خبر مصر: معارضون وحقوقيون يقاطعون دعوات لحضور خطاب أوباما

الساعة 04:04 م|04 يونيو 2009

فلسطين اليوم: وكالات

قاطع عدد من المعارضين والنشطاء الحقوقيين تلبية الدعوات التي وجهت إليهم ممهورة باسم رئيس جامعة القاهرة وشيخ الأزهر وشعار رئاسة الجمهورية لحضور خطاب الرئيس الأمريكي في جامعة القاهرة اليوم الخميس.

 

وأعلن كل من عبد الحليم قنديل مسؤول حركة "كفاية" المعارضة رفضه تلبية الدعوة، كما رفضها إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة "الدستور" المستقلة ذات التوجه المعارض، وكذا جمال عيد مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، فيما أبدى أساتذة في جامعة القاهرة استيائهم من عدم دعوتهم للقاء برغم أنه يجري علي أرض جامعتهم ودعوة طلاب تابعين للحزب الوطني الحاكم بدلا منهم، وأرجع بعضهم السبب للخشية من أن يثيروا- خصوصا أساتذة "حركة 9 مارس" المعارضين، أي أزمة خلال الخطاب بعدما اعترض بعضهم على دعوة السفير الإسرائيلي.

 

وبالمقابل أعلنت قوي معارضة أخرى خصوصا جماعة الاخوان المسلمين ورؤساء أحزاب المعارضة حضور اللقاء، واعتبروا هذا الحدث ليس حوارا مع الأمريكيين وإنما دعوة على أرض مصرية لسماع ما سيقوله اوباما.

 

وقد تباينت أسباب رفض هؤلاء الحضور، إذ أرجع قنديل ذلك "لأن المتغطي بالأمريكيين عريان" بحسب تعبيره، فيما قال إبراهيم عيسي أن "أوباما ليس الامام الشافعي"، منتقدا توجيه أطياف عديدة من المصريين مسلمين وأقباط وسياسيين رسائل لأوباما للتدخل وتطلب منه- كأنه اللإمام الشافعي الذي كان المسلمون يتقدمون إليه بمظالم ليبحثها. وقال جمال عيد إنه رفض الدعوة احتجاجا على حضور السفير الاسرائيلي الذي أثارت دعوته غضب أساتذة جامعة القاهرة وتحدث بعضهم عن ضرورة منعه بالقوة.

 

وانتقد قنديل واشنطن واتهمها بـ"دعم النظام الديكتاتوري المصري لخدمة مصالحها العدوانية ومخططات العدو الإسرائيلي، والوقوف على الضد من أشواق الشعب المصري فى التغيير وكسب الحرية، وانتقد قنديل حركة الإخوان المسلمين ضمنا لحضور 11 من نوابها اللقاء، قائلا "هناك جماعة تهاجم كل يوم السياسات الأمريكية، وهى نفس الجماعة إلى يسيل لعابها سريعًا، عند دعوتها للقاء أي مسؤول أمريكى"، ووصف قنديل هذه التصرفات بـ"المتناقضة التي تؤدي لانهيار جبهة المعارضة المصرية".

 

وأعلن قنديل أن حركة «كفاية» قررت إقالة أي عضو يلبي الدعوة لـ"مؤتمر أوباما"، واعتبار أي عضو يلبي الدعوة الموجهة لحضور خطاب أوباما فى جامعة القاهرة مستقيلا من الحركة، وأضاف، في بيان له، "شخصيًا لن ألبي الدعوة، لأن المتغطي بالأمريكان عريان"، ووصفت الحركة الزيارة بـ"أنبوبة الأكسجين وقبلة الحياة التى تعطيها الولايات المتحدة للنظام المصرى لتأجيل وفاته".

 

أما إبراهيم عيسى رئيس تحرير الدستور اليومية المعارضة فقال، في مقاله اليومي اليوم الخميس (4/6) إنه لن يلبي الدعوة التي وجهت له، وعلّل هذا أن أباما يرغب في أن تشارك "مجاميع الجمهور" في خطابه كي يقنع نفسه بأنه خطاب العالم الاسلامي، وأن المشاركة معناها أن جورج بوش هو المشكلة في حين أن المشكلة ليس الرئيس الأمريكي وإنما السياسات الأمريكية الظالمة.

 

وقال : أن سياسة أوباما لم تتغير حتي الأن سواء في خداع العرب أنه مختلف مع اسرائيل في وجهات النظر ، أو في استمرار عمليات الاحتلال لبادان عربية واسلامية وقتل المسلمين في باكستان وافغانستان ، ولم يفعل شيئا للعالم الاسلامي .

 

جمال عيد، الذي دعي بوصفه مدير الشبكة العربية لحقوق الانسان، قال في أسباب رفضه الدعوة إن موقفه جاء "احتجاجا على حضور السفير الاسرائيلي" .

 

وسبق أن كشف الدكتور سعد الكتاتني لـ"قدس برس" عن توجيه 11 دعوة من قبل شيخ الأزهر ورئيس جامعة القاهرة ومختومة بشعار رئاسة الجمهورية، لنواب جماعة الاخوان في البرلمان (86 نائبأ) لحضور خطاب الرئيس الأمريكي أوباما الموجه للعالم الاسلامي من قلب القاهرة، مؤكدا أنهم سيحضرون اللقاء ولو وجدوا فرصة مصادفة للقاء أي مسؤول أمريكي داخل القاعة فسوف ينقلون إليهم احتجاج الجماعة الشديد على ما يجري في غزة من مجازر صهيونية وحصار مميت وحول السياسة الأمريكية ككل.

 

بدوره كشف عضو البرلمان عن الإخوان حازم فاروق عن أن اختيار النواب، من بين 65 نائبا دعوا للقاء، جاء على ما يبدو باعتبارهم أعضاء ومسؤولين في لجان البرلمان المختلفة ولم ترشحهم الجماعة بنفسها، حيث يشارك كل من الكتاتني وفاروق في لجنة العلاقات الخارجية، فيما يشارك باقي النواب الثمانية في لجان البرلمان المختلفة.

 

على صعيد آخر انتقدت صحف مصرية مستقلة ذات توجه معارض النفقات الباهظة التي انفقت علي تجديد جامعة القاهرة للقاء أوباما فيها والتي قالت أنها بلغت 15 مليون جنيه، وقالت إن هذا المبلغ كان يكفي لفض مئات الاعتصامات التي يقوم بها عمال مصريون للمطالبة ببدل لوجبة طعام، وتساءلت "ماذا لو استقبل الرئيس مبارك "أوباما" في عزبة خير الله"؟ في إشارة لإحدى المناطق العشوائية الفقيرة، التي تحتاج لتطوير وخدمات كما حدث في المناطق التي سيمر منها موكب أوباما.