خطبة كاملة عن يوم عرفة

فلسطين اليوم

خطبة كاملة عن يوم عرفة، حيث يرفق لكم موقع وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، التفاصيل الكاملة عن خطبة يوم عرفة، والتي يستحب فيها الحديث عبر المنبر عن يوم عرفة وذكر فضل هذا اليوم والدعاء فيه والتقرب إلى الله، كما يُعتبر يوم عرفة من أهم الأيام في الدين الإسلامي والحج، ويُعتبر ركنًا أساسيًا من أركان الحج الواجبة على المسلمين القادرين.

إليكم نص الخطبة كاملة عن يوم عرفة

الحمد لله الذي فضَّلنا بالإسلام وجعلنا من أمة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن من أعظم الأيام عند الله تعالى يوم عرفة، فهو يوم يتجلى فيه الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وهو من أيام الله المباركة التي فضلها الله على غيرها بفضله وكرمه. إن يوم عرفة يوم الجمعة العاشر من ذي الحجة، وهو يوم يتوجه إليه الحجاج في مشعر عرفة بمكة المكرمة، ويقفون في هذا المكان المبارك يرفعون أصواتهم بالدعاء والتضرع إلى الله تعالى بالتوبة والاستغفار والتوجه إليه بالخشوع والتواضع.

إن يوم عرفة يحمل في طياته فضائل عظيمة وأجوراً جزيلة، فقد روى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الحج عرفة"، أي أن يوم عرفة هو جوهر وهدف الحج، ففيه يتمم المسلمون أركان الحج الأساسية، وفيه يقف الحاج بخشوع وتواضع، يدعو الله تعالى ويستغفره، ويبكي لله بالندم على ذنوبه وخطاياه.

إن يوم عرفة يشهد أيضًا توبةً نصوحًا، ففي هذا اليوم تتوب القلوب وتتجدد العهود مع الله، ويُغفر الذنوب ويُفرج الكرب ويُعين الضعفاء والمظلومين. فلنستغل هذا اليوم العظيم للتوبة والاستغفار، ولنتذكر أن الله تعالى يقبل توبة عباده ويغفر لهم، وليس هناك يومٌ أفضل للتوبة والاستغفار من يوم عرفة.

إخوتي وأخواتي المؤمنون، يوم عرفة يذكرنا بالتوبة والاستغفار، وهما من أهم العبادات التي يجب أن نتحلى بها طوال حياتنا. فالتوبة هي الرجوع إلى الله وترك المعاصي والانقياد لأوامره، والاستغفار هو طلب المغفرة من الله تعالى والتضرع إليه بالدعاء والتوسل إليه بأسمائه الحسنى.

إن التوبة والاستغفار هما المفتاحان لرضا الله وسعادة الدنيا والآخرة، فعندما نتوب إلى الله بصدق ونستغفره بإخلاص، يغفر الله لنا ذنوبنا ويصلح أحوالنا وينزل علينا رحمته وبركاته. فلنجعل يوم عرفة فرصة للتوبة والاستغفار، ولنعمل على تحقيق التوبة النصوحة والاستغفار الصادق، ولنعمل على الاقتراب من الله تعالى والابتعاد عن المعاصي.

إن يوم عرفة يذكرنا بأهمية العبودية الحقة والخضوع لله تعالى، فالحاج يقف في هذا اليوم العظيم كعبد خاضع لله، وهو يتذكر قدرة الله وعظمته وأنه ضيف الرحمن في هذا المكان المبارك. فلنحافظ على خضوعنا وتواضعنا أمام الله تعالى، ولنستحضر في قلوبنا أننا عبادٌ لله الذي لا يُعبَدُ إلا هو، وأننا مسلمون خاضعون لأوامره ونواهيه.

إن يوم عرفة يدعونا أيضًا للتضامن والمحبة والتعاون، ففي هذا اليوم يلتقي المسلمون من مختلف الأعراق والجنسيات، يجتمعون في مشعر عرفة بوحدة الركن الخامس من أركان الإسلام. فلنستغل هذا اليوم لتعزيز روح التعاون والمحبة بيننا، ولنتعلم من روح التسامح والاحترام التي يتجسد فيها هذا التجمع العظيم.

إخوتي وأخواتي المؤمنون، إن يوم عرفة يأتينا هذا العام بفرصةٍ عظيمة للتوبة والاستغفار والعبادة والتضامن. لا تفوتوا هذه الفرصة، بل استغلوها بأفضل طريقة. قفوا في قلوبكم أمام الله تعالى وتوجهوا إليه بصدق وخشوع، استغفروه بإخلاص وأحسنوا عبادتكم. ولنتذكر قول الله تعالى: "فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" (آل عمران: 159).

فلنتوب إلى الله ولنستغفره ولنسعِ في طاعته ولنقف في عرفة قلوبنا، فقد جعل الله هذا اليوم خيرًا لنا وللأمة الإسلامية جمعاء. نسأل الله تعالى أن يتقبل توبتنا واستغفارنا، وأن يرحمنا ويغفر لنا ويعتق رقابنا من النار، وأن يوفقنا للعمل الصالح في هذا اليوم العظيم وفي كل أيام حياتنا.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.