بالصور دباغة الجلود… مهنة قديمة متوارثة تصارع من أجل البقاء في غزة

الساعة 10:14 م|01 يوليو 2023

فلسطين اليوم

لا تزال عائلة الشوا بغزة تمارس مهنة دباغة الجلود، متمسكة بموروثها القديم عن أجدادها في جمع جلود المواشي بموسم الأضاحي، كونها مصدر رزق أساسي بالنسبة للعائلة، في الوقت الذي تقتصر فيه هذه المهنة على عائلتين فقط في جميع أنحاء قطاع غزة.

ويتم وتستخدم الجلود التي يتم حفظها وتخزينها في غزة للتصدير إلى الخارج، ليتم بعد ذلك دباغتها في صناعة الأحذية والأحزمة والقفازات والمعاطف والقبعات وحقائب اليد إضافة إلى منتجات أخرى مختلفة.

تجميع الجلود

ومع حلول اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك، يقوم جلال أيمن الشوا، بشراء وجمع جلود الأضاحي من الجزارين مقابل مبلغ من المال، لمعالجتها وتخزينها خلال مراحل، تمهيدًا لتصديرها إلى الخارج في الضفة الغربية المحتلة.

ويقول الشوا لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "في موسم الأضاحي كل عام يجلس أحد أفراد العائلة في ساحة الشوا المعروفة منذ نحو 40 سنة لدى من يرغب ببيع الجلود من جميع أنحاء قطاع غزة، حيث يتم اختيار الجلود بعناية ووفق معايير وشروط خاصة".

دباغة الجلود.. مهنة قديمة تصارع من أجل البقاء في غزة

 

مراحل معالجة الجلود

وتتمثل الخطوات الأساسية في عملية دباغة الجلود التنظيف وإزالة الشوائب والدهون من الجلد. ثم يتم تعديل الحموضة في الجلد باستخدام مواد كيميائية معينة لإعداده لعملية الدباغة، بعد ذلك، يتم تعريض الجلود للمواد الدباغية التي تخترق الألياف الجلدية وتعمل على تثبيتها وحمايتها من التعفن والتحلل البكتيري.

كما أن سلامة الجلود من أي تمزق تعد من الشروط الأولى لاختيارها، إلى جانب الجودة التي يجب أن تتمتع بها، وعدم تعرضها لتهتك أثناء عملية الذبح، والأهم من كل ذلك ألا يمر وقت طويل أكثر من 6 ساعات على عملية ذبح وسلخ الأضحية كي لا تتعرض للتلف والتعفن.

وحول مراحل تخزين الجلود يضيف الشوا، أنه يتم إزالة طبقة اللحم والدهن الملتصقة بالجلود من خلال أدوات ومعدات يدوية، ثم يتم تنقية الجلد من الماء لتنظيف آثار الذبح.

دباغة الجلود.. مهنة قديمة تصارع من أجل البقاء في غزة

 

المرحلة الأخيرة

وحسب الشوا، يتم المرحلة التالية خلط كميات كبيرة من الملح الخشن مع مواد حافظة ويتم وضعها على الجلود، وتكرار زيادة الملح وصولًا إلى مرحلة نشر الجلود، وفي المرحلة الأخيرة تكون الجلود جاهزة للتصدير بعد حفظها ويمكنها تحمل التحلل لمدة تزيد عن العامين، إلى أن يتم تصديرها إلى مصانع الدباغة في الخارج.

وتهدف عملية دباغة الجلود إلى تثبيت البشرة وتحويلها من حالة الجلد الخام القابل للتعفن إلى جلد يمكن استخدامه لفترة طويلة دون أن يتعرض للتلف، ويتم تحقيق ذلك عن طريق معالجة الجلود بمواد كيميائية تسمى المواد الدباغية.

ويلفت جلال الشوا، إلى أن الاحتلال "الإسرائيلي" سمح لهم بالتصدير من قطاع غزة إلى أسواق الضفة بعد منع التصدير منذ عام 2009 حتى 2018.

وحول سعر الجلدة الواحدة التي يقومون بشرائها، فتكون حسب السوق والطلب وتتراوح بين 30 شيكلاً إلى 35 شيكلاً، كما أن السعر يزيد ويقل حسب الجودة.

جلد صناعي

ويتابع جلال الشوا: "دباغة الجلود لم تعد كسابق عهدها، ويتفاوت الموسم من عام إلى آخر، إلى جانب انتشار الجلد المشمع الصناعي "الصيني" شبيه بالجلد الطبيعي ورخيص الثمن ويلبي حاجة السوق، مشيرًا إلى أن ذلك أثّر بشكل كبير على سوق دباغة الجلود.

ويجب أن يتم عملية دباغة الجلود بمعايير وإجراءات صارمة لضمان جودة المنتج النهائي وسلامة العاملين في هذه الصناعة، كما أنها تعد من الصناعات التقليدية التي تحتاج إلى مهارات خاصة وخبرة عالية للحفاظ على جودة المنتج والحفاظ على البيئة. وفق الشوا

الجدير بالذكر، أن سوق الضفة الغربية يستفيد من الكميات الكبيرة التي ينتجها القطاع والتي تصل إلى نحو 60% من كمية الجلود التي يتم إنتاجها في فلسطين بشكل عام بسبب انخفاض أسعارها مقارنة مع الجلود المستوردة من "إسرائيل" والخارج.

دباغة الجلود.. مهنة قديمة تصارع من أجل البقاء في غزة
دباغة الجلود.. مهنة قديمة تصارع من أجل البقاء في غزة
دباغة الجلود.. مهنة قديمة تصارع من أجل البقاء في غزة
دباغة الجلود.. مهنة قديمة تصارع من أجل البقاء في غزة
دباغة الجلود.. مهنة قديمة تصارع من أجل البقاء في غزة
دباغة الجلود.. مهنة قديمة تصارع من أجل البقاء في غزة
دباغة الجلود.. مهنة قديمة تصارع من أجل البقاء في غزة
دباغة الجلود.. مهنة قديمة تصارع من أجل البقاء في غزة
دباغة الجلود.. مهنة قديمة تصارع من أجل البقاء في غزة
دباغة الجلود.. مهنة قديمة تصارع من أجل البقاء في غزة
 

كلمات دلالية