية الشاب خلايلة، في مدينة (تل ابيب) المحتلة.

واعتبر هذه العملية أنها "كانت عاملاً قوياً في حسم انتصار جنين، إلى جانب كمائن سرايا القدس واشتباكات رجالها التي أدت لمقتل وإصابة عدد من جنود العدو".

خزان الوطنية الفلسطينية

وقال شهاب: إن "مخيم جنين هو خزان الوطنية الفلسطينية، ومخزون الثورة والجهاد والمقاومة، وهذا ليس جديدا بل تاريخياً، ومنذ الانتداب البريطاني وثورة القسام الذي استشهد في أحراش يعبد على أرض جنين ، وعبر كل محطات المواجهة مع العدو".

وأضاف أنه "رغم كل ما تعرضت له جنين من معاناة واضطهاد وظلم وعدوان وتدمير لكنها بقيت عصية على الانكسار وبقيت تمثل الكف الذي يواجه المخرز، واليد التي تؤدي الواجب رغم قلة الزاد وقلة الإمكان".

وتابع : "جنين لن تنكسر، ما دام فيها رجال الكتيبة الأبطال وما دام فيها هذا النفس وهذه الروح الجهادية التي تقوم بواجباتها وتؤدي تكليفها الشرعي دون التفات إلى المناصب ولا مصالح الدنيا الفانية".

حماية المقاومة

وأوضح شهاب، أن المطلوب هو أن تبني مظلة وطنية تحمي المقاومة ، وتحافظ على ديمومتها وبقائها، وهذا يستدعي العمل على إرساء قواعد جديدة في العمل الوطني تستند إلى الاجماع الوطني وتستند إلى الحالة الثورية التي تنهض في كل مدن وقرى ومخيمات فلسطين في الداخل والشتات".

وأيضًا، سرعة التحرك من أجل تعزيز الصمود الوطني في جنين عبر برامج واسعة تعيد اعمار المخيم وتداوي جراح الناس وتجبر الضرر الذي أصابهم، كما يضيف شهاب.

كما وشدّد على أن "هذا أمر ضروري وملح"، وتابع: "لذلك ركز الاخ الامين العام القائد زياد النخالة على هذا الأمر في تصريحه الصحفي الذي دعا فيه الى التكاتف الوطني من أجل تعزيز الصمود في جنين".

وأردف : "نجدد هذه الدعوة وندعو الكل الى تبنيها فوراً".

ودعا شهاب، المؤسسات الاهلية إلى إطلاق حملات متتابعة لدعم جنين ومساندتها.

كلمات دلالية