بالصور متحدثون: الاتفاق النووي الإيراني يُشكل تهديداً وجودياً لكيان الاحتلال ويُعزز نفوذ طهران في المنطقة

فلسطين اليوم

أكد كتّاب ومحللون سياسيون ومختصون بالشأن الإسرائيلي، اليوم السبت 17 يونيو 2023، أن "إسرائيل" تسعى جاهدة لمنع الاتفاق النووي المحتمل بين الجمهورية الإسلامية "إيران" والولايات المتحدة الأمريكية؛ لأنها تعلم يقيناً أن إبرام الاتفاق يعني التفوق الإيراني في المنطقة الذي يُشكل تهديداً وجودياً لكيان الاحتلال.

وأجمع المتحدثون خلال ندوة سياسية نظمها مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير "يوفيد" بعنوان: "الصراع الإقليمي والاتفاق النووي المحتمل وانعكاساته على الكيان المؤقت"،

 أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع منع إيران من امتلاك برنامج نووي، لكنها تسعى لتأخير هذا الامتلاك من خلال تقليل الإمكانيات المتاحة للجمهورية الإسلامية.

وأشار المتحدثون إلى أن إبرام الاتفاق الإيراني مع الولايات المتحدة الأمريكية سيُعيد للجمهورية الإسلامية مليارات الدولارات المجمدة في بعض الدول والتي يمكن أن تستخدمها في تطوير مشاريع أخرى مثل الصواريخ الباليستية، وغيرها من القدرات العسكرية والاقتصادية ودعم محور المقاومة وهو ما يعتبره الاحتلال تهديداً وجودياً لكيانه.

واعتبروا أن توقيع اتفاق نووي إيراني- أمريكي، سيكشف عجز "إسرائيل" عن استخدام الخيار العسكري ضد الجمهورية الإسلامية، لأنها لا تستطيع التحرك في المنطقة بمفردها لاسيما مع توحد الجبهات وتأكيد تدخل محور المقاومة في الرد على الاحتلال، منوهين إلى أن إيران باتت تمتلك قوة عسكرية وتقنية كبيرة وأسلحة متطورة: منها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي زودت بها دولة عظمى مثل روسيا.

واتفق المتحدثون، أن الاتفاق النووي الإيراني جاء ليكون بديلاً عن الحل العسكري الذي كانت تلوح به الولايات المتحدة الأمريكية لضرب المنشآت النووية الإيرانية لاسيما في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب؛ لأنّ الجمهورية الإسلامية استطاعت أن تكون رقماً صعباً وتفرض نفسها كقوة رئيسية في المنطقة.

ولفتوا إلى أنّ "إسرائيل" حاولت جاهدة من خلال دعايتها المستمرة لإبراز حجم الخطر والرعب من الاتفاق النووي الوشيك، لكنها لم تسطع اقناع الولايات المتحدة بخطورة هذا الاتفاق؛ إذ إن "إسرائيل" بدأت تدرك أنها غير قادرة على اقناع واشنطن والدول الحليفة بتوجيه ضربة عسكرية ضد الجمهورية الإسلامية، وأضافوا: "لهذا "إسرائيل" متخوفة من توقيع الاتفاق كونه سيعطي لإيران تفوقاً عسكرياً كبيراً في المنطقة يؤثر على وجودها وقراراتها وسيطرتها.

وقالوا: "إيران باتت رقماً في صناعة وامتلاك وتطوير الأسلحة الصاروخية والعسكرية ومدّها إلى المنطقة، ما يعني أن هناك خطراً وجودياً حقيقياً على الكيان المؤقت، حتى قادة الاحتلال باتوا يتحدثون عن هذا الأمر".

وأوضحوا، أن الاتفاق قد يكون وشيكاً بين الجمهورية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية لكن الخلاف على ديمومة الاتفاق، إذ إن الولايات المتحدة قد تُلغيه في حال تغير الإدارة، مثلما حدث فور دونالد ترامب رئيساً لأمريكا.

وذكروا، أن نجاح إيران بقيادة حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي وبفضل جهود وزير الخارجية حسين عبد اللهبان عقد أهم اتفاق جرى من الناحية الدبلوماسية مع السعودية وإعادة العلاقات، أدى إلى إفشال البنية الاستراتيجية التي حاولت "إسرائيل" بناءها على مدار سنوات طويلة في المنطقة لفرض سيطرة طويلة الأمد عليها.