تحليل كمين جنين يكسر المحظور في الضفة المحتلة بعد 17 عاماً ويبحث عن انتصار "جوي"

الساعة 12:16 م|22 يونيو 2023

فلسطين اليوم

لم تستفق "إسرائيل" من الضربة التي تلقتها من مقاومي جنين بالضفة المحتلة بعد اقتحام المخيم واستشهاد سبعة مواطنين، حتى تلقت صفعة على وجهها بعملية مستوطنة "عيلي" التي قُتل فيها أربعة مستوطنين واستشهد منفذاها، لتكمل "إسرائيل" إجرامها بعملية اغتيال لثلاثة رجال من المقاومة بقصف السيارة التي كانوا يستقلوها.

عملية الاغتيال التي نفذتها "إسرائيل" بالأمس، واستشهد فيها قادة المقاومة صهيب عدنان الغول" (27 عامًا أحد القادة الميدانيين في سرايا القدس - كتيبة جنين، والشهيد المجاهد: "أشرف مراد السعدي" (17 عامًا  أحد مجاهدي سرايا القدس _ كتيبة جنين، والشهيد القائد: "محمد بشار عويس" (28 عامًا)، أحد قادة كتائب شهداء الأقصى، هي الأولى بعد 17 عاماً من آخر عملية اغتال نفذتها طائرات الاحتلال بقصف منزل في عام 2006.

"فإسرائيل" تلقت خلال الأيام الماضية ضربات موجعة بدءاً من جنين وحتى مستوطنة عيلي، فيما لازالت تمارس إجرامها بحق الفلسطينيين باستهدافهم في كل مكان، والتي كان آخرها عن طريق القصف الجوي وهو الأمر الذي لم تعتده "إسرائيل" منذ سنوات طويلة.

الكاتب والمحلل السياسي خلدون البرغوثي، قال : إن الاحتلال وعبر بيان جيش الاحتلال ادعى، أن طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" تدخلت لمنع عملية فدائية، بعملية اغتيال محددة، مرتبطة بالظرف الميداني، حيث اضطر الاحتلال إلى استخدام المُسيرة لوقف العملية التي كان المقاومون يخططون لها حسب ما يدعي.

وأوضح البرغوثي في تصريح خاص لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن طائرات الأباتشي التي استخدمها الاحتلال في جنين في الاقتحام الأخير للمدينة، قد يكون مؤشر لاعتماد سياسة القصف بالطائرات.

وأشار البرغوثي، إلى الضغوط السياسية التي يتعرض لها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو من الوزراء المتطرفين بضرورة اتباع سياسة الاغتيالات، والقصف الجوي للمدن والقرى، والعبوات الناسفة التي استخدمها المقاومون وأصبحت تُشكل خطر بعد عدد من الإصابات التي تلقاها العدو في الأيام الماضية، وتدمير الآليات الصهيونية وإتلافها وإعطابها.

وتوقع البرغوثي اشتداد التهديدات "الإسرائيلية" للضفة المحتلة وخاصة شمالها، في ظل تصاعد عنف المستوطنين ضد القرى والمدن الفلسطينية، بحماية قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، والضربات الصعبة التي تلقاها العدو ومقتل المستوطنين، والتهديدات التي قد تدفع الاحتلال في ظل الضغوط العالية، للإقدام على ارتكاب جرائم بحق المقاومين واللجوء لتكثيف عمليات الاقتحام اليومي، وقد تتطور للتصعيد باستخدام الطائرات.  

 

ترميم الردع

المختص في الشؤون الإقليمية، خليل نصر الله، رأى أن الاحتلال "الإسرائيلي" أدخل بشكل مفاجئ سلاح الطائرات المسيرات المسلحة إلى ميدان الاشتباك في الضفة الغربية المحتلة، بتنفيه عملية اغتيال استهدفت سيارة كان يستقلها مقاومون ينتمون إلى فصائل فلسطينية عدة، ما أسفر عن استشهاد عدد منهم.

واعتبر نصر الله خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه من حيث التوقيت، يحاول الاحتلال ترميم قوة الردع في مواجهة المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، خصوصا بعد تلقي قواته ومستوطنيه ضربات قاسية منذ مدة.

كما رأى أن المقاومة في شمال الضفة، في تصاعد، مبيناً أن هذا التطور يأتي بعد فشل عمليات الاقتحام في شمال الضفة في تصفية المقاومين كما حصل مؤخراً في جنين؛ ما دفع الاحتلال إلى التراجع ووقف عملياته.

ومن ناحية المكان أي قرب جنين، اعتقد المختص أن الاحتلال أراد الاستعاضة عن عملية عسكرية واسعة، بحملة اغتيالات يُسخر لها كامل قواه بما فيها سلاح الجو، مشيراً إلى أن المسيرات المستخدمة هي من النوع المسلح والذي استخدم في تنفيذ عشرات عمليات الاغتيال في قطاع غزة.

الهروب من العملية واسعة

وأشار نصر الله إلى أنه نظراً لاعتبار أن تنفيذ العملية العسكرية الواسعة شمال الضفة، قد تؤدي إلى اشتعال جبهات أخرى منها قطاع غزة، ذهب نحو "ضربات أمنية" جوية من هذا النوع.

كما رأى أن الاحتلال، يعتقد أن الاستهداف الجوي سيساعد على "كبح جماح" المقاومة، وخصوصا لأن الطائرات المسيرة تمنحه تفوقا عسكريا وأمنياً.

مرحلة جديدة

وعلى صعيد المقاومة، أوضح المختص أنها ترى نفسها أمام مرحلة جديدة من المواجهة، وهو ما يحتم عليها اتخاذ الإجراءات اللازمة لتخطي المعضلة الجديدة، منوهاً إلى أنها قادرة على فعل ما بوسعها لتعطيل المسار الذي سلكه الاحتلال بالاغتيال الجوي، كما تمكنت من إفشال عمليات الاقتحام المتكررة من تحقيق أهدافها في الضفة.

كلمات دلالية