تحليل بعد خيمتي "حزب الله"... ماذا يريد الاحتلال من لبنان؟

الساعة 08:51 م|02 يوليو 2023

فلسطين اليوم

تُعيد قضية الخيمتين التي قامت المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله" بنصبها قرب الحدود في منطقة مزارع شبعا المحتلة، الصراع بين المقاومة اللبنانية والاحتلال "الإسرائيلي" إلى واجهة الأحداث في ظل رفض "حزب الله" مجرد الحديث عنها لأنها أًقيمت في أراضٍ لبنانية.

هذه الأحداث جاءت بعد المناورة التي نفذها "حزب الله" مؤخراً وبعث فيها رسائل لكيان الاحتلال أثبت فيها أنه على أتم الجهوزية لمواجهة أي اعتداء "إسرائيلي"، واليوم تأتي قضية الخيمتين التي أثارت حفيظة كيان الاحتلال حتى أن ما يسمى بـ"معهد الأمن القومي الإسرائيلي" رأى أن قضية الخيمتين لحزب الله زادت من تآكل الردع لدى جيش الاحتلال.

فالاحتلال الصهيوني أصبح أضعف من أن يقوم بمواجهة مع "حزب الله"، وأن يشن حرباً على لبنان لأنه بات يعرف نتائجها التي لا يستطيع تحملها، بحسب العديد من المختصين,

المختص في العلاقات الدولية، حسين شعيتو، رأى أن من بدأ في المواجهة في جنوب لبنان هو جيش الاحتلال "الإسرائيلي" الذي يواصل عمليات التجريف في تلال "كفر شوبا" و"مزارع شبعا" المحتلة، ويحاول توسيع نطاق اعتداءاته في منطقة الشريط الحدودي ضمن الأراضي اللبنانية.

المقاومة ترد اعتداءات الاحتلال

وأشار شعيتو في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الجيش اللبناني و"حزب الله" يصدون اعتداءات الاحتلال على الأراضي اللبنانية؛ ما يجعل جيش الاحتلال يعيش في حالة تخبط حقيقية.

ورأى بأن وضع "حزب الله" للخيمتين على الحدود اللبنانية جعلت العدو يستشيط غضباً، معتقداً بأن هذا الأمر أدى لاستنفار آليات الاحتلال في المنطقة، وبالتالي ردت المقاومة اللبنانية باستنفارها على الحدود برفقة الجيش اللبناني.

"إسرائيل" أضعف من خوض حرب

واعتقد شعيتو، أن الاحتلال "الإسرائيلي" اليوم أضعف من أن يشن حرب على لبنان، أو أن يخوض مواجهة مع "حزب الله"، مبيناً أن الاحتلال ليس مستعداً لأن يدفع فاتورة هذه الحرب، في ظل تطور العلاقات الدبلوماسية بين جميع الأطراف؛ ولأن الخاسر الأكبر حاليا هو الاحتلال سواء في الداخل المحتل أو على الحدود اللبنانية.

وقدّر المختص، أن الاحتلال غير جاهز حالياً لصراع عسكري شامل، معتقداُ بأن الاحتلال يعيش توتر وتخبط على الحدود ويستخدم مبدأ الكر والفر في ظل القواعد التي وضعتها المقاومة اللبنانية للاشتباك مع العدو وتحقيق الردع وعلى العدو الصهيوني أن يلتزم بها.

كما اعتقد شعيتو، بأنه إذا لم يلتزم الاحتلال بقواعد الاشتباك التي وضعتها المقاومة في لبنان، فإن المقاومة هي من ستبادر بضرب العدو الصهيوني وقمعه بالطرق المشروعة لها.

موضوع غير قابل للنقاش

وأشار إلى أن قضية إزالة الخيمتين هو موضوع "مفروغ منه" لا يقبل "حزب الله" النقاش فيه لأنها في أراضي لبنانية في مزارع شبعا المحتلة، مبيناً أن الاحتلال في حال اعتداءه على الخيمتين أو أحدهما فسيكون هناك رد من المقاومة تحت مبدأ توازن الردع والرعب "والضربة بضربة" التي برع "حزب الله" فيها مؤخراً، وأن تعزيزات الاحتلال تأتي في سياق الاستعراض الإعلامي لتحقيق بعض المكاسب.

من جانبه رأى المحلل والمختص في الشأن "الإسرائيلي" ياسر عرفات الخواجا، أن نصب الموقعين المتقدمين "الخيمتين" من قبل حزب الله مؤخراً، هو الحدث الأبرز والأكثر تحدياً من قبل حزب الله في مراحل التصعيد الأخيرة مع الاحتلال "الإسرائيلي"؛ لذلك تستمر التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان.

صدام مقبل

واعتقد الخواجا، أن الموقعين تجاوز بهما حزب الله الخط الأزرق الذى تم وضعه من قبل الأمم المتحدة بعد انسحاب الجيش "الإسرائيلي" من الأراضي اللبنانية من جانب واحد عام (2000م)، متوقعاً في ظل ضييق المساحة بينهما فإن الصدام مقبل لا محالة، وهذا ربما ما تظهره تطورات الأحداث الميدانية بين الطرفين.

وقال المختص: "فقد قدمت "إسرائيل" عبر شكوى قدمتها للأمم المتحدة مفادها أنه إذا لم يخل حزب الله الموقعين العسكريين فإن الجيش "الإسرائيلي" سيبادر إلى إخلائها بالقوة".

تهديدات جوفاء

وأشار الخواجا، إلى أن هذا التهديدات "الإسرائيلي" باتجاه لبنان والتلويح بالقوة لم يكن وليد الحدث الأخير، وإنما سبقه جملة من الأحداث التي استخدم فيها الاحتلال منطق التهديد، إلا أنه يقف عند حدود التهديد الأجوف دون أي فعل على الأرض يمنع من خلاله تحركات "حزب الله" نحو جره لحرب واسعة بدءًا من كاريش وصولاً بعملية التسلل وعبوة "مجدو" وإطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية وليس انتهاء بإقامة موقعين خارج نطاق "الخط الأزرق" الدولي.

كما رأى بأن الاحتلال لا زال مستمراً بسعيه في إنهاء التوتر بالطرق الدبلوماسية من خلال عدة وساطات، والتي كان من أبرزها الوساطة الأمريكية والفرنسية، ولكن هذه المساعي حتى اللحظة لا زالت تصطدم برفض تام من حزب الله لإخلاء الموقعين وتفكيكهما، بل عمل الأخير على تعزيز الموقعين من خلال ضخ مزيد من التواجد العسكري والأهلي، وفرض واقع ميداني جديد.

وكان حذر حزب الله قيادة الاحتلال مؤخراً، بقوله: "إن على إسرائيل أن لا تخطئ التقديرات والحسابات وترتكب أي خطأ في أي بلد في المنطقة؛ لأن ذلك سيفتح بالضرورة حربًا إقليمية كبرى ومتعددة الجبهات والاتجاهات".

ويُشار إلى أنه أوصى ما يسمى بـ"معهد أبحاث الأمن القومي "الإسرائيلي"، حكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، بعدم الاكتفاء بـ"النشاط الدبلوماسي" لدفع "حزب الله" إلى إخلاء موقع عسكري أقامه قبل نحو شهرين في منطقة حدودية تحتلها "إسرائيل" في منطقة مزارع شبعا المحتلة، وشدد على ضرورة العمل على إخلاء الخيام "حتى لو كلفها ذلك خطر التدهور لمواجهة ميدانية محدودة".

كلمات دلالية