مؤسس كتيبة جنين .."أسد الاشتباكات" والمطلوب الأول للاحتلال

الساعة 10:22 ص|10 يونيو 2023

فلسطين اليوم

"خلال سيرنا مع والدة الشهيد "جميل العموري" في أزقة المخيم كان الكبير والصغير من أبناء المخيم يوقفونا للسلام عليها وتحيتها، بينما تزينت كل جدران المخيم بصوره حاملا البندقية بوجه الاحتلال".

"جميل العموري حمل فكر العمل المقاوم وفجره مجدداً متحدياً كافة المعوقات والملاحقات "الإسرائيلية"، ليعيد روح المقاومة المسلحة في الضفة بعد فشل كافة محاولات إخمادها" .
تقول والدته" لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" في تقرير سابق للوكالة وتم إعادة نشره اليوم في الذكرى الثانية لاستشهاده: "في ذكرى استشهاده ، استشهد جميل ولا زلت أتلقى اتصالات من كل مكان في فلسطين وخارجها عن جميل وبطولاته التي قام بها ضد الاحتلال".

كتيبة جنين

 

لا تبالغ الوالدة، التي تكتشف كل يوم جديد عن ابنها الشهيد ومدى تأثيره في أبناء جيله، فجميل لم يكن مقاوما عاديا، بل هو الذي أعاد إحياء المقاومة في مخيم جنين، ومنها انتشرت في شمال الضفة ومناطق من رام الله.

ولد جميل في مخيم جنين الذي لاجئون  من حيفا وجبال الكرمل وقراها، لأسرة بسيطة الحال، وكان الابن البكر لأمه اللاجئة إلى قطاع غزة والنازحة إلى الضفة الغربية مع عائلتها في العام 1967م.

أكمل جميل دراسته الثانوية ولكن بعد ذلك كان العمل المقاوم قد سيطر على تفكيره، وبات كل ما يفكر به ويعمل لأجله، كما تقول الوالدة.

لم تكن الوالدة تعلم بما يقوم به جميل وهو الذي يخرج من بيته إلى مكان عمله يوميا في بلدية جنين، ويغيب عنه للمشاركة في كل فعالية تقام في المدينة والمخيم إسنادا للشهداء والأسرى. وليلا كان لديه ما يقوم به بإطلاق النار على معسكر جيش الاحتلال الإسرائيلي المقام على أراضي المواطنين في أطراف مدينة جنين "دوتان"

هذا العمل المقاوم جعل جميل ملاحقا من الاحتلال ومن أجهزة الأمن الفلسطينية التي لاحقته بالاعتقال في مقراتها في جنين ورام الله وأريحا في المرة الأخيرة، والتي تعرض خلالها لتعذيب قاس:" قبل استشهاده بأقل من عام كان قد اعتقل لدى الاحتلال وتعذيبه لشهرين، ولو استمر وجوده في سجون السلطة لكان فقد حياته" تقول الأم.

 

باع كل ما لديه لشراء بندقية

 

تروي الوالدة كيف حاولت في البداية ثنيه عن طريق المقاومة خوفا عليه خاصة بعد اعتقاله لدى السلطة الفلسطينية، فقامت بتقديم على قرض مالي وشراء سيارة ليعمل عليها، إلا أنه قام ببيعها وجمع كل ما المال الذي ادخره من عمله وشراء بندقية خاصة به.

قبل استشهاده بعام تقريبا، أدرك جميل كما تقول الوالدة، أن العمل الفردي صعب فتوجه إلى الجهاد الإسلامي في المخيم وهي الحركة التي رفعت شعارا لها "المقاومة في كل زمان ومكان"، وبدأ بالعمل الجماعي مع الذين  جمعهم حب المقاومة، وصولا إلى تأسيس كتيبة جنين والتي عملت على نهج الحركة وسرايا القدس ذراعها العسكري.

 

كتيبة جنين -العموري

 

ومنذ ذلك الحين، بات العموري قائد الكتيبة و"أسد الاشتباكات" كما وصفه أبناء المخيم في البوسترات والصور التي علقت على جدران كل المحال التجارية والجدران والأبنية في المخيم.

انطلاق الكتيبة كان الرد المباشر للعموري ورفاقه المقاومين على الاعتداءات الإسرائيلية على القدس في الفترة التي سبقت معركة سيف القدس، وما تلاها من عمليات: “جميل أول من لبى نداء القدس وثأر لجرائم الاحتلال في الأقصى".

وتتذكر الوالدة كيف كان يدخل إلى البيت ويخرج منه وشغله الشاغل وحديثه فقط عن المسجد الأقصى والقدس وحي الشيخ جراح وما يجري فيها من اعتداءات إسرائيلية.

عمليات الثأر للقدس وأقصاها حولت العموري إلى المطلوب الأول للاحتلال الذي أصدر قراره بتصفيته وليس اعتقاله، كما تقول الوالدة:" كان يمكن اعتقاله وهو حي ولكن الاحتلال كان يسعى لقتله فقط".

وعن يوم الاستشهاد تقول الوالدة إنه كان في طريقه للمشاركة في زفاف أحد أصدقائه، قبل أن تعترض سيارته قوة إسرائيلية خاصة ويدور اشتباك مسلح جميل في شارع الناصرة بمدينة جنين وذلك في العاشر من حزيران/ يونيو 2021.

 

صاحب الفكرة وملهم الشهداء القدس

لم يكن استشهاد جميل حدثا عاديا، فبينما احتفل الصهاينة بما أسموه إنجازا لقواته بقتل مؤسسة وقائد كتيبة جنين التي كبدته الكثير، كان ميلاد جميل في نفوس عشرات المقاومين في مخيم جنين ونابلس وطوباس وكل فلسطين.

تقول الوالدة:" لم أكن أدرك هذا التأثير الكبير لجميل على رفاقه، حين استشهاده كان كل المخيم في بيتي يبكي على جميل. وطوال الفترة الفائتة كان جميل الملهم لجيل من الشبان الذي تعلقوا بفكره ومقاومته".

كلمات دلالية