المقاومة الفلسطينية ومهمة افشال المخططات الصهيونية

الساعة 12:16 م|19 يونيو 2023

فلسطين اليوم | خالد صادق

بقلم : خالد صادق

التهديد بشن عدوان صهيوني جديد على الضفة الغربية, ومحاولات التسلل الى داخل المدن والمخيمات الفلسطينية من قبل جنود الاحتلال وما تسمى بوحدات المستعربين لتصفية المجاهدين وملاحقتهم, وعمليات الاعتقال التي تمارسها أجهزة امن السلطة ضد كل من يعارض سياستها المرتكز على مسار التسوية كحل وحيد للصراع مع الاحتلال الصهيوني, كل ذلك لم يمنع الفلسطينيين من الإصرار على مواجهة الاحتلال والتصدي لمخططاته العدوانية, وملاحقته واستهدافه في كل مكان في الضفة المحتلة, فالمقاومة هي الخيار الأمثل للفلسطينيين في مواجهة التغول الصهيوني غير المسبوق ضد شعبنا الفلسطيني, وذلك في ظل حكومة نازية صهيونية محكومة بسياسة الصهيونية الدينية, أحدث استطلاع للرأي العام الفلسطيني أظهر أن أغلبية الفلسطينيين ما زالوا يؤيدون تشكيل المجموعات المسلحة لمقاومة الاحتلال، ويرفضون ملاحقة الأجهزة الأمنية الفلسطينية لها. ورغم حجم الخسائر على مستوى الشهداء في قادة مجموعات المقاومة إلا أن نتائج الاستطلاع التي نشرت قبل يومين، ما زالت تشير إلى 71 % من الجمهور يؤيدون تشكيل مجموعات مسلحة مثل: «عرين الأسود» و«كتيبة جنين» وفي المقابل فإن 86 % يعتقدون أنه لا يحق للسلطة الفلسطينية ملاحقة أفراد هذه المجموعات، كما أن 80 % يعارضون تسليم أفراد هذه المجموعات أنفسهم للأجهزة الأمنية لحمايتهم من الاغتيالات. فيما توقع 58 % من الجمهور أن تمتد هذه المجموعات في الضفة الغربية. في حين توقع 51 في المئة من الجمهور تصعيدًا في الأوضاع الأمنية وأن تحصل انتفاضة ثالثة مسلحة. وأشار الاستطلاع إلى أن 50 في المئة يعتقدون أن انهيار السلطة الفلسطينية أو حلها يمثل مصلحة للشعب الفلسطيني. كما قال 50 في المئة إن ضعف السلطة الفلسطينية أو انهيارها سيؤدي لتقوية المجموعات المسلحة، وهذا الاستطلاع مدعاة لان تعيد السلطة تفكيرها مجددا.

الشعب الفلسطيني يؤمن بمقاومته، وقد بات خيار المقاومة يمثل طوق النجاة للفلسطينيين من مخططات الاحتلال الهادفة للسيطرة على الضفة الغربية بالكامل، وفصل شمال الضفة عن جنوبها، وتجسد هذا الايمان المطلق بالمقاومة بتلك الاخبار التي تناقلها موقع «إنتل نيوز» العبري، أمس الأحد، أن مجموعات مسلحة جديدة تشكلت في الأيام الماضية في محافظة نابلس أطلقت على نفسها اسم «جماعة العهد - رفقاء الشهداء». وحسب الموقع العبري، فإن مجموعة نابلس الجديدة تشكلت منذ خمسة أيام أي في الثالث عشر من حزيران وتضم في صفوفها ما يقرب من 500 مقاتل. وأعلنت المجموعة مسؤوليتها عن عمليات إطلاق نار مختلفة (آخرها الليلة قبل الماضية ضد البؤرة الاستيطانية في جبل جرزيم)، وذكر الموقع أنه تم إرفاق ونشر شعار للجماعة المسلحة، ووثائق منسوبة لإطلاق النار على جبل جرزيم الليلة الماضية، والتي نشرتها المجموعة, ويبدو ان هذه رسالة من شعبنا الفلسطيني ومقاومته للاحتلال الصهيوني مفادها ان المقاومة خيار استراتيجي لا بديل عنه, وان لغة الترهيب والقتل والاستنزاف التي يخوضها الاحتلال بشكل ممنهج ضد شعبنا الفلسطيني, لن تجدي نفعا, ولن تردع المقاومة, وان نتيجتها هو المزيد من المجموعات الفدائية المقاومة ضد الاحتلال وقطعان مستوطنيه, واذا كان الاحتلال يظن انه يستطيع فرض سياسة الامر الواقع من خلال تشريع الاستيطان, والتسريع ببناء المستوطنات في الضفة والقدس, وشق الطرق, وإقامة الجدر الاسمنتية وتقسيم الضفة بفصل شمالها عن جنوبها وان ذلك سيؤدي الى إقرار الفلسطينيين بسياسة الامر الواقع, والاستسلام لهذه الحالة فهو واهم, فسياسة الامر الواقع لا تغزو الا العقول المهزومة والمستسلمة, ولن يقبل بها شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة, وسياسة الترهيب التي يلوح بها الاحتلال لن تزيد شعبنا الا يقينا بحتمية التمسك بخيار المقاومة كخيار استراتيجي لا بديل عنه .

 

 مصادقة حكومة الاحتلال الصهيوني بالأمس على تفويض «وزير المالية بتسلئيل سموتريتش» بإصدار المصادقة الأولية للتخطيط والبناء في المستوطنات في أراضي الضفة الغربية دون مصادقة المستوى السياسي «الإسرائيلي» لن ينجح في طمس الهوية الفلسطينية الوطنية التاريخية، هذا ما أكدته حركة الجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة الفلسطينية، وقالت الحركة إن قرارات الاحتلال العنصرية وغير الشرعية لن ينجح في تمريرها طالما أن هناك مقاومة تقاومه وتقارعه بكل صلابة في كافة الساحات وأن المقاومة ومن خلفها الشعب الفلسطيني لن تسمح للاحتلال تمرير سياساته العنصرية ضد الشعب الفلسطيني. وتفويض الاحتلال للوزير المتطرف «سموتريتش» لن يجلب الأمن لمستوطنيه، ومستوطناته ستزول من الضفة كما زالت في قطاع غزة بفعل ضربات المقاومة الفلسطينية، وأن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام قرارات الاحتلال العنصرية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، والاحتلال يتحمل تبعات قراره العنصري والذي ستواجه المقاومة وشعبنا بمزيد من المقاومة والصمود على الأرض الفلسطيني, وكانت حكومة الاحتلال أصدرت عشرات القرارات المتعلقة ببناء عشرات الوحدات الاستيطانية في الضفة الفلسطينية، وصادقت «الكنيست» على مشروع قانون يسمح بعودة المستوطنين إلى أربع مستوطنات في الأراضي الفلسطينية كان قد تم تفكيكها عام 2005، كما وافقت على بناء أكثر من 4 آلاف وحدة استيطانية جديدة في مدن الضفة الفلسطينية المحتلة، ويبدو ان الأيام القادمة ستكون حبلى بالأحداث الساخنة في الضفة, فالمقاومة اخذت على عاتقها مهمة افشال المخططات الصهيونية ومواجهتها بكل قوة.

 

 

كلمات دلالية