خبر المرشد العام للإخوان: أوباما دغدغ المشاعر ولم يأت بجديد

الساعة 06:14 ص|07 يونيو 2009

حزب الله يقول إنه يستهدف فقط تلميع صورة أمريكا

المرشد العام للإخوان: أوباما دغدغ المشاعر ولم يأت بجديد

عبد المنعم محمود

اتهمت جماعة الإخوان المسلمين في مصر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بمحاولة "دغدغة" مشاعر المسلمين من خلال استشهاده بآيات القرآنية في خطابه للعالم الإسلامي الذي ألقاه من جامعة القاهرة يوم الخميس الماضي، واصفة ذلك بأنه تغير في الأسلوب فقط دون القيام بفعل حقيقي.

ففي أول رد فعل رسمي من الإخوان المسلمين، قالت الجماعة في بيان صحفي صادر عن مرشدها العام، محمد مهدي عكاف إن "استشهاد أوباما بالآيات القرآنية والأحداث التاريخية الإسلامية لم ولن ينجح فى تحقيق أهدافه، ولن ينطلى على العرب والمسلمين".

 

وأضاف: "كان واضحا أن ذلك مجرد تغير فى الأسلوب والتكتيك فى بعض القضايا بما يؤكد سياسة التدخل الناعم للإدارة الأمريكية، بدلا من استخدام الآلة العسكرية التى مازالت تقوم بجرائمها فى أفغانستان وباكستان، فضلا عن احتلال العراق وآثاره وتداعياته مستمرة".

 

كذلك انتقدت الجماعة حديث أوباما عن الديمقراطية، إذ وصفغته بـ"المقتضب والسطحي"، متهمة بـ"غض الطرف عن الديكتاتوريات القائمة والأنظمة الفاسدة الظالمة التى تقهر شعوبها وتهمش دورها".

 

ووصف عاكف خطاب أوباما بأنه "مجرد حملة علاقات عامة لتضييع الفرص وإضاعة الوقت ومحاولة تجميل صورة أمريكا التى تلطخت بالظلم والغزو وجرائم العدوان وإراقة دماء العرب والمسلمين فى كل مكان وخاصة فى فلسطين".

 

مواقف ظالمة

 

وحذرت الجماعة من استمرار التوتر بين الغرب والمسلمين قائلا: "ما لم تتوقف الحملة التى تقودها أمريكا ضد المسلمين، فإن التوتر سيستمر ويشتد والمقاومة ستزداد وسيظل عدم الاستقرار فى العالم على حاله ما لم تتدارك أمريكا وقيادتها مواقفها الظالمة الداعمة للصهاينة وللظالمين الذين يأتمرون بأمرها ويسيرون فى طريقها".

 

وأوضح عاكف أن المبادئ العامة التى ذكرها أوباما فى خطابه حول حقوق الإنسان والعدل والحوار على أساس الاحترام والثقة المتبادلة، لا يختلف عليها أحد , لكنه شدد على أن "أن العبارات العاطفية واللغة واللباقة التى استخدمها أوباما لا تحقق عدلا ولا تسترد حقا للمسلمين سواء فى فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو باكستان أو غيرها من بلاد العالم الإسلامى".

 

واعتبرت الجماعة أن أوباما يسير على درب أسلافه من حكام الولايات المتحدة فيما يتعلق بسياسة الكيل بمكيالين والانحياز الكامل لإسرائيل، مدللة على ذلك بما أعلنه أوباما عن استمرار دعم بلاده لإسرائيل، و"تركيزه على أسطورة المحرقة النازية التى وقعت لليهود" خلال الحرب العالمية الثانية (1939:  1954).

 

المقاومة

 

وانتقدت الجماعة ما تحدث به الرئيس الأمريكي عن المقاومة في خطاب القاهرة، قائلة إن "أوباما لا يملك حق وصف مقاومة الفلسطينيين بالعنف، ومطالبة الشعب الفلسطينى بنبذه، واتخاذ الوسائل السلمية، ليفرض بذلك الاستسلام على الشعب الفلسطينى وسلبه حقه المشروع فى تحرير أرضه وتطهير مقدساته".

 

وكان محمد حبيب، النائب الأول للمرشد، قد علق في وقت سابق على الخطاب بقوله إن "كل ما ورد فيه مجرد عبارات فضفاضة لم تحدد مفهوم الإرهاب، وهل المقاومة التي تدافع عن الأرض و(تقف) ضد الاحتلال تدخل في نطاق الإرهاب".

 

ومضى حبيب قائلا: "هناك نظرة ظالمة من الرئيس الأمريكي إزاء القضية الفلسطينية لا تختلف في كثير أو قليل عن رؤية الرئيس (الأمريكي) السابق جورج بوش والمحافظين الجدد".

 

وكان أوباما قد دعا في خطابه إلى "بداية جديدة" بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي ترتكز على المشاركة"، واستشهد في هذا الموضع بأيه من القرآن الكريم قائلا: "ينص القرآن الكريم على ما يلي: (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، وهذا ما سوف أحاول بما في وسعي أن أفعله وأن أقول الحقيقة اعتقادا مني أن المصالح المشتركة بيننا كبشر هي أقوى بكثير من القوى الفاصلة بيننا".

 

تشاطر كلامي

 

وفي لبنان، وصف حزب الله خطاب أوباما بأنه نوع من "التشاطر الكلامي"، متهما السياسة الأمريكية في المنطقة خلال عهده الذي بدأ يوزم 20-1-2009 بأنها "لا تزال تتنكر" لحق الشعوب في مقاومة الاحتلال.

 

وقال الحزب في بيان له صدر مساء أمس، إن "خطاب الرئيس الأميركي، وإن بدا مختلفا بعض الشيء عن كلام الإدارات السابقة، فإنه يبقى إلى الآن نوع من التشاطر الكلامي الهادف إلى تلميع صورة واشنطن البالغة التشوه، ولا يرقى بأي حال للتعبير عن إستراتيجية جديدة أو أهداف جديدة لدى الإدارة الأميركية".

 

وأردف: "فالسياسة الأمريكية في المنطقة في عهد أوباما ما تزال تتنكر لحقوق الشعوب وأهمها حق مقاومة الاحتلال وتحقيق السيادة والاستقلال".

 

ورأى أنه "كان الأجدى بأوباما أن يتحمل مسؤوليته التي طالما تحدث عنها، وأغرق العالم بشعارات التغيير، بالمبادرة فعليا لاتخاذ موقف جدي من القضية الفلسطينية الناشئة عن الاحتلال الصهيوني، أو بالتوقف عن التآمر لنهب ثروات شعوب المنطقة ودعم الدكتاتوريات المفروضة على شعوب العالم. ومع إخفاقه في جملة الأمور هذه، يكون كل ما يقوم به لا يعدو كونه حفلة علاقات عامة لتمرير الوقت الحالي واستيعاب تداعيات الفشل والإنطلاق من جديد لخدمة نفس الأهداف المعروفة".