إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
كانت بلدة جبع بمحافظة جنين على موعد مع فارسها زياد صبحي ملايشة، بتاريخ 2 فبراير عام 1982م، لعائلة مجاهدة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة، وتلقى تعليمه حتى المرحلة الثانوية العامة في مدارس البلدة، ثم انتقل للدراسة الجامعية في تخصص الحاسوب في جامعة القدس المفتوحة.
بدأ فارسنا عمله في صفوف حركة الجهاد الإسلامي تحت إطار الجماعة الإسلامية بجامعة القدس المفتوحة حيث نشط في المشاركة في فعاليتها، والتنظير لفكر الحركة، الأمر الذي عرضه للاعتقال لدى الاحتلال، حيث تعرض لتحقيق وحشي في معتقل الجلمة ومن ثم حكم بالسجن الفعلي لـ3 سنوات.
عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال انتقل من جامعة القدس المفتوحة إلى الجامعة الأمريكية بجنين لدراسة تخصص "التحاليل الطبية" لكنَّ الاحتلال لم يتركه، وواصل مطاردته ومداهمة منزل ذويه حيث داهمه لأكثر من مرة بحثًا عنه.
بدأ فارسنا العمل في صفوف سرايا القدس وقاد مجموعات عسكرية في بلدة جبع، حيث نفذ العديد من العمليات الجهادية ضد قوات الاحتلال، وكان يتنقل من مكان لآخر فقد شهدت على بطولاته قباطية وجبع والسيلة الحارثية والتي وضع بصمته في أزقتها لمقارعة الاحتلال.
استمر في نشاطه العسكري على امتداد محافظة جنين من خلال التصدي لتوغلات الاحتلال، وإطلاق النار على حواجز الاحتلال المحيطة بالمدينة، واستهداف جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه على الطرق الالتفافية، مما زاد من حدة ملاحقته من قبل الاحتلال والتعرض للعديد من محاولات الاغتيال التي باءت بالفشل.
شهيدًا على طريق القدس:
بتاريخ 20 يونيو عام 2007م، كان فارسنا على موعد مع الشهادة على أرض كفر دان بمحافظة جنين، حيث داهمت أكثر من 30 آلية عسكرية صهيونية مدعومة بغطاء جوي وبمشاركة عشرات الجنود المنطقة التي كان يتواجد بها القائد زياد وكان برفقته القائد إبراهيم عابد من كتائب شهداء الأقصى، حيث طالبهم الاحتلال بتسليم أنفسهم بعدما أطبق حصاره الكامل على المنطقة المتواجدين فيها، لكنَّهما رفضا تسليم أنفسهما، لتبدأ معركة بطولية استمرت لعدة ساعات، انتهت بارتقائهما شهداء بعدما نفذت الذخيرة بحوزتهما، وقد تم استخراج القائد زياد عقب الاشتباك وهو يحتضن سلاحه ليكون شاهدًا وشهيدًا.