هذا يوم جنين والجهاد والمقاومة وفق النظرية الثلاثية للوحدة

الساعة 12:00 م|04 يوليو 2023

فلسطين اليوم | خالد صادق

عقب نائب الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين د. محمد الهندي، على العدوان الصهيوني على جنين والذي أطلق عليه الاحتلال اسم «المنزل والحديقة» بالقول «هذا (بأس جنين).. هذا يوم جنين.. يوم السرايا والكتائب والوحدة الحقيقية.. يوم الجهاد والثبات والمقاومة». وأضاف «مزيدًا من الصبر والثبات والتوكل ليرتد العدوان خيبة وانكسارًا، وتسقط كل حسابات العدو أمام إرادة وإيمان وتصميم أبطال جنين», نحن نثق في قدرة المقاومة الفلسطينية في احباط اهداف العدوان على جنين، والصمود في وجه الاحتلال الصهيوني وصد العدوان، وايقاع خسائر في صفوف الاحتلال, ووفق النظرية الثلاثية للوحدة, نرى ضرورة وحدة الساحات, ووحدة الجبهات, ووحدة الرد الشعبي العربي والإسلامي على العدوان الصهيوني المستمر على جنين المقاومة, اليوم الاحتلال يحاول ان يستفرد بساحة جنين وحدها, ويتجنب التوتير والقتل في ساحات أخرى, وحتى لا نعطيه ميزة الاستفراد بجنين, يجب ان تتحرك الساحات الأخرى في ربوع فلسطين, وخاصة في الضفة الغربية وتجابه الاحتلال وتصعد في المعركة ولا تنخدع بالهدوء الإسرائيلي في الساحات الأخرى, فإسرائيل عندما تنتهي من عدوانها في جنين ستنتقل الى نابلس ثم الى الخليل وطولكرم ومخيم عقبة جبر ورام الله والبيرة وبيت لحم وغيرها من المدن الفلسطينية في الضفة, حتى تتفرغ في النهاية لتمرير مخططها العدواني في المسجد الأقصى المبارك, بتقسيمه زمانيا ومكانيا, والسيطرة على 70% من مساحته, وإقامة الهيكل المزعوم على انقاضه, علينا ان ندرك جيدا ان العدوان الصهيوني لن ينتهي عند جنين,  وعملية «المنزل والحديقه» لن تتوقف, فالمنزل المقصود به جنين لأنها منبع الفعل المقاوم في الضفة, والحديقة هي المدن الأخرى التي يمهد الاحتلال الصهيوني لغزوها واقتطاف أرواح المقاومين فيها, فاذا ما اكلت جنين لا سمح الله, فستلتهم مدن أخرى, فلا تتركوا جنين وحدها في الميدان.

والحديث عن وحدة الجبهات يمكن ان يتحقق أيضا وفق تقدير ودراسة لمحور المقاومة في المنطقة, وحديث الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله ان المقاومة لن تترك غزة وحدها, ولن تترك جنين وحدها, ولن تترك القدس وحدها, يعنى ان الجبهة الشمالية حاضرة وقد تمتد الاحداث وتتمادى «إسرائيل» في جرائمها, وتتحقق وحدة الجبهات في مواجهة مع الاحتلال, فمحور المقاومة يبقى الحصن الذي تستند اليه فصائل المقاومة الفلسطينية اذا ما اشتدت الاحداث, وتعاظمت انتهاكات الاحتلال, وما صرح به الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة بان « ما يجري في جنين هو مذبحة يقوم بها العدو ضد الشعب الفلسطيني, وأن المقاومة وسرايا القدس ستقوم بواجبها لوقف هذه المذبحة إن شاء الله تعالى», يدل على خطورة الحدث وتعاظم الجرائم الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني, وان المطلوب وحدة الساحات لدفع الاخطار عن جنين بيت المقاومة ومستودع الجهاد والمواجهة, ووحدة الجبهات لكي يدرك الاحتلال ان جنين ليست وحدها, والضفة ليست وحدها, وفلسطين ليست وحدها, وان التهديدات للاحتلال الصهيوني يجب ان تؤخذ على محمل الجد, فصاروخ واحد اطلق من الأراضي السورية تجاه الطائرات الصهيونية المغيرة على دمشق, وسقط في رهط زلزل اركان الكيان الصهيوني, وزعزع استقرار هذه «الدولة» وجعلها تتدارس تداعيات جريمتها بالعدوان الجوي على دمشق, وانعكاس ذلك على الجبهة الداخلية الصهيونية, وتأثيره في نفسية الإسرائيليين الذين باتوا يخشون من تعدد الجبهات في مواجهة تغول جيشهم وتجاوزه لكل الخطوط الحمراء, بفعل السياسات الجديدة التي تفرضها «الصهيونية الدينية» على الإسرائيليين, ويتبناها بنيامين نتنياهو ويعمل على تحقيقها خوفا من السقوط المدوي على يد المتشددين الصهاينة من أمثال ما يسمى بوزير المالية بتسلئيل سموتريتش, وما يسمى بوزير الامن القومي الصهيوني ايتمار بن غفير, اللذين اصبحا سيفا مسلطا على رقبة بنيامين نتنياهو لا يستطيع الفكاك منه.

العامل الثالث للنصر هو وحدة الموقف العربي والإسلامي في مواجهة سياسة الاحتلال الصهيوني, فالعالم مطالب بدعم سياسي للفلسطينيين, وفضح جرائم الاحتلال الدموية بحق شعبنا الفلسطيني, والتحرك الشعبي في العواصم العربية والإسلامية لمواجهة سياسة القتل الممنهج التي ترتكبها «إسرائيل بحق الفلسطينيين, ففي معركة «سيف القدس» كان لتحرك الشارع العربي, وتحديدا في الأردن ولبنان وسوريا اثر كبير على انتهاء العدوان الصهيوني على غزة, بعد ان شعرت «إسرائيل» بخطورة على وجودها في عواصم عربية تقيم علاقات مع «إسرائيل» وبعد عمليات اقتحام الحدود من الجماهير المنتفضة في الأردن ولبنان, وبدأت «إسرائيل» تتراجع امام المقاومة التي فرضت معادلات جديدة على الاحتلال الصهيوني, الذي أجبر على انهاء عدوانه على قطاع غزة بشروط المقاومة ووفق رؤيتها وتصورها, فوحدة الموقف العربي والإسلامي ضرورية لإنهاء أي عدوان صهيوني على شعبنا,  يجب ان تدرك «إسرائيل» ان أي عدوان على الفلسطينيين له ثمن, وان القضية الفلسطينية لا يمكن فصلها عن محيطها العربي والإسلامي, وان وحدة الموقف العربي والإسلامي في مواجهة تغول الاحتلال على الشعب الفلسطيني تتحقق في الوقت المناسب, فاذا ما تحققت وحدة الساحات, ووحدة الجبهات, ووحدة الموقف العربي والإسلامي, فان الاحتلال الصهيوني لن يجرؤ على شن عدوان على شعبنا, لان الثمن سيكون باهظا, ولن يستطيع الاحتلال, وجبهته الداخلية الرخوة, تحمل تبعاته, وعليكم ان تؤمنوا بان الشعوب سباقة بمواقفها عن مواقف قياداتها, وهى التي تصنع السياسات, ومهما حاول الحكام تهميش دور الشعوب, تبقى الشعوب اقوى من الحكام.

كلمات دلالية