فصائل المقاومة الفلسطينية ومهمة اجتياز العقبات

الساعة 12:58 م|13 يونيو 2023

فلسطين اليوم | خالد صادق

عقبات كبيرة تعترض طريق المسار المقاوم وتسعى لوضع حد له, الاحتلال يستخدم القوة الدموية المفرطة للتصدي للمقاومة, ويشن العدوان تلو العدوان على قطاع غزة, ويهدد بعملية «سور واقي2» في الضفة الغربية المحتلة, ويسعي لتهويد القدس وتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا, والتضييق على المقدسيين لإجبارهم على الهجرة خارج المدينة المقدسة, اما السلطة فلا تتوانى في توجيه ضربات للمقاومة في الضفة الغربية المحتلة, وافشال محاولات المقاومة الفلسطينية في  التصدي للاحتلال الصهيوني , فقد أصدرت كتيبة طولكرم – سرايا القدس ظهر الأحد بيانا صحفيا تناولت فيه الأحداث الجارية في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم. وقالت في بيان لها لقد رأيتم حجم الهجمة الشرسة التي شنها جيش العدو صوب مدينة طولكرم وخصوصاً مخيم نور شمس من تدمير وحصار ومحاولة إيقاع أكبر قدر من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين وارتكاب المجازر خلال الأشهر القليلة الماضية، وكان مجاهدونا يقفون في وجه هذه الغطرسة الصهيونية ويقدمون دماءهم رخيصة دفاعاً عن أبناء شعبهم الذين احتضنوهم ورفعوهم على الأكتاف بعد كل اشتباك يخوضه مجاهدونا ضد قوات الاحتلال. واليوم تأتي الطعنة من الخلف من قبل أجهزة أمن السلطة التي تحاول تسهيل مهام الاحتلال بشكل أو باَخر، حيث «أقدمت الساعة السابعة من صباح اليوم بأعداد كبيرة على إزالة وتخريب الحواجز المنتشرة حول المخيم والتي وضعها مجاهدونا لعرقلة أي تقدم أو اقتحام لقوات الاحتلال، وقاموا بإطلاق النار بشكل مباشر على أبناء المخيم، وما يزال التوتر قائماً بوجود أجهزة السلطة، مع العلم أن هذه الحواجز لا تشكل أي خطر أو ضرر على المواطنين الذين كانوا السد المنيع في وجه الأجهزة الأمنية وقاموا بمنعهم من إزالة الحواجز», ونحن بدورنا نتساءل عن الغرض من هذا الفعل المدان ولماذا تقدم أجهزة امن السلطة على التعاون مع الاحتلال الذي لم يقدم لها أي شيء.

حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، «اكدت إصرارها على مواصلة الطريق الذي رسمته دماء القائد جميل العموري مجدد حالة الاشتباك في الضفة ومؤسس كتيبة جنين كامتداد لجهاد سرايا القدس وفعلها المقاوم وعملياتها النوعية وشهدائها العظام., ووجهت الحركة، التحية لكل المقاتلين الذين حملوا لواء الجهاد والمقاومة وصوبوا بنادقهم صوب العدو يقاتلونه ويتصدون له ويردون على جرائمه وعدوانه», فما يرتكبه الاحتلال الصهيوني من جرائم بحق شعبنا ومقاومته لن يفلح في اضعاف المقاومة او وقف تمددها, وما تفعله السلطة وأجهزتها الأمنية من تضييق الخناق على المقاومة, ومحاولة عرقلة العمليات الفدائية والتنسيق والتعاون الأمني غير المبرر مع الاحتلال, لن يفلح في وقف المقاومة, على الرغم من ان فعل السلطة ومواجهتها للمقاومة وتنسيقها وتعاونها مع الاحتلال يدمي القلوب ويمثل فعلا اجرامياً مداناً, لكن المقاومة لا تملك امام فعل السلطة وأجهزتها الأمنية الا ان تعض على جراحها, وتحافظ على وجهة البوصلة الفلسطينية المقاومة نحو الاحتلال الصهيوني فقط, وطهر البندقية الفلسطينية وهو ما أكدته كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس في بيانها « نقولها مجدداً إن ما يدمي قلوبنا التي تعتصر ألماً، أننا لا نعلم بدخول الاحتلال إلى مدننا ومخيماتنا إلا من خلال انسحاب المدرعات إلى المقرات بشكل سريع، حينها نعلم أن هناك اقتحاماً لقوات الاحتلال للتنكيل بأبناء شعبنا» فالمجاهدون في طولكرم ونابلس وجنين ومخيم عقبة جبر وطوباس وغيرها من المدن الفلسطينية الثائرة في الضفة يتحلون بالمسؤولية ويعضون على جراحهم ويجتازون كل العقبات والعراقيل التي توضع في طريقهم, من اجل ان يديموا حالة الاشتباك مع الاحتلال الصهيوني, ويحافظوا على النهج المقاوم, ويراكمون من قوتهم العسكرية مع مشاغلة الاحتلال, ويعززون جبهتهم الداخلية من خلال التلاحم مع حاضنتهم الشعبية التي تؤمن تماما بخيار المقاومة.

التقديرات تشير الى قدرة المقاومة على الصمود في وجه الاحتلال وتخطي العقبات، وقدرتها على تطوير أدائها المقاوم، وقدراتها العسكرية، وهذا يمثل اخفاقاً كبيراً للاحتلال الصهيوني الذي يحاول ان يقف على قدرات المقاومة القتالية بشكل واضح، لأنه يفاجأ دائما بقدراتها في الميدان، وعلى وقع هذا التطوّر، أفادت مصادر أمنيّة واسعة الاطلاع في تل أبيب أنّ جيش الاحتلال قرّر تأمين الحماية للأجزاء الداخلية لسيارات الجيب الخاصّة بوحدات النُخبة التي تعمل في عُمق الضفة الغربيّة المُحتلّة، وذلك بعد زيادةٍ واضحةٍ في حالات وضع العبوات الناسفة على المحاور التي تتحرك فوقها القوات، وفق ما أفاد موقع هيئة البث الرسميّة الاسرائيليّة (كان), وبحسب هيئة البثّ، فإنّه إزّاء تكرار تلك العمليات التي عرّضت أفراد جيش الاحتلال للخطر في الأشهر الأخيرة، ولاسيما وحدات النُخبة فقد تقرر اتخاذ الإجراء لتحصين الجزء السفلي من المركبات. وأشارت في الوقت عينه الى أنّ الحاجة تشتدّ الى تلك الخطوة أمام طبيعة تفعيل تلك العبوات عن بعد وحشوها بمتفجرات عالية الجودة، ووفقًا للموقع، فإنّ نشاط الفلسطينيين بدأ يذكّر بالتكتيك الذي واجهه الجيش في جنوب لبنان قبل انسحابه في 25 أيار (مايو) من العام 2000», فالاحتلال يدرك ان الفعل الميداني يتمدد, وقدرات المقاومة تتطور, والمقاومين يكتسبون خبرة العمل القتالي الميداني, والاشتباك مع الاحتلال يحدث من مسافة صفر, والفعل المقاوم قد يأتي من شاب فلسطيني بشكل فردي, او من فتاة فلسطينية او طفل او شيخ, فثقافة المقاومة أصبحت حاضرة بقوة في عقلية الفلسطيني الذي يدرك ان مقاومته للاحتلال الصهيوني هي السبيل الحقيقي لتحقيق الأهداف والوصول للغايات, وان ما دون ذلك «افلاس» لا يمكن ان يراهن عليه, وهذه القناعة هي التي تحصن المقاومة وتعزز الحاضنة الشعبية لها, وهكذا تستطيع المقاومة ان تجتاز كل العقبات التي تعترضها وتحصن نفسها بالبقاء.

كلمات دلالية